الجمعة 27 سبتمبر 2024

جهود مصرية مستمرة لتسوية الأزمة الليبية.. دبلوماسيون: نستهدف التسوية السياسية وتوحيد المؤسسة العسكرية.. والاستقرار الليبي هام للأمن القومي.. و«الاجتماع الثلاثي» خطوة للمزيد من التوافق

تحقيقات5-3-2019 | 16:44

تشغل الأزمة الليبية أولوية لدى السياسة الخارجية المصرية، حيث تبذل القيادة السياسية المصرية جهدا كبيرا من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في ليبيا وتوحيد المؤسسة العسكرية، وتلعب دول الجوار الليبي دورا هاما أيضا في هذا الشأن، بالمتابعة الدورية لتطورات الأوضاع عبر اجتماعات وزارية ثلاثية تجمع وزراء خارجية كل من مصر وتونس والجزائر، وآخرها الاجتماع اليوم في القاهرة.

فيما أكد دبلوماسيون أن مصر لا تدخر جهدا لحل الأزمة الليبية وإعادة الاستقرار في طرابلس عبر توحيد الجيش الليبي وجمع الفرقاء في الداخل للوصول إلى تسوية سلمية للأزمة، موضحين أن الاجتماع الثلاثي اليوم هام في إطار تعزيز الجهود لتسوية الوضع وخاصة بعد الاجتماع الأخير في أبو ظبي بين مسئولين في ليبيا قبل أيام ما يشير إلى اتخاذ خطوة تجاه الحل.

 

المزيد من التوافق

السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن الاجتماع الوزاري الثلاثي الذي سيعقد اليوم في القاهرة بشأن ليبيا، هو استمرار لسلسلة اجتماعات عقدتها دول الجوار "مصر وتونس والجزائر" مع المسئولين في ليبيا؛ بهدف توحيد الصف الليبي لمواجهة الإرهاب وإعادة الاستقرار هناك، وكان آخر هذه الاجتماعات مايو الماضي في الجزائر.

وأضاف الشويمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن اللقاء اليوم سيبني على الاجتماع الذي عقد في أبو ظبي قبل أيام بين المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي وفايز السراج رئيس المجلس الانتقالي، واتفاقهما على إجراء انتخابات عامة وإنهاء المرحلة الانتقالية، مضيفا إن هذا يشير إلى وجود تقارب في وجهات النظر.

وأضاف إن الاجتماع مقدمة للمزيد من التوافق بين الحكومة المدنية والجيش الليبي، نظرا لأن قوات الجيش في حال أفضل وتسيطر على أماكن أكثر وتضيق الحصار على الإرهاب، مؤكدا أن مصر تبذل جهدا كبيرا في تعزيز دور الجيش الليبي وإعادة الاستقرار لطرابلس حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالسراج وحفتر من قبل وأكد مرارا الدعم المصري لليبيا.

وأشار إلى أن التحركات المصرية تركز على القضاء على الإرهاب ووقف تمويل وتسليح الإرهابيين وضرورة دعم الجيش الليبي لمواجهة تلك الفصائل المقاتلة ولا تزال جهودها الحثيثة مستمرة، مؤكدا أن الأزمة الليبية تشهد تقدما عدة خطوات للأمام في سبيل تحقيق المصالحة.

وأكد على دور مصر الكبير في مساعدة الجيش الليبي، كجيش وطني ورفع الحظر عن توريد السلاح له.


جزء من الأمن القومي

قال السفير سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الملف الليبي يحظى باهتمام بالغ من قبل كل من مصر وتونس والجزائر لأنهم دول الجوار، مضيفا أن هذا الملف يعني مصر بشكل خاص لمتابعة محاولات الوصول إلى تسوية سياسية في الداخل بين جميع الأطراف ومتابعة جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا وتنفيذ مقترحاته للجمع بين الفرقاء في طرابلس وتوحيد الصف.

وأضاف أبو زيد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الاجتماع الثلاثي اليوم في القاهرة مهم لأن الأوضاع في ليبيا وصلت إلى مراحل أصبح الحسم فيها مطلوب للتوصل إلى حل نهائي  يحقق تكاتف الأطراف في الداخل، مشيرا إلى أن مصر لها دور فاعل ومؤثر في الملف الليبي ودائما ما يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعم مصر للوصول لحل سياسي وتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية.

وأشار إلى أن الاستقرار الليبي هام للأمن القومي المصري ومن منطلق الدور المصري البارز في المنطقة تهتم بتحقيق تسوية للأوضاع والاستقرار والهدوء في ليبيا، مؤكدا أن مصر لا تتأخر في تقديم الدعم والعون لليبيا وتهتم برفع العقوبات المفروضة على الجيش الليبي من قبل الأمم المتحدة وحظر توريد الأسلحة له.

وأوضح أن الجيش الليبي يخوض معاركا ضد الإرهاب والتطرف ويجب دعم هذا الجهد، مضيفا أن الانعقاد الدوري لاجتماعات دول الجوار مهم وضرورة لمتابعة تطورات الأوضاع لأنه لا يوجد من يحرص على مصالح الدول الليبية أكثر من هذه الدول، في ظل وجود قوى خارجية لا تهتم إلا بمصلحتها فقط وليس صالح الشعب الليبي.