الجمعة 21 يونيو 2024

لندن تجرّد عمال إغاثة في سوريا من وثائقهم

5-3-2019 | 18:51

يطالب عامل إغاثة بريطاني عالق هو وعائلته في سوريا الحكومة البريطانية بالنظر في إلغائها جواز سفره، مشدداً على أنه هناك لمساعدة الآلاف من المصابين جراء الحرب الدائرة في سوريا منذ 2011. 


ويؤكد توقير شريف، (31 عاماً)، المنحدر من والتهامستو في لندن، وهو يعمل حالياً إلى جانب زوجته راتشيل هايدن، في مدينة إدلب السورية، أن الحكومة البريطانية ألغت جوازات سفر عائلته، مطالباً لندن بإعادة النظر في سياسات الإلغاء المتبعة خاصة حينما يتعلق الأمر بالعاملين في المجال الإنساني في مناطق الحروب، وفقاً لما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية اليوم الثلاثاء.


ويطالب شريف أيضاً بتدخل القضاء للنظر في قضية إلغاء جوازات سفر عائلته من قبل محكمة مختصة يتمكن قضاتها من النظر في الأدلة والحكم بناء عليها، مشيراً إلى أن عمال الإغاثة يحاكمون بشكل غير عادل، إذ ما تطبق عليهم غالباً نفس الأحكام المطلقة على الإرهابيين المتواجدين في سوريا.


ويوضح عامل الإغاثة البريطاني، أن مهمتنا إنسانية، نتعامل مع الجميع بالتساوي، لا ننظر لجنسية المصاب أو دينه، أو انتمائه، نحن نقدم لهم العلاج باختلاف أطيافهم، سواء كانوا مدنيين أو حتى من داعش، لأن مهمتنا هي إنقاذ الأرواح، لكننا نركز دوماً على تقديم المعونة للنازحين السوريين، النساء والأطفال والأيتام منهم.


وتخلط الحكومة البريطانية بين الأوراق، خاصة في ظل خروج العشرات من تنظيم داعش من المناطق المحاصرة بغطاء إنساني، مدعين أنهم عمال إغاثة، لكن شريف يؤكد أن الخلط لا يمكن أن يكون صحيحاً في كل الأوقات، فأنا وزوجتي لدينا تاريخ طويل موثق يعود لعام 2012، فقد أسسنا معاً 41 مشروعاً في سوريا يعمل فيها 170 موظفاً، مؤكداً أن مشارعيه الإنسانية هناك هي أكبر دليل على براءته من كل الاتهامات الموجهة إليه أو من الإجراءات العقابية المتخذة ضده هو وعائلته.


ويؤكد شريف، أنه ليس متعاطفاً مع داعش، قائلاً لقد حاولوا قتلي مراراً، إنهم أسوأ من أن يمثلوا المسلمين.


وتشدد دول كثيرة إجراءات العودة أمام المقاتلين الأجانب الذين يحاولون الخروج من سوريا، وتؤكد التقارير أن الداخلية البريطانية تواجه معضلة حقيقية في تحديد حقوق مواطنيها المتواجدين في سوريا على وجه التحديد، وتحرم في بعض الحالات عمال إغاثة من جوازات سفرهم إلى جانب عائلاتهم بسبب مخاوف أمنية. مشيرة إلى أن البعض يتخذ من العمل الإنساني غطاء للتضليل.


ويقول شريف، إنه قدم إلى سوريا حاملاً معه مسدساً وبندقية، لأغراض دفاعية، مؤكداً أنه تعرض لتهديدات عدة من أطراف مختلفة، فكان عليه حماية نفسه وعائلته من أي هجمات مماثلة، وأوضح أنه مستعد لتبرير استخدامه لتلك الأسلحة أمام أي محكمة بريطانية. كما أنه ينفي أن يكون له أي انتماء لأي تنظيم هناك.


ويبرر شريف حمله للسلاح مستشهداً بقصة عامل الإغاثة البريطاني محمد شاكيل شبير الذي اختطف من قبل مجموعة مسلحة، وطالبوا بفدية قدرها 4 مليون دولار مقابل الإفراج عنه.


واستندت الحكومة البريطانية إلى قرار تجريد شريف من جنسيته هو وعائلته إلى المادة 40 من قانون الجنسية البريطانية لعام 1981، موجهة لشريف اتهامات بالانتماء إلى مجموعات تعمل مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وإن عودته للمملكة المتحدة تشكل خطراً على الأمن القومي.


    الاكثر قراءة