ذكرت صحيفة الجارديان
البريطانية أن الحدود الأمريكية المكسيكسة شهدت اقبالا شديدا من المهاجرين غير الشرعيين..
متسائلة عن هل وصلت الحدود بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك لنقطة الإنهيار؟.
وأوردت الصحيفة
على موقعها الإلكتروني أن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أعلنت هذا الأسبوع أن شهر
فبراير كان الشهر الأكثر نشاطاً بالنسبة للمخاوف المتعلقة بالمهاجرين على الحدود بين
الولايات المتحدة والمكسيك منذ أبريل 2008، وهو ارتفاع مذهل مدفوعا بقدوم عائلات أمريكا
الوسطى.
وكان مسئولون أمريكيون
قد ذكروا أمس الأول الثلاثاء أن الولايات المتحدة تبني منشأة جديدة للتعامل مع المهاجرين
وذكروا أن أكثر من 76 ألف مهاجرا غير شرعي عبروا الحدود بين المكسيك وأمريكا خلال الشهر
الماضي فقط.
وأوضحت الصحيفة
أنه في الأشهر الأخيرة، حدثت زيادة في عدد الأشخاص الذين يتم إلقاء القبض عليهم عند
الحدود، لكن مستويات شهر فبراير تمثل تجاوزا للمتعارف عليه خلال عقد من مخاوف عبور
المهاجرين للحدود.
وأضافت الصحيفة
أن دوريات الحدود ألقت القبض على 66 الفا و450 شخصا عند الحدود الجنوبية الغربية. وقدم
9650 شخصا آخر أنفسهم عند نقاط التفتيش الحدودية واعتبروا غير مقبولين لأنهم لم يكن
لديهم وثائق دخول مناسبة. ويتجاوز هذا الرقم أكثر من 76 ألفا و100 شخص.
وتابعت الصحيفة
أن من يعبر الحدود في الغالب هم أسر وأطفال غير مصحوبين بذويهم من جواتيمالا وهندوراس
والسلفادور - المثلث الشمالي لأمريكا الوسطى..ففي شهر فبراير، كان أكثر من 90 بالمائة
من الناس من جواتيمالا، وكان هناك ارتفاع غير عادي في الهندوراسيين - من 10 الاف و
47 شخصا في يناير إلى 17 ألف 523 شخصا في فبراير.
وأوضحت الصحيفة
أن هؤلاء المهاجرين يعبرون الحدود لأن بلدان المثلث الشمالية تعاني من الفساد النظامي
والجريمة المنظمة والعنف. كما أنها معرضة للتغير المناخي، والتي يقول الخبراء إنها
تزيد من تفاقم - وتتسبب في بعض الأحيان - مشاكل أخرى بما فيها الفقر.
وتناولت الصحيفة
أحداث تاريخية سابقة تتعلق بالهجرات غير الشرعية التي شهدتها الولايات المتحدة القادمة
من منطقة أمريكا الوسطى، مشيرة إلى أنه حتى مع هذه الزيادة غير العادية، لا تزال مستويات
المخاوف أقل بكثير من المستويات القياسية في التسعينات وأوائل العقد الأول من القرن
الحالي.
ففي عام 2000،
تم القبض على أكثر من 1.6 مليون شخص. وفي أكثر شهرين ازدحاما من عام 2008، شهري مارس
وأبريل، وصل أكثر من 91 ألف شخص كل شهر.
وبحلول نهاية العام
المالي في 2009، كان عدد الأشخاص الذين تم القبض عليهم قد انخفض بشكل ملحوظ ليصل إلى
556 الفا و 401 شخص.
واستمرت المعدلات
في الانخفاض مع ارتفاعات صغيرة في السنوات العشر التالية التي لم تتجاوز نصف مليون
شخص.
وذكرت الصحيفة
أنه للتعامل مع هذا النظام تم بناء بنية تحتية للحدود لرد الذكور البالغين المسافرين
بمفردهم، وليس الآلاف من العائلات. وقال مفوض الجمارك وحماية الحدود الأمريكية كيفن
مكالينان: "إن النظام يتجاوز القدرات، ويبقى عند نقطة الانهيار".
وأضافت الصحيفة
أن مناصري الهجرة يقولون إن تمويل أشياء مثل فرض تطبيق عنيف في مواجهة الهجرة في داخل
البلاد وعلى الجدار - إذا تم الموافقة على التمويل - يمكن إعادة تخصيصه لتلبية الاحتياجات
الإنسانية على الحدود. حتى كان ذلك سيحدث، فلن يكون فوريًا.
كما تعرضت إدارة
ترامب لانتقادات بسبب تركيز مواردها على ردع الناس عن المجيء بدلاً من معالجة العوامل
التي دفعت الناس إلى الفرار من ديارهم.
ولفتت الصحيفة
إلى أن دونالد ترامب يمكن أن يستخدم هذه الأرقام كداعم لحملته لتوسيع الجدار على الحدود
بين الولايات المتحدة والمكسيك، على الرغم من أن الخبراء يتوقعون أن الجدار لن يفعل
الكثير لوقف التدفق. إذا تمت الموافقة على تمويل الجدار اليوم وبدأ البناء غدًا، فقد
يستغرق الأمر بضعة أشهر حتى يتم إنشاء هيكله.
وكانت الصحيفة
قد اعتبرت، في تقرير سابق لها، أن زيادة أعداد المهاجرين تمثل فشلا لسياسة ترامب في
التعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية.