الجمعة 24 مايو 2024

الأمهات المثاليات لـ«الهلال اليوم»: الأزمات كانت دفعة لنا لإثبات الذات.. ونشكر الرئيس على دعمه للمرأة المصرية.. وعبرنا بأبنائنا إلى بر الأمان

تحقيقات18-3-2019 | 17:20

روت الأمهات الفائزات في مسابقة الأم المثالية لعام 2019، قصص نجاحهن وتضحياتهن لـ«الهلال اليوم»، موضحين مراحل التقدم التي أحرزوها وحققوها لأبنائهن رغم الأزمات التي واجهتهن.

وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، أسماء الأمهات المثاليات لعام 2019 وعددهن 32 أم فائزة بمسابقة عيد الأم وفقاً للمعايير والشروط الموضوعة من قبل اللجنة المركزية المشكلة من جميع الأطياف والتخصصات من ممثلي الجهات المعنية.

وتصدرت السيدة سعدية ثابت فليت حنا الله، من محافظة المنيا، الفائزات بالأم المثالية، وحالتها الاجتماعية أرملة منذ 34 سنة ولديها 3 أبناء.

وبلغ عدد المتقدمات للمسابقة هذا العام 635، وانطبقت المعايير والشروط على145 مرشحة من بينهن 29 مرشحة تجيد القراءة والكتابة، و110 منهن حاصلات على قدر من التعليم، ويبلغ عدد الأرامل 102 أرملة ومن المرشحات 10 أمهات بديلة، و7 أمهات لابن من ذوى الاحتياجات الخاصة، و4 أمهات من ذوى الاحتياجات الخاصة.

 

لعنة المرض وقوة العزيمة

وفي البداية، روت الأم المثالية الحاصلة على المركز الثاني على مستوى الجمهورية، أمل جرجس مسعد، البالغة من العمر 52 عاما، والحاصلة على المركز الأول على محافظة الأقصر، قصة كفاحها في تربية أبنائها، وقالت إنها حاصلة على بكالوريوس تجارة وإدارة أعمال ولديها ثلاثة أبناء "ولدين توأم وفتاة"، تركهم لها زوجها بعدما أصيب بورم في المخ وتوفاه الله منذ 15 عاما.

وأضافت أمل جرجس، إنها في قمة السعادة بفوزها بالمركز الثاني على مستوى الجمهورية ضمن الأمهات المثالية، لافتة إلى أن سعادتها الأكبر في رحلة الكفاح التي تكللت بهذا الفوز.

وأشارت إلى أنها تعبت كثيرا لتعلم أبنائها، وعملت في بداية حياتها إدارية بمرتب لا يتعدى 150 جنيها ثم تعلمت أشغال يدوية مثل تركيب الخرز والإكسسوارات في إحدى الجمعيات وقامت ببيع آخر قطعة أرض كانت تملكها لاستكمال مسيرة تعليم أبنائها.

وأكدت أمل أنها أصيبت بورم ليفي بالرحم وقامت باستئصاله كما أصيبت بفيروس سي، لكنها كافحت واستمرت في عرض سلعها على الإنترنت، وانتهت رحلة تعليم أبنائها وحصل الابن الأكبر على بكالوريوس تجارة والثاني على بكالوريوس هندسة والفتاة على ليسانس ألسن وبعد ذلك تزوجت ابنتها.


تحديات الحياة والرسالة السامية

أما الأم المثالية عن محافظة البحر الأحمر، زينب عبد الكريم محمد خليل، كشفت عن قصة كفاحها حتى تستحق الحصول على لقب عام 2019، موجهة الشكر والتحية للرئيس عبدالفتاح السيسي لمنحه الدعم الكبير لقضايا المرأة والأمهات المصريات.

وأضافت "زينب" أنها كافحت من أجل أبنائها حتى تحقق لهم النجاح المرجو، لافتة إلى أن جميع المصريات مكافحات وتحملن عناء ومشقة التعب في أحلك الظروف.

ولفتت إلى أنها تعمل بإحدى الجمعيات الخيرية، مؤكدة أنها ولدت وسط أسرة فقيرة، وتوفى والدها وهي في الثالثة من عمرها، وتزوجت في الثالثة والعشرين، ورزقها الله بطفلة بعد ٤ سنوات إلا أنها طُلقت لظروف أسرية.

وأوضحت أنها انتقلت بعد ذلك للعيش مع والدتها المصابة بمرض السرطان لترعاها وأخاها المعاق، حتى توفيا بعد صراع طويل مع المرض.

وأشارت إلى أنها لم يكن معها مصدر رزق سوى معاش والدها، مما جعلها تعمل بمجال الحياكة وبيع المفروشات المنزلية، حتى تكمل رسالتها مع ابنتها التي تخرجت من كلية الهندسة وتزوجت.

وقالت : "أتممت رسالتي في الحياة، إلا أن إرادة الله اختبرت صبري بعد هذه الرحلة الطويلة من الكفاح، حيث أصبت بضعف في عضلة القلب وتكسير في كرات الدم".

 

المسئولية الكاملة

كشفت أميمة محمد إمام عبد الله، الفائزة بمسابقة الأم المثالية عن محافظة الوادي الجديد، عن قصة كفاحها في تربية أولادها وكيف تحملت الأعباء حتى عبرت بهم إلى بر الأمان وباتوا قدوة لأبناء المحافظة جميعا.

وقالت الأم المثالية عن الوادي الجديد، إنها تمكنت بفضل الله تعالى من تحقيق حلمها والتحاق أبنائها الثلاثة بكلية الطب، مؤكدة أنها تعمل معلمة بمدرسة الفكرية بمدينة الخارجة في محافظة الوادي الجديد.

وعن بداية رحلتها مع الكفاح، قالت الأم البالغة من العمر 53 عاما، إنها بدأت في عام 1986، عندما تزوجت وأنجبت ثلاثة أبناء بشقة إيجار وسافر زوجها في عام 1993 إلى خارج المحافظة ولم يعد إلى المنزل مرة أخرى ولم يستدل على عنوانه وطرقت كل الأبواب دون معرفة".

وعن فوزها بالجائزة، قالت إنها تلقت خبر فوزها بالأم المثالية على مستوى المحافظة خلال تواجدها بمقر عملها بفرحة غامرة من زملائها الذين كانوا شاهدين على قصة نجاحها في الحياة ليكونوا أيضا أول المهنئين لها.

وأوضحت إنها حصلت على حكم طلاق غيابي من زوجها المفقود في عام 1997، لتبدأ رحلة معاناتها مع أبنائها خلال مراحل التعليم المختلفة إلى أن تم التحاقهم بكلية الطب بأسيوط.

ولفتت إلى أن ابنها الأكبر محمود يعمل طبيبا بمستشفى الخارجة العام، والثاني محمد طبيب جراح أورام بمستشفى الخارجة العام وحصل على الماجستير ويعمل أستاذا مساعدا بكلية طب جامعة أسيوط، والابنة الثالثة فاطمة طبيبة جراحة بمستشفى أسيوط".

وأكدت أن غياب الأب لا يمكن تعويضه إلا أنها نجحت في تحمل الأعباء حتى تمكنت من العبور بأبنائها ونجاحها بتحقيق حلمها وتخرج أبنائها الذين يعملون جميعا بمهنة الطب. 

وأضافت أميمة: "رفضت أن أقدم في المسابقة ولكن أولادي أصروا على ذلك"، وتابعت: "أنا واحدة من ضمن مئات الأمهات الذين مروا بهذه الظروف ومنهم أيضا من يعيش ظروفا أصعب"، مختتمة حديثها بأنها تتمنى زيارة بيت الله الحرام.