الثلاثاء 25 يونيو 2024

مصر تطالب المؤسسات الدولية بوضع أولويات الدول النامية على رأس أجندتها لدعم التنمية

اقتصاد21-3-2019 | 10:09

شارك وفد مصري برئاسة الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، في مؤتمر الأمم المتحدة الرفيع المستوى الثاني المعني بالتعاون فيما بين دول الجنوب والمنعقد في العاصمة الأرجنتينية "بوينس أيرس" في الفترة من 20 إلى 22 مارس الجاري، وذلك بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء من 110 دولة وأكثر من ألف شخص، من كبار السياسيين وقادة القطاع الخاص والمجتمع المدني، على رأسهم الرئيس ماوريسيو ماكرى، رئيس الأرجنتين، ورؤساء أورجواى ومالى وباراجواى وملك استونيا، وذلك بحضور السفير أمين مليكة، سفير مصر لدى الأرجنتين، ورندة حمزة، خبير أول تخطيط استراتيجي بوزارة الاستثمار والتعاون الدولي.


وتأتي مشاركة مصر في المؤتمر في إطار الاهتمام الكبير للقيادة السياسية فى مصر بتعزيز وتوطيد علاقاتها مع دول الجنوب ودورها القيادي في التعاون مع دول القارة الأفريقية، خاصة مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لهذا العام.


وشاركت الوزيرة، في الجلسة الأولى للمؤتمر، بحضور رئيس الأرجنتين، وأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وماريا غارسيس، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، و إينغا روندا كينغ، رئيسة المجلس الاقتصادى والاجتماعى، التابع للأمم المتحدة، وأخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، وأدونيا ايبارى، الرئيس المعنى للجنة رفيعة المستوى المعنية بالتعاون فيما بين دول الجنوب.


وألقت الوزيرة، كلمة مصر فى الجلسة الأولى، حيث أكدت أن مصر خلال مشاركتها فى فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الرفيع المستوى الثاني للتعاون بين دول الجنوب، تتطلع لتوسيع آفاق التعاون المشترك في مختلف مجالات التنمية، من خلال هذا الملتقى الفريد الذي يجمع القادة وصناع القرار وخبراء التنمية وممثلي المنظمات التنموية الدولية والإقليمية، مشيرة إلى أن مصر تحرص منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية البلاد، على مد جسور التعاون التنموي والاستثمارى بينها وبين دول العالم مع التركيز على دول الجنوب، لدفع عجلة العمل المشترك في مختلف المجالات لتحقيق آثار تنموية ملموسة ومستدامة على أرض الواقع.


ودعت الوزيرة، إلى التعاون بين دول الجنوب لتحقيق تطلعات شعوبنا ومواجهة التحديات الاقتصادية مع الاستفادة من الدروس المستفادة من برامج الاصلاح الاقتصادى فى بلادنا، مؤكدة حرص مصر على تعزيز التعاون مع دول الجنوب من خلال مبادرات التكامل الإقليمى الاقتصادى فى مجالات التعاون وتقاسم الخبرات مثل تغير المناخ والتحول الرقمى ومشروعات البنية الأساسية والتنمية الزراعية وادارة الموارد المائية والاستثمار في العنصر البشري خاصة فى مجال التعليم والصحة، وتمكين الشباب وخلق فرص العمل من خلال الشركات الناشئة ودعم ريادة الأعمال.


وقالت الوزيرة؛ إننا إذ نحتفل هذا الشهر بيوم المرأة، فإن التمكين الاقتصادي والاجتماعي لها يعد أولوية رئيسية، مشيرة إلى أن شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة الدعم للاسر الاكثر احتياجا والاطفال يساهموا في تحقيق أهداف التنمية.


وذكرت الوزيرة، أنه خلال السنوات الماضية، قطعت مصر شوطا طويلاً على طريق الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وتهيئة مناخ أكثر جاذبية للاستثمار المحلي والأجنبي، مع الحرص على تعزيز مبادئ الحوكمة والإدارة الرشيدة في كافة قطاعات الدولة، وقد ساهمت هذه الإصلاحات في تحسن المؤشرات الاقتصادية والتصنيف الائتماني لمصر، بشهادة العديد من المؤسسات الدولية، وفى هذا الإطار تسعى مصر لمشاركة الخبرات التنموية والإصلاحية مع شركائها من دول الجنوب، سواء من خلال التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف بالمشاركة مع منظمات وشركاء التنمية الإقليميين والدوليين.


وأشارت الوزيرة إلى تنظيم مصر العديد من الفعاليات والمؤتمرات خلال السنوات الماضية، ففي يوليو من العام الماضي قامت مصر بتنظيم مؤتمر القاهرة للتعاون بين دول الجنوب، كملتقى تمهيدي للإعداد للمؤتمر المنعقد اليوم، بمشاركة ٥٧ ممثل عن ٢٠ دولة، بالإضافة إلى ٨ مؤسسات عالمية، لتبادل الخبرات والتجارب لأشكال وآليات التعاون الناجحة بين دول الجنوب، وفي ديسمبر من العام ذاته، نظمت مؤتمر إفريقيا ٢٠١٨، الذي شهد مشاركة أكثر من ١٠٠٠ ممثل عن الحكومات والمنظمات التنموية الدولية والقطاع الخاص من مختلف الدول الأفريقية، بهدف جذب الاستثمارات وتشجيع التعاون ومشاركة القطاع الخاص في التنمية، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني في مجالات حيوية مختلفة مثل: الاستثمار في رأس المال البشري، والتحول الرقمي، والحوكمة، كما تبنت مصر عدداً من الآليات المختلفة لتعزيز التعاون الفني مع العديد من الدول منها اللجان الاقتصادية المشتركة مع الدول الافريقية والاسيوية والاوروبية والامريكيتين الشمالية والجنوبية، اضافة إلى أكاديمية التنمية بين دول الجنوب في مصر بالمشاركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.


وأوضحت الوزيرة، أن تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، جاء تتويجاً لجهودها في تعزيز التعاون وتوطيد العلاقات الأفريقية، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، معربة عن تطلع مصر ليشهد هذا العام رصيداً مثمراً يضاف للرصيد التاريخي الحافل من التعاون، ليأتي كمثال حي وفعّال لتضافر جهود دول الجنوب من أجل تنمية مستدامة ومستقبل أكثر رحابة.


وطالبت الوزيرة، المؤسسات الدولية بوضع أولويات وأجندة الدول النامية ودول الجنوب، على رأس أولوياتها لدعم التنمية والمساهمة في تطوير الاقتصادات الناشئة.


واختتمت الوزيرة، كلمة مصر قائلة:"كما أكد الرئيس في افتتاح القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي فإن "الفهم المشترك، والاحترام المتبادل، بيننا جميعا هم أعظم قوة دافعة" ومن خلال هذه الكلمة فإن مصر تدعو دول الجنوب لتعميق الإرادة والعمل المشترك نحو مستقبل أفضل "من أجل إسعاد مئات الملايين من أبنائنا وأحفادنا وهو الهدف الذي نكرس له كل عملنا وجهدنا"، معربة عن ثقتها فى مساهمة المؤتمر في دعم العمل المشترك بين دول الجنوب بما يعمل على ازدهار ورفاهية أبنائنا.


وخلال الجلسة، قال الرئيس موريسيو ماكري، رئيس الأرجنتين، إن هناك "فرصة عظيمة أمام الجميع لتعزيز التعاون والشراكة لتحقيق مستقبل أفضل، مشير إلى أن التحديات المعقدة والمترابطة التي يواجهها المجتمع الدولي اليوم تتطلب شراكات أقوى والتفكير في مجالات جديدة للتعاون.


وذكر أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، أن تغير المناخ هو القضية الحاسمة في هذا العصر، داعيا إلى زيادة الاستثمار في العمل المناخي من مليارات الدولارات إلى تريليونات، ودعا إلى تنفيذ البنية التحتية بشكل صحيح، مما يعطى فرصة للتعاون في مجال التنمية والتجارة والاستثمار عبر الحدود وتخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معه.