أشاد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ديفيد بيزلي، بمجهودات الحكومة المصرية للقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة لبرنامج الدعم وخلق فرص عمل، وتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة هي إحدى الخطوات المهمة للقضاء على أسباب مشكلات الأمن الغذائي.
وقال بيزلي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة اليوم الخميس ، إن تقديم الدعم العيني لن يقضي على مشكلات الأمن الغذائي من منابعها، مضيفا أن تحقيق استدامة في الأمن الغذائي يحتاج إلى العمل على تطوير التعليم وتمكين المرأة وغيرها من البرامج التي يقوم بها برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع الحكومة المصرية.
وتوقع رئيس برنامج الأغذية العالمي، الذي يزور مصر لأول مرة، أنه إذا تم تنفيذ مشاريع البرنامج في مصر على الوجه الأمثل فإنه سيتم القضاء على المشكلات الأمن الغذائي، خاصة في محافظات الصعيد، خلال خمس سنوات.
وأشار إلى أن البرنامج يركز من خلال تعاونه مع الحكومة المصرية على المشروعات الاستراتيجية التي تصنع فرقا وتحسن الأمن الغذائي، لافتا أن مليون طالب يستفيدون من برامج التغذية المدرسية في مصر، ويسعى البرنامج للعمل مع مليون مزارع صغير ويعمل على دعم مشاريع تمكين المرأة.
وقال إن البرنامج يقدم المساعدات الغذائية بالتعاون مع الحكومة لحوالي 75 ألف لاجئ سوري في مصر، كما يقدم المساعدات لحوالي 5 ملايين شخص داخل سوريا ومليون لاجئ في الأردن ومثلهم في كل من لبنان وتركيا.
وأكد بيزلي أن مصر في وضع جيد يسمح لها بالمساعدة في مجهودات إنهاء الجوع بالعالم، مشيرا إلى أن مصر تترأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، كما يتولى سفير مصر بإيطاليا رئاسة للمجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، وهو ما يسهم بقوة في تحقيق الأمن الغذائي.
وأضاف رئيس برنامج الأغذية العالمي أن تحقيق الأمن الغذائي عنصر أساسي لاستقرار أي دولة، موضحا أنه إذا تم القضاء على أسباب انعدام الأمن الغذائي من جذورها لن يهاجر الناس إلى بلدان أخرى، كما ستنخفض نسب التطرّف وحالات الزواج المبكر في حين سترتفع أعداد الملتحقين بالتعليم.
ولفت إلى أن انعدام الأمل لدى الشباب هو ما يجعلهم يلجؤون للتطرف، فإذا وجد الأشخاص فرصا جيدة في بلدانهم فلن يختاروا ترك أوطانهم، وهناك ارتباط قوي بين انعدام الفرص التعليمية والوظيفية وازدياد الهجرة، حيث يرتفع معدل الهجرة بنسبة 2% إذا ارتفعت أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 1%.
وقال بيزلي إن هناك من انضموا للجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش للحصول على الغذاء لأسرتهم، مضيفا أنه ينبغي استخدام الغذاء كسلاح لتحقيق الأمن والأمان والسلام للقضاء على العنف والتطرف حول العالم.
وتابع: "الهدف الأساسي للبرنامج هو مساعدة المجتمعات أن تتغلب على مشاكلها، وفي هذا الوقت الحرج الذي ينتشر فيه الجوع في جميع أنحاء العالم بمعدلات تنذر بالخطر أتمنى أن ينتهي الجوع من العالم وبالتالي لن يكون هناك حاجة لعمل البرنامج".
ولفت إلى أنه يوجد نحو 140 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي حول العالم، ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات لقرابة 92 مليون شخص من 82 دولة، مشيرا إلى أن الأزمة تتفاقم جراء الصراعات والتغير المناخي.
ووصف الوضع في اليمن بأنه أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حيث يعاني قرابة 12 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، في حين من تصلهم المساعدات قرابة 10 ملايين شخص، مشيرا إلى أن برنامج الأغذية العالمي يعمل مع المنظمات الدولية الأخرى للحيلولة دون حدوث مجاعة باليمن، مؤكدا أن إنهاء الحرب فورا هو الحل الوحيد لإنهاء المأساة في اليمن.
وأكد أن البرنامج اتخذ موقفا صارما بعد وصول جزء من المساعدات في اليمن لمن لا يستحقها، ويحاول السيطرة على الوضع للتأكد من وصول المساعدات لمستحقيها، مشيدا بمجهودات الإمارات في تقديم الدعم للمتضررين في اليمن.