الأربعاء 15 مايو 2024

في ذكرى رحيل النمر الأسود.. كيف أنقذ عماد أديب أحمد زكي من الموت المحقق؟

27-3-2019 | 13:27

أزمات متلاحقة عاشها النمر الأسود الفنان أحمد زكي منذ طفولته مروراً بشبابه، وحتى في أوج مجده وشهرته ظلت الأزمات الصحية والنفسية تتابعه، إما بسبب المرض أو بسبب الشائعات المغرضة التي آلمت مشاعره، وفي ذكرى رحيله نلقي الضوء على أزمته المرضية التي كادت تودي بحياته لولا أن أرسل الله له طوق النجاة في اللحظات الأخيرة.

 

يعلم الكثيرون الأزمة التي تعرض لها الفنان أحمد زكي في بداية مشواره الفني، كانت عندما تم اختياره  لبطولة فيلم "الكرنك" أمام سعاد حسني ثم استبعاده، مما كان له أثر سيئ ومحاولة لإفشاله والاستهانة بموهبته كفنان قادر على تجسيد أي دور يسند إليه، وزادت تلك الواقعة من عزيمة أحمد زكي على أن يجيد ويبدع في كل أعماله التالية، ليظهر للجميع نبوغه وعبقريته، وتدخلت بعض الأطراف لإرضاء زكي بأن تقاضى أجر الفيلم المتفق عليه والذي تم استبعاده منه ، وبعد أن سطع نجمه وعادت سعاد حسني للعمل معه في فيلم "شفيقة ومتولى" ثم موعد على العشاء" ومسلسل "هو وهي" عام 1985، بدأت الشائعات تطارده بأنه تزوج من سعاد حسني، وتعجب زكي من الشائعات ومطلقيها ، فانقطع عن العمل مع سعاد حسني ليتجنب تلك الشائعات.

 

وأثناء تصوير حلقات "هو وهي" شعر أحمد زكي بآلام شديدة في البطن ما اضطره إلى اللجوء لإحدى المستشفيات لمعرفة سبب الآلام، وبعد الفحص أخبره الأطباء بأن معدته تفرز أنزيمات تسبب التهابات، ونصحه الأطباء بتناول دواء ليزيل أثر الداء مع الالتزام بتناول أطعمة معينة،  واتبع زكي نصيحة الأطباء في تناول الدواء والطعام، واستمر على ذلك قرابة العامين وهو يتناسى آلامه كلما هاجمته ، وعند تصويره بعض المشاهد في فيلم "المخطوفة" أمام ليلى علوى وكمال الشناوي، ظهر عليه الإعياء، وكان أمامه الصحفي عماد أديب، وعلم أديب أن هناك ثلاثة أيام راحة من التصوير، فسارع بأن يطلب من زكي بأن يسافر معه إلى لندن لإجراء بعض الفحوص الطبية وأيضاً للنزهة، وراح أحمد زكي يختلق الحجج والأعذار حتى لا يسافر مع عماد أديب، وأخبره أن التعب الذي يشعر به يوجد عند كل المصريين.

 

وأصر عماد أديب على مطلبه، ووافق أحمد زكي مرغماً، وحتى يهيئ نفسه للأمر أخبر أديب أنه سيسافر فقط من أجل شراء ملابس لفيلمه الجديد "زوجة رجل مهم"، وسافرا في اليوم التالي إلى لندن، وعند وصولهما أصر أديب على اصطحاب زكي إلى شارع الأطباء ليلتقي بالطبيب المصري يحيى سليمان الذي قام بعدة فحوص بالمنظار على المعدة ، وتم الكشف أيضاً على الكبد والمرارة، لكن ظهرت مفاجأة أذهلت أحمد زكي، حيث أكدت كل الفحوصات والأشعات عدم وجود المرارة .. وامتثل أحمد زكي مذهولاً أمام الأطباء خمسة أيام وهم يبحثون عن مرارته، فلم يتمكنوا من العثور عليها، وجلس زكي مع جراح شهير  وبعد الفحوصات والأشعات وتأكد  أن في معدته قيح أثر على المرارة وأتلفها وجعلها تتليف وتتحوصل منذ سنوات واختفت في الكبد، لذا نصحه الأطباء بضرورة انتزاع تلك المرارة المختفية.

 

حاول أحمد زكي العودة إلى القاهرة ثم  الذهاب إلى لندن بعد شهر لإجراء الجراحة، لكن الطبيب أكد له أن المرارة متعفنة وتنتج تلوث ، ولو ذهب إلى لندن لن يستقبلوه، هذا لو عاش لمدة شهر آخر .. وامتثل زكي بعد طمأنة أديب له بأنه سيكون بجانبه وقت الجراحة وحتى تمام الشفاء، وبالفعل أجرى أحمد زكي العملية وكتب الله له عمرا جديدا، وظل يضحك بينه وبين نفسه .. ماذا لو لم يرسل له الله عماد أديب في الوقت المناسب؟

 

تماثل أحمد زكي للشفاء بعد إجراء الجراحة، وفي فترة النقاهة زارته المطربة سميرة سعيد في المستشفى، كما زاره العديد من أبناء الجالية العربية في لندن، وتوافدت إليه الرسائل من مصر وكل الدول العربية مع اتصالات تليفونية من الأهل والأصدقاء .. ومن العجيب أن الشائعات ظلت  تطارد أحمد زكي حتى في هذه المحنة، حيث انتشرت شائعة تقول أنه لن يعيش أكثر من أسبوع أو أسبوعين، والأغرب من ذلك أن هناك من أطلق شائعة بأن بينه وبين سميرة سعيد قصة حب سوف تنتهي بالزواج .. وسخر أحمد زكي من الشائعات فقد تعود عليها، وداوم على حمد الله الذي أنقذه بعنايته من موت محقق.

    Dr.Radwa
    Egypt Air