أكد أحمد
أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إيمانه بأن العمل العربي المشترك
-ولو في حده الأدنى-يظل طوق نجاة وسط هذه الأنواء العاصفة بالمنطقة العربية.
جاء ذلك
خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية الثلاثين، اليوم، برئاسة تونس خلفا
للمملكة العربية السعودية.
ودعا أبو
الغيط الى التمسك به وتوسيع مساحته قدر الإمكان، مشيرا الى أننا شهدنا جميعاً
الصدى الطيب للقمة العربية- الأوروبية التي انعقدت للمرة الأولى في شرم الشيخ
الشهر الماضي.
وتابع أبو
الغيط أن هذه القمة تنعقد ومنطقتنا العربية تسير على خيط مشدود وتتشبث شعوبها
بأهداب الأمل والرجاء وترفض الإنجراف إلى اليأس، مشيرا الى أن مكانة هذه المنطقة،
ودورها في صناعة الحضارة يؤهلانها لمكان أفضل مما هي عليه اليوم.
وأوضح أبو
الغيط أنه ما زالت بعض دولنا تنزف، وبعض أبنائنا يُكابدون مرارات الصراع وآلام
التشريد في سوريا واليمن وليبيا، مؤكدا على أن بعض من أعز الحواضر وأغلى المدن
العربية على نفوسنا، لا زالت تعيش في ظلال الخوف، وتحت تهديد الميلشيات والجماعات
الطائفية والعصابات الإرهابية .
وشدد أبو
الغيط علي أننا جميعنا يعرف أن الحلول السياسية هي الكفيلة وحدها بنهاية المطاف
بإنهاء النزاعات وجلب الاستقرار، مؤكدا علي تعرض الأمن القومي العربي خلال السنوات
الماضية إلى أخطر التحديات، وأشرس التهديدات في تاريخه المعاصر، حتى صارت جراحنا
النازفة تُغري كل طامح بالانقضاض، وتدفع كل طامع للتدخل في شئوننا.
ووصف الأمين
العام أن التهديدات كلها؛ سواء تلك التي تنهش المجتمعات من داخلها وعلى رأسها
الإرهاب، وانتشار التشكيلات المُسلحة خارج سيطرة الدولة أو نكبة الاحتلال
الإسرائيلي المستمرة بأنها متشابكة ومتداخلة، مشيرا الى أن لها عنوان واحد وقضية
كبرى هي صون الدولة الوطنية وصون استقلالها ووحدتها، وحفظ تكامل ترابها وسيادتها.
وأكد أبو الغيط
على إن التدخلات، من جيراننا في الإقليم وبالأخص إيران وتركيا تعقد الأزمات وأدت
إلى استطالتها، بل واستعصائها على الحل، مشددا علىرفض كافة هذه التدخلات وما تحمله
من أطماع ومخططات
وتابع أننا
نحن أمام إعلان أمريكي -مناقض لكافة الأعراف القانونية المستقرة بل ولأسس النظام
الدولي الراسخة يمنح المحتل الإسرائيلي شرعنه لاحتلاله لأرض عربية في الجولان
السوري، مشيرا الى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى اغتنام المكاسب، سواء في سوريا
أو فلسطين المحتلة، بتثبيت واقع الاحتلال وقضم الأراضي.
وشدد أبو
الغيط على إن الجامعة تظل العنوان الأبرز والرمز الأبقى لكل ما يجمع العرب، وما
يوحد كلمتهم، ويُسمع الآخرين صوتهم الجماعي حيال كافة القضايا التي تتعلق بمصيرهم
ومستقبلهم، واثقا من حرص القادة العرب على الحفاظ على دورها وزيادة تفعيله مع
منحها دائماً الموارد والإمكانات التي تسمح لها بالنهوض بمسئولياتها المتعددة في
سبيل رفعة الأوطان ورفاهية