زيارة
هامة أجراها الأمين العام للأمم المتحدة إلى مصر استمرت ليومين في إطار جولته
بالمنطقة والتي بدأت بتونس ثم مصر وبعدها ليبيا والأردن، في إطار التعاون بين مصر
والمنظمة الأممية والمستمر منذ تأسيسها، فيما أكد خبراء بالعلاقات الدولية أن
التنسيق بين الجانبين يخدم قضايا القارة الأفريقية والمنطقة العربية، موضحين أن
المجتمع الدولي يدرك الدور المصري لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وصباح
اليوم، بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش التعاون
القائم بين مصر والأمم المتحدة ودور الأمين العام في حفظ الأمن والسلام وتحقيق الاستقرار،
وجهود الأمم المتحدة إزاء الأزمات في المنطقة العربية وخاصة في سوريا وليبيا واليمن
وجهود التوصل لإقامة حل دائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية وحل
إقامة الدولتين وسبل محاربة الإرهاب وتوفير الآليات اللازمة في إطار المنظمة الدولية
والتعاون مع مصر في هذا الصدد.
قضايا القارة
الأفريقية
وفي هذا
الشأن، قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الأمين العام
للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى مصر حملت أهمية خاصة في الوقت الراهن في ظل تولي
مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلى أهمية التنسيق بين مصر والأمم المتحدة بشأن
القضايا الأفريقية وخاصة أن هناك آلية للتنسيق بين كل من الاتحاد والمنظمة الأممية
ممثلة في الأمانة العامة.
وأوضح الحفني،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القضايا المشتركة بين المنظمتين عديدة ومتشعبة
وهناك العديد من المشاكل التي لم تحسم بعد في القارة الأفريقية كالوضع في ليبيا، مشيرا
إلى أن مصر تدعم دور الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص في ليبيا، وذلك في إطار الجهود المبذولة
لتحقيق تسوية سياسية وعودة سريعة لحالة الاستقرار في هذا البلد الشقيق.
وأكد أن هناك
العديد من القضايا التي تمثل أولوية لمصر وعبرت عنها في العديد من المحافل سواء التي
استضافتها مصر كالقمة العربية الأوروبية نهاية فبراير الماضي أو القمة العربية التي
اختتمت أعمالها بتونس قبل أيام، أبرزها القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الأخيرة
وخاصة بعد القرارات الفردية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية تجاه القدس ومن بعدها هضبة
الجولان المحتلة.
وأشار إلى
أن موقف المنظمة الدولية وأمينها العام واضح في هذا الشأن بأن الجولان أرض عربية محتلة،
ومصر تتشارك مع المنظمة الأممية في الالتزام بالمرجعيات الدولية في هذا الشأن كالجمعية
العامة ومجلس الأمن ومبادئ وأحكام القانون الدولي السارية بشأن هذه القضية التي تمثل
أولوية للمنطقة العربية.
وأكد أن الأزمات
في سوريا واليمن والصومال وغيرها من بؤر النزاعات في القارة الأفريقية من القضايا المشتركة
بين مصر والأمم المتحدة والتي تمثل أولوية في الوقت الراهن، مشيرا إلى أهمية تعاون
مصر مع الأمم المتحدة في ملف مكافحة الإرهاب والأيديولوجيات المتطرفة التي تحض على
العنف والتي تهدد المجتمع الدولي كله.
ولفت إلى أن
هذا الملف هو إحدى الأولويات المطروحة في الوقت الراهن وتأكد ذلك بعد قرار مجلس الأمن
الصادر قبل أيام بشأن تمويل الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
تحقيق الأمن
والاستقرار الإقليمي
ومن
جانبه، قال الدكتور أشرف سنجر، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن العلاقات بين
مصر والأمم المتحدة مستقرة وممتدة من عقود طويلة منذ إنشاء المنظمة، مؤكدا أن المنظمة
الأممية والمجتمع الدولي يدرك مصر كدولة إقليمية ومحورية لتحقيق لأمن والاستقرار في
الشرق الأوسط.
وأوضح سنجر،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تتفهم التحديات والعقبات التي تواجه عمل
الأمم المتحدة وترحب بأن تمارس دورها لتحقيق الدعم والاستقرار الإقليمي والسم والأمن
العالمي وخاصة في القضايا المتعلقة بالنزاعات المسلحة في القارة الأفريقية في ظل دور
مصر الرائد في القارة إلى جانب رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأشار إلى
أن الدبلوماسية المصرية عميقة الفهم لقضايا القارة الأفريقية وترغب الأمم المتحدة في
الاستماع لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة المصرية، مؤكدا أن مصر لها باع طويل
في التصدي للنزاعات والعمليات الإرهابية والرئيس حذر مرارا وتكرارا من الإرهاب كظاهرة
عالمية تهدد كل الدول وهو الأمر الذي يوجب التعاون الدولي لمكافحته.
وأكد أن زيارة
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لمصر ومباحثاته مع الرئيس السيسي صباح
اليوم جاءت لهذا الهدف وهو الاستماع لرؤية مصر في ظل التطورات الأخيرة ومواقف الإدارة
الأمريكية بشأن الجولان وضمها للسيادة السورية واستشعار الأمم المتحدة لخطوة هذا الموقف
المرفوض من كل المجتمع الدولي وتهديده للأمن والاستقرار الإقليمي.
وأضاف أن القاهرة
تقدم رؤية موضوعية بشأن الأزمات في ليبيا وسوريا والعراق وكل دول الجوار للنهوض مرة
أخرى ليعم الاستقرار والأمن في المنطقة العربية والشرق الأوسط.