راهن محللون، على قدرة
القمة المصرية الأمريكية المرتقبة بين الرئيس السيسي ونظيره دونالد ترامب خلال
الأيام المقبلة على تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعمليات التصعيد في ليبيا
فضلا عن التطرق إلى الأزمة الفلسطينية، وإعلان رفض السيادة الإسرائيلية على
الجولان.
وتلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي
دعوة لزيارة واشنطن الأيام القليلة القادمة من نظيره الأمريكى دونالد ترامب في إطار
سلسلة اللقاءات التي تجمع بين الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة بين مصر والولايات
المتحدة، بما يحقق المصالح الاستراتيجية، فضلا عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا
الإقليمية وتطوراتها.
ملفات في غاية التعقيد
أكد السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد للبرلمان
العربي والمستشار السابق للأمين العام لجامعة الدول العربية، أن دعوة الرئيس الأمريكي
للرئيس عبدالفتاح السيسي لزيارة البيت الأبيض تأتي في توقيت هام وحيوي للغاية في ظل
التوترات التي تشهدها المنطقة، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية تعول على الدور المصري
في حل قضايا الشرق الأوسط.
وقال الأمين العام المساعد للبرلمان العربي لـ«الهلال
اليوم» إن الرئيسين سيبحثان عددا من الملفات الهامة على رأسها زيادة التوتر المسلح
والتصعيد في الأزمة الليبية التي تلعب مصر فيها دورا محوريا لإنهاء الخلاف المسلح وحل
الأزمة سياسيا.
ولفت أن اللقاء سوف يتطرق إلى أزمة الجولان والأزمات السورية خاصة بعد القرار الأمريكي
بالسيادة الإسرائيلية على الجولان ورفضها الجميع وعلى رأسهم الرئيس السيسي.
وأشار إلى أن هناك ملفات شائكة عدة سيتناولها الجانبان
منها الأزمة اليمنية والليبية والفلسطينية وقضية الإرهاب.
وأوضح أن توقيت الدعوة جاء عقب انتهاء القمة العربية
الثلاثين التي استضافتها تونس مباشرة بما يؤكد أن الرئيس يمثل جميع العرب، لافتا إلى
أن تلك الدعوة مفاجئة ودون إعداد سابق أو ترتيب مسبق لها، في ظل حالة من التصعيد والتوتر
في منطقة الشرق الأوسط.
الاحترام المتبادل
وأكد النائب كريم درويش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية
بمجلس النواب، أن هناك علاقة استراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية مبنية
على أساس الاحترام المتبادل بين الإدارتين المصرية والأمريكية، مشيرا إلى أن الجانب الأمريكي
وجد في مصر شريكا نزيها يعمل لمصلحة المجتمع الدولي بالكامل ولاستقرار المنطقة.
وأوضح
"درويش" أن قرارات ومواقف مصر ثابتة لا تتغير كما أن الرؤية المصرية
للصراعات والملفات دائما ما تثبت الأيام صحتها وصدقها وأنها الأقرب للواقع، مشيرا إلى
أن زيارة الرئيس السيسي السادسة لأمريكا تأتي كنوع من العرف الذي امتد لفترة كبيرة
حيث كانت زيارات الرؤساء المصريين لأمريكا دائما في شهر إبريل.
وأشار "رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان"
إلى أن هذا العرف توقف لفترة أثناء حكم إدارة باراك أوباما التي لم تستطع أن تفهم ما
يحدث على أرض مصر، فكان هناك تباعد، مؤكدا أن هذه الزيارة تأتي كعودة للزيارات الدورية التي تتم في شهر إبريل
للاستماع لوجهة النظر المصرية وللتنسيق والتشاور في كثير من الأمور والقضايا.
وأضاف إن الإدارة الأمريكية الحالية عملت كثيرًا على
عودة العلاقات المصرية الأمريكية الطيبة والقوية بين الجانبين، لأنهم شاهدوا التغيير الإيجابي الذي حدث في مصر، مضيفا إن أي منصف يرى التحول الايجابي والنهضة التي تحدث وتبني مصر حاليا.
ولفت إلى أن مصر دولة محورية في الشرق الأوسط ولديها
القدرة والصدق على تصحيح الخطاب الديني ومكافحة
الإرهاب والهجرة غير الشرعية والكثير من الملفات التي تهم المجتمع الدولي، مضيفا إن
علاقات مصر بالدول الخارجية قائمة على التنوع والتوازن بما يخدم مصلحة مصر، وهي المعادلة
الصعبة الذي استطاع الرئيس السيسي تحقيقها من خلال نتائج ملموسة تمثلت في حرص كافة الدول
الكبرى في إقامة جسور وعلاقات قوية مع مصر.
ملفات محورية
وقال الدكتور مختار غباشي، إن القمة المصرية الأمريكية
المرتقبة ستبحث عددا كبيرا من القضايا الإقليمية الهامة، وآخر المستجدات بعد عمليات
التصعيد الجديدة خاصة في ليبيا واليمن وسوريا.
وأكد غباشي لـ«الهلال اليوم» أن الرئيس السيسي لديه رؤية
محورية وهامة في القضايا الشائكة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن مصر
تساهم بمبادرات عدة وتقود عددا من المصالحات في القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية
واليمنية والليبية والسورية.
وأضاف إن القمة سيفتح فيها الرئيس السيسي عددا من الملفات
منها ملف الجولان والأزمتين السورية واليمنية، وضرورة التمسك بالحل السلمي في القضية
فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية.