كشفت شركة متخصصة في اكتشاف المخاطر العالمية والمساعدة على تجنبها عن أن منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا تعاني من ارتفاع حاد في عدد هجمات المسلحين والمتطرفين.
وذكرت الشركة في تقريرها المعنون (تغيير الأنماط في الإرهاب وتهديد الأعمال التجارية) أن عدد الحوادث ارتفع من 317 في عام 2013 إلى 1549 خلال الفترة من أبريل 2017 إلى أبريل 2018، وفي حين أن بعض الهجمات مستوحاه من تنظيم داعش فإن الدوافع وراء هذا الارتفاع في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا أكثر تعقيدًا.
وأوضح جين ديفلين رئيس قسم التحليلات الأفريقية في (كونترول ريسكز) قائلا "هناك عوامل كثيرة خلف ذلك، بما في ذلك النزاعات المحلية طويلة الأمد وحالات التمرد"، وأشار إلى أن زيادة الهجمات في شرق وغرب أفريقيا لها العديد من العوامل، فعلى الرغم من أن قوات الأمن في الدول المتضررة تمكنت في معظمها من الحد من قدرة الجماعات المسلحة على السيطرة على الأراضي، دفعهم ذلك إلى الانخراط في حرب غير متكافئة ضد "الأهداف السهلة" المدنية، وتكافح قوات الأمن من أجل تحقيق التدهور الشامل لقدرات هذه الجماعات ، ولذلك يثبت التهديد أنه مرن على الرغم من المكاسب التي حققها.
وشهدت الصومال خلال العام الماضي أكثر من نصف حوادث المسلحين المسجلة في جميع أنحاء جنوب الصحراء الكبرى، إذ شهدت 879 حادثة خلال الفترة المذكورة، وتعد كينيا هي الدولة الوحيدة الأخرى في شرق إفريقيا التي تأثرت خلال هذه الفترة، حيث وقع فيها 79 حادثة، وفي غرب إفريقيا تم الإبلاغ عن 36 بالمائة من الحوادث، إذ عانت نيجيريا من أكثر من 220 حادثا، تليها مالي 194 حادثا والكاميرون 96 حادثا.
وعلى الرغم من أن العدد الإجمالي لهجمات المسلحين في جنوب إفريقيا كان منخفضا نسبيا، بلغ مجموعها 56 حادثا، 43 منهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية و12 في موزمبيق وواحدة في جنوب إفريقيا، وتزداد الهجمات بشكل مثير للقلق في موزمبيق على وجه الخصوص، حيث تم تسجيل الهجوم الأول في 5 أكتوبر 2017.
وترى الدراسة أنه عند النظر إلى جميع أنواع الأنشطة الإرهابية، عادة ما تتصدر الحكومة والجيش وقوات الأمن ومنشآتها قوائم الأهداف في جميع أنحاء العالم كأهداف مستهدفة من النشاط الإرهابي ، بينما تتصدر الطرق قائمة القطاعات المدنية المتضررة من الأعمال المسلحة على مستوى العالم، وهو أمر انعكس على جنوب الصحراء الكبرى حيث تكون المركبات والبنية التحتية للطرق مثل الجسور الأهداف الأكثر استهدافا خاصة في نيجيريا ومالي وكينيا والصومال، ويسمح استهداف هذه المناطق للمسلحين بضرب المدنيين والحكومة وقوات الأمن على حد سواء، حيث يتجمعون في المنشآت المعنية أو يستخدمون البنية التحتية للحركة.
ويشكل العنف السياسي والأيديولوجي في أنحاء العالم جزء من صورة معقدة للمخاطر التي تواجه الشركات والمؤسسات، إلى جانب تهديدات أخرى مثل الأمن السيبراني والخطف والإجرام العام، وتنشئ هذه الظروف بيئة أمنية معقدة للأعمال التجارية الدولية.
ويقول ديفلين "يعد الرصد المتسق للقطاعات وأنواع الأصول والاتجاهات الناشئة أمرا بالغ الأهمية، وبناءً على التحليل النوعي الذي يساعد على فهم دوافع الإرهاب يمكن للمنظمات إنفاق الموارد بحكمة وتقييم الفرص بدقة، تأتي المرونة من الرؤية الكاملة لمشهد التهديد وتبني موقف تنظيمي يسمح بمواصلة البحث عن فرصة".