أكد
سياسيون أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن تكتسب أهمية خاصة للتباحث بشأن
القضايا الإقليمية والإرهاب والعلاقات الثنائية، موضحين أن الإدارة الأمريكية
حريصة على تنمية العلاقات مع مص والاستماع لرؤية الرئيس بشأن الملفات المطروحة
والتي على رأسها القضية الفلسطينية وتداعيات الأوضاع في الدول العربية.
ومن المرتقب أن يعقد الرئيس عبد الفتاح
السيسي غدا لقاءا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات
التي تجمع الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التي تربط بين مصر
والولايات المتحدة في كافة المجالات، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين
والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها.
تعزيز العلاقات الثنائية
طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، قال
إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية تأتي في توقيت
هام لحلحلة الأزمات الراهنة وعرض وجهة النظر المصرية على الإدارة الأمريكية، مضيفا
أن مصر دولة مركزية عربيا ورئيس الاتحاد الأفريقي ولها موقف واضح.
وأوضح البرديسي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الزيارة تأتي في أعقاب القمة العربية في تونس والرفض العربي
المطلق للقرارات الأمريكية المخالفة للشرعية والمواثيق الدولية سواء بشأن اعتبار
القدس عاصمة لإسرائيل أو ضم هضبة الجولان السورية المحتلة للسيادة الإسرائيلية
وتداعياتها في المنطقة.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية
إستراتيجية وعميقة وبينهما أوجه متعددة للتعاون سياسيا واقتصاديا وعسكريا، مضيفا
أن التبادل التجاري بين الدولتين يبلغ نحو 20 مليار دولار فضلا عن الاستثمارات
المشتركة حيث تبلغ حصة مصر من الاستثمار الأمريكي في أفريقيا نحو 40% من إجمالي
تلك الاستثمارات.
وأكد أن هذه النسبة تعكس أهمية مصر وتنامي
وتعزيز المشروعات المشتركة بين الجانبين، مشيرا إلى أن القضايا الإقليمية وعلى
رأسها القضية الفلسطينية ستتصدر مباحثات الرئيس السيسي وترامب غدا، فضلا عن الوضع
في ليبيا وتقدم قوات المشير خليفة حفتر للغرب في طرابلس، فضلا عن الأزمات السورية
والليبية واليمنية والإرهاب.
حرص الإدارة الأمريكية لتنمية العلاقات
فيما قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم
السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن تعكس مكانة
مصر لدى الإستراتيجية الأمريكية وحرص الإدارة هناك على التواصل مع مصر، مضيفا أن
الزيارة تأتي في أعقاب القمة العربية وحديث الرئيس بصفة مصرية وعربية بشأن الموقف
العربي والمصري حول القضية الفلسطينية.
وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الزيارة مرحب بها في الأوساط الأمريكية حيث ترى الإدارة هناك أن
الرئيس السيسي قيادة عاقلة ومتزنة ولديه خبرات وأعاد لمصر دورها في الإقليم، مضيفا
أن السيسي يزور واشنطن بدعوة مباشرة من الإدارة الأمريكية بما يعكس مكانة مصر.
وأضاف أن هناك مجموعة كبيرة من القضايا
المطروحة غدا على مائدة مباحثات السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعلى رأسها
القضايا الإقليمية كالتطورات في الملف الليبي والتسوية السورية والقضية الفلسطينية
وعرض موقف مصر الواضح بشأن حل الدولتين ورفض قرار ضم الجولان للسيادة الإسرائيلية.
وأكد الإدارة الأمريكية حريصة على تطوير
وتنمية العلاقات مع مصر واستئناف الحوار بين القاهرة وواشنطن وتأكيد عمق الشراكة
الإستراتيجية، مضيفا أن الرئيس السيسي سيؤكد الموقف المصري والعربي تجاه القضايا
العربية وخاصة ملف الجولان والقضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن الرئيس سينقل تحذيرا للإدارة
الأمريكية بصورة دبلوماسية من خطورة ضم مستوطنات الضفة الغربية وأن ذلك يؤدي لعدم
الاستقرار وزيادة التوتر وحدة الإرهاب، مؤكدا أن الزيارة ستكون ناجحة وستحقق نتائجها
إيجابية فيما يخدم القضايا العربية في ظل حرص ترامب على الاستماع لرأي الرئيس
السيسي.
التباحث بشأن الإرهاب والقضايا العربية
ومن جانبه، قال صلاح عقيل، وكيل لجنة العلاقات الخارجية
بمجلس النواب، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي تاريخية وتأتي في ظروف حرجة
وتطورات متسارعة في القضايا العربية، مضيفا أن الرؤية المصرية تصدرت مكانتها في
العالم وبرز الدور المصري المحلي والإقليمي وعلى الساحة الدولية.
وأكد عقيل، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الزيارة تعتبر من أهم الزيارات للتباحث بشأن القضايا الراهنة وعلى
رأسها ملف الإرهاب بعد أن تأكدت صحة رؤية مصر الثاقبة في هذا الملف وكذلك القضية
الفلسطينية وأزمات سوريا وليبيا واليمن، مضيفا أنه فيما يخص العلاقات الثنائية فإن
زيادة التعاون الاقتصادي أيضا مطروحة بقوة خلال الزيارة بعد تأكد نجاح برنامج
الإصلاح الاقتصادي.
وأضاف أن جولة الرئيس في أفريقيا تعمل على
تعميق وتجديد الدور المصري في القارة واستدعاء دورها التاريخي منذ الستينات
والبناء على الرؤية الرئيسية الحديثة والواقعية للرئيس السيسي.