ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة لواشنطن تميزت بمناخ جديد، وآفاق أرحب، حيث وصل الرئيس إلى واشنطن هذه المرة، وبلاده تحظى بتقدير قاري وإقليمي وعالمي غير مسبوق، كنتيجة طبيعية لإنجازات كبرى حققها شعب مصر في الداخل وفي سياسته الخارجية.
وقالت الهيئة - في تقرير صدر اليوم الخميس- إن الرئيس السيسي وصل إلى واشنطن كرئيس لشعب منتصر في أكبر معركتين: معركة الإصلاح الاقتصادي وعبور واحدة من أخطر مراحل الاقتصاد المصري، ومعركة مكافحة الإرهاب وإقرار السلام والأمن والاستقرار في ربوع مصر، مضيفة أن الرئيس ذهب إلى واشنطن ليتلقى التهاني على إنجازات شعبه ودولته، لا ليطلب دعماً أو عوناً.
لذلك، لخصت عناوين لقاءات الرئيس في واشنطن هذا المعنى، ففي تصريحات الرئيس الأمريكي أمام الصحافة قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بعمل عظيم في مكافحة الإرهاب، وبنفس اللغة تحدثت مدير عام صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد -عقب مقابلة الرئيس السيسي- قائلة إن الاقتصاد المصري ينمو بقوة، والبطالة في أدنى مستوياتها منذ 2011، والشعب المصري أبدى وعياً كبيراً لسياسات الإصلاح، مضيفة أنها هنأت الرئيس السيسي على هذا النجاح.
وتابعت الهيئة أن هذا الرصيد المصري الكبير سياسياً وأمنياً واقتصادياً رسم ملامح زيارة الرئيس لواشنطن، وقدم الرئيس بلاده للعالم كدولة ناهضة وشعب قادر على الإنجاز والتقدم، وقد اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته الهامة للولايات المتحدة والتي استغرقت ثلاثة أيام (8-10 أبريل الجاري) وهي المرحلة الثانية من جولة خارجية للرئيس تشمل زيارة كلٍ من غينيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكوت ديفوار، والسنغال.
وجاءت زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الأمريكية واشنطن تلبيةً لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة في كافة المجالات، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها.
وقال تقرير هيئة الاستعلامات إن القمة السادسة بين الرئيسين السيسي وترامب اكتسبت أهمية بالغة من حيث توقيتها في ظل التحديات والتطورات التي تشهدها المنطقة، والتي تعكس حرص الرئيس الأمريكي على الاستماع والتعرف على رؤية مصر في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وفي هذا الصدد تتمسك مصر بموقفها، مؤكدة أن تحقيق السلام والأمن في المنطقة مشروط بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما أعلنت مصر بشكل قاطع رفضها لقرار الرئيس الأمريكي الأخير بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة.
كما أتاحت الزيارة الفرصة لدفع العلاقات المصرية الأمريكية الثنائية قدما نحو علاقات شراكة استراتيجية على كافة المستويات، وذلك من خلال لقاءات الرئيس السيسي مع مسئولي الجانب الأمريكي لتعزيز ودعم العلاقات التجارية والاقتصادية، خاصة بعدما تحقق على أرض مصر من تطور وتنمية في كافة المجالات.
وقد عُقدت القمة المصرية-الأمريكية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب بالبيت الأبيض أول أمس الثلاثاء، حيث أعرب الرئيس الأمريكي -في تصريحات صحفية أدلى بها في مستهل القمة- عن ترحيبه بالرئيس السيسي في البيت الأبيض، مؤكداً تقديره لشخصه، ومشدداً على حرص الإدارة الأمريكية على تفعيل أطر التعاون الثنائي المشترك، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجي القائم بين البلدين وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في ضوء الدور المصري المحوري بمنطقة الشرق الأوسط، باعتبار مصر دعامة رئيسية لصون السلم والأمن لجميع شعوب المنطقة.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة حققت تقدما كبيرا مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب، وقال "هذا شرف كبير أن نكون هنا اليوم مع الرئيس السيسي، ولدينا مواضيع كثيرة يجب أن نبحثها تتعلق بالقطاعين العسكري والتجاري"، وأضاف: "وعلي أن أقول إن تقدما كبيرا تم تحقيقه بأشكال متنوعة في مكافحة الإرهاب ومجالات أخرى مع مصر وداخلها، وما حدث رائع جدا".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن مصر تعد شريكا تجاريا كبيرا للولايات المتحدة، مضيفا: "إننا نقوم بعمل مشترك كبير ولم تكن العلاقات بيننا -بين مصر والولايات المتحدة- في حالة أفضل مما هي عليه الآن"، كما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه "رئيس عظيم يؤدي مهامه الرئاسية بشكل رائع".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن العلاقات المصرية الأمريكية في أفضل حالاتها على مدى عقود طويلة، موجها التحية والتقدير للرئيس دونالد ترامب على دعمه لمصر، مشيرا إلى أن الرئيس ترامب يدعم مصر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.
كما وجه الرئيس السيسي الشكر للرئيس الأمريكي على دعوته لزيارة واشنطن، مشيراً إلى اعتزاز مصر بعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، والقائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر لما فيه صالح الشعبين المصري والأمريكي، مؤكدا أن تكثيف التعاون والتنسيق بين البلدين خلال المرحلة المقبلة من شأنه أن يحقق المصالح المشتركة لكليهما ويساهم في دعم جهود استعادة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط في ضوء ما يتعرض له من توتر واضطراب غير مسبوق.
كما شهد اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، خاصةً على الصعيد الاقتصادي، حيث تم التباحث حول سبل تعظيم الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية في مصر، لا سيما في ضوء التقدم المحرز في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، والتي أشاد الرئيس الأمريكي بها وبمجمل الخطوات الناجحة التي تم اتخاذها لإصلاح الاقتصاد المصري وزيادة تنافسيته، مؤكداً رغبة بلاده في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة بينهما.
كما تطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب، حيث أشاد الرئيس الأمريكي بالجهود المصرية الناجحة في التصدي بحزم وشجاعة لخطر الإرهاب، باعتباره الخطر الأكبر الذي يهدد استقرار المنطقة والعالم ويمثل تهديداً جسيماً للسلم والأمن الدوليين، مؤكداً أن مصر تعد شريكاً محورياً في الحرب على الإرهاب، ومعرباً عن دعم بلاده الكامل للجهود المصرية في هذا الصدد، كما حرص الرئيس ترامب في هذا الإطار على نقل شكر الولايات المتحدة وكافة مؤسساتها للرئيس السيسي علي جهوده في مجال التسامح الديني وحرية العبادة في مصر.
وأكد الرئيس السيسي أيضا أهمية مواصلة التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة لتقويض خطر التنظيمات الإرهابية ومنع وصول الدعم لها سواء بالمال أو السلاح أو الأفراد، مستعرضاً الجهود التي تبذلها مصر على كافة المستويات العسكرية والأمنية والتنموية والفكرية للقضاء على ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، مشيراً إلى ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي للتعامل مع تفشي تلك الظاهرة.
كما تطرقت المباحثات لمسألة سد النهضة، حيث أوضح الرئيس السيسي مسار المفاوضات الجارية بين مصر والسودان وإثيوبيا، وأهمية التوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة على نحو يحافظ على الحقوق المائية لشعب مصر ويراعي قواعد القانون الدولي ويحقق مصالح الدول الثلاث.
وشهدت مباحثات القمة بين الرئيسين تبادل الرؤى بشأن كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيس أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط يتطلب إدراكا عميقا لحقيقة أن ضعف مؤسسات الدولة الوطنية لا يصب إلا في مصلحة انتشار الإرهاب وتمدد نفوذه، منوهاً برؤية مصر الثابتة في هذا الخصوص والتي تقوم على إعلاء الحلول السياسية التوافقية ودعم المؤسسات الوطنية والحفاظ على مقدرات الدول ووحدة أراضيها، كما شدد الرئيس السيسي على أهمية التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، بغية تحقيق السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان الرئيس الأمريكي قد أشار -في المؤتمر الصحفي المشترك في مستهل القمة المصرية الأمريكية- إلى أن قرينته استمتعت أثناء زيارتها إلى مصر بالذهاب إلى الأهرامات، قائلاً: "لقد انبهرت للغاية بالأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع"، لافتاً إلى أن زوجته التقطت العديد من الصور، وأكدت أنها عاشت لحظات رائعة، وأضاف ترامب أن الكثير من الناس حول العالم يتطلعون إلى زيارة الأهرامات كونها رائعة للغاية.
وعقب القمة المشتركة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "كان لي عظيم الشرف أن أستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في البيت الأبيض"، جاء ذلك في تدوينة نشرها الرئيس الأمريكي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، كما أذاع حساب ترامب على الموقع مقطع فيديو لوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى البيت الأبيض وترحيب الرئيس ترامب به.
لقاءات سياسية واقتصادية
وكان الرئيس السيسي قد استهل اليوم الأول من زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي باستقبال وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو، وذلك بمقر إقامته في "بلير هاوس"، حيث أكد الرئيس -خلال اللقاء- حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، معرباً في هذا الإطار عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الأمريكي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك.
كما استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن تقدير بلاده البالغ تجاه الجهود المصرية الأخيرة في احتواء الوضع في قطاع غزة ومنع تفاقم الموقف، مبدياً تطلعه لاستمرار التشاور مع مصر في هذا الخصوص، وقد أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت في هذا الصدد بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية.
وشهد اللقاء أيضاً التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما تطورات الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا واليمن، حيث أكد السيسي في هذا الصدد أنه "لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ على وحدة أراضي دولها وسلامة مؤسساتها الوطنية، ومن ثم يوفر الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة".
كما أشاد وزير الخارجية الأمريكي بجهود الرئيس السيسي في مكافحة الإرهاب وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مصر والمنطقة بأسرها، مع الإعراب عن دعم بلاده لتلك الجهود، وأعرب بومبيو عن تطلع الولايات المتحدة لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي لمصر في محيطها الإقليمي، مشيداً في هذا السياق بالجهود التي تبذلها مصر لدعم مساعي التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة.
دعم مصر للحق الفلسطيني
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، وذلك بمقر إقامته بواشنطن في "بلير هاوس"، حيث تناول اللقاء التباحث حول تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط، وأكد الرئيس أن مصر ستظل داعمة لأي جهد مخلص يضمن التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية استناداً إلى قرارات ومرجعيات الشرعية الدولية وحل الدولتين وما تضمنته المبادرة العربية، على نحو يحفظ الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني، الأمر الذي من شأنه صياغة واقع جديد بمنطقة الشرق الأوسط يحقق تطلعات شعوبها في الاستقرار والبناء والتنمية والتعايش في أمن وسلام.
وشدد السيسي في ذات السياق على ضرورة تفاعل المجتمع الدولي لإنهاء المعاناة الإنسانية في سائر أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصةً قطاع غزة، موضحاً الجهود المصرية المركزة مؤخراً لاحتواء الأوضاع في غزة وتخفيف المعاناة عن سكان القطاع، فضلاً عن الجهود الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية، فيما أكد كوشنر الأهمية البالغة التي توليها بلاده للتشاور مع مصر في هذا الإطار، باعتبارها مركز ثقل بمنطقة الشرق الأوسط، ولما لديها من خبرات طويلة ومتراكمة في التعامل مع كافة الأطراف المعنية في هذا الخصوص.
لاجارد تشيد بالاقتصاد المصري
وفي الجانب الاقتصادي من الزيارة، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي مدير عام صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، حيث تناول اللقاء استعراض أوجه التعاون بين مصر وصندوق النقد الدولي في ضوء تطورات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وقد أعرب الرئيس -خلال اللقاء- عن التقدير للشراكة المثمرة والتعاون البناء بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل، منوهاً بالحرص على استمرار التعاون مع الصندوق بالنظر إلى ما تمثله الشراكة بين الجانبين من توفير مناخ إيجابي لكافة المستثمرين وأسواق المال العالمية حول الاقتصاد المصري، وفرص الاستثمار والآفاق الواسعة التي يوفرها.
كما أكد الرئيس في ذات السياق أن الشعب المصري كان له الدور الرئيسي في نجاح جهود الدولة في تنفيذ عملية الإصلاح بوعيه وإدراكه لحتمية الإجراءات الإصلاحية التي تم اتخاذها في هذا الإطار، ما ساهم في إحراز تقدم أكدته المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصري بشهادة البيانات الرسمية لصندوق النقد الدولي، وتحسن التصنيف الائتماني لمصر من قبل المؤسسات الدولية المتخصصة.
من جانبها، قدمت لاجارد التهنئة للرئيس السيسي على ما تم إنجازه في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي من قبل الحكومة المصرية، كما أعربت عن إشادتها البالغة باهتمام الرئيس بقطاع الشباب وكذا التجربة الناجحة في هذا الصدد لتنظيم مؤتمرات الشباب الوطنية والعالمية التي عقدت في مصر على مدى السنوات الماضية برعاية مباشرة من الرئيس.
تعزيز الاستثمارات
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في مأدبة العشاء التي أقامتها غرفة التجارة الأمريكية على شرفه، وذلك بمقر الغرفة في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، بحضور كل من النائب الأول لرئيس الغرفة التجارية الأمريكية ورئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي، بالإضافة إلى رؤساء ومديري العديد من كبريات الشركات الأمريكية.
وقد شهد حفل العشاء حواراً مفتوحاً مع ممثلي قطاع الأعمال الأمريكي، والذين أبدوا اهتماماً بالعمل في مصر أو التوسع في مشروعاتهم القائمة، حيث أكد الرئيس حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين للتعرف على المشاكل والمعوقات التي تواجههم والعمل على حلها وتذليل كافة العقبات أمامهم، معرباً عن تقديره للدور الذي تقوم به غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والولايات المتحدة، مشيراً إلى أهمية دور القطاع الخاص في هذا الإطار كقاطرة للنمو من خلال زيادة الاستثمارات ونقل المعرفة والخبرات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
ولفت الرئيس -خلال اللقاء- إلى المباحثات المثمرة التي أجراها مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث تم التركيز على سبل تطوير التعاون الاقتصادي وتعظيم حجم التبادل التجاري بين البلدين وزيادة الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية في مصر، خاصةً في ضوء التقدم المحرز في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.
وأكد الرئيس اعتزام مصر مواصلة جهود الإصلاح والتطوير في ظل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة 2030، مشدداً على تقدير مصر للعلاقة الاستراتيجية الخاصة مع الولايات المتحدة، والترحيب بتزايد نشاط الشركات الأمريكية العاملة في مصر.
وقد أشاد الحضور بالتقدم المحرز على صعيد جهود الإصلاح الاقتصادي في مصر، لا سيما من خلال التدابير التي تم اتخاذها لتحسين بيئة الاستثمار وتشجيعه، فضلاً عن المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها، والتي أسهمت في أن تكون مصر نموذجا وقصة نجاح يحتذى بها على صعيد التعاون مع صندوق النقد الدولي، مع الإعراب عن الحرص على العمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز الاستثمارات الأمريكية في مصر في مختلف المجالات، لا سيما الصحة والطاقة والتكنولوجيا والسياحة.
كما استقبل الرئيس السيسي، ابنة الرئيس الأمريكي ومستشارته إيفانكا ترامب، وتناول اللقاء مناقشة قضايا تمكين المرأة، خاصة في ضوء مبادرة البيت الأبيض تحت عنوان "المبادرة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة"، والتي تهدف إلى قيام المجتمعات بدعم التمكين الاقتصادي للمرأة كمدخل لتحقيق السلام المجتمعي وتعزيز الرخاء الاقتصادي، وتتولى إيفانكا رئاسة مجموعة العمل المعنية بتنفيذ بنودها، حيث أكدت حرصها على تعزيز التشاور والتنسيق مع مصر في هذا الخصوص، لا سيما في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، موضحة اعتزامها القيام بزيارة مصر قريباً للترويج لمبادرة.
ورحب الرئيس السيسي بتعاون مصر مع الجانب الأمريكي في هذا الإطار واستقبال إيفانكا ترامب بالقاهرة، وذلك في ظل الأولوية المتقدمة التي توليها الدولة المصرية لحماية وتعزيز حقوق المرأة، والتي تأتي كنتاج لإرادة سياسية حقيقية لتمكين المرأة في مختلف مناحي الحياة، مشددا على أن مصر ستواصل جهودها في العمل على تطوير ما تحقق من نجاحات في مجال تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة.