الأحد 12 مايو 2024

خبراء عن كلمة الرئيس بمنتدى «الحزام والطريق»: شاملة وأكدت عمق العلاقات المصرية الصينية.. وزيارة السيسي لبكين تدفع التعاون الاقتصادي بين الدولتين ولها نتائج إيجابية

تحقيقات26-4-2019 | 17:19

أكد خبراء سياسيون أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنتدى الحزام والطريق في العاصمة الصينية بكين، تعكس مكانة مصر الدولية، حيث تحدث خلال بلسان مصر وأفريقيا، موضحين أن كلمة الرئيس بالمنتدى كانت شاملة ومهمة وأكدت عمق العلاقات المصرية الصينية وتميزها، حيث شهدت تلك العلاقات تطورا كبيرا في عهد السيسي، وستدفع زيارته الحالية أوجه التعاون إلى الأمام.


وفي كلمته أمام منتدى الحزام والطريق، أكد الرئيس أن زيارته السادسة للصين، خلال خمس سنوات، تعد خير دليل على عمق العلاقات بين مصر والصين اللذين يمثلان أقدم حضارتين في التاريخ الإنساني، وأن الهدف من مبادرة (الحزام والطريق) تتسق مع جهود مصر في عدد من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفي مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس القائم على إنشاء مركز صناعي وتجاري ولوجستي.


وأضاف إن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي تضفي بعدا مهما فيما يتصل بمبادرة (الحزام والطريق)؛ حيث أكدت قمة منتدى التعاون (الصيني - الأفريقي) في سبتمبر 2018، حرص الصين على التنسيق مع الدول الأفريقية في القضايا المختلفة التي تناولتها القمة؛ لاسيما (أجندة 2063) للاتحاد الأفريقي، و(أجندة الأمم المتحدة 2030.

 

 

 

كلمة شاملة

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث اليوم في منتدى مبادرة الحزام والطريق بصفتين رئاسته لمصر وللاتحاد الأفريقي، مضيفا أن كلمته أمام المنتدى كانت مهمة وشاملة وأكدت طبيعة وعمق العلاقات المصرية الصينية المتميزة، كما أكدت أيضا الحضور المصري في المحافل الدولية.

 

وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مشاركة الرئيس في المنتدى لها نتائج إيجابية حيث تؤكد الحضور والدور المصري تجاه أفريقيا والصين والتكتلات الدولية، كما أنها فرصة لعقد لقاءات ثنائية مع الكثير من قادة العالم وكذلك أيضا تسويق الفرص الاستثمارية الواعدة للاقتصاد المصري.

 

وأضاف أن زيارة الرئيس لبكين سيكون لها تداعيات إيجابية أيضا وستدفع المشروعات المشتركة بين مصر والصين لتدخل حيز التنفيذ، موضحا أن الرئيس عمق التواجد والعلاقات المصرية مع دول آسيا كالصين واليابان وكوريا والهند.

وأشار إلى أن  تفعيل مبادرة الحزام والطريق سيكون له تداعيات إيجابية في ربط الطرق اللوجيستية في العالم، حيث تربط مناطق مختلفة بالعالم باقتصاديات ناشئة ربطا لوجيستيا وإستراتيجيا بين المناطق والطرق التجارية والموانئ والمرافق العالمية، ومصر طرف فاعل في هذه المبادرة وتدعمها.

 

وأكد أن مصر تمتلك فرصا واعدة وإمكانيات طائلة وعلاقات متميزة مع دول الصين وآسيا، وسيكون لها دور في عمليات التنفيذ وستخدم حركة التجارة الإقليمية إلى الشرق الأوسط والعالم العربي، بما سيعمل على تنشيط الموانئ التجارية وفتح مناطق صناعية جديدة حيث تتماشى المبادرة مع الطرح المصري بالانفتاح على التجارة العالمية، وتدرك الصين أهمية مصر وترغب في زيادة التعاون معها.

 

تطور العلاقات الثنائية في عهد السيسي

ومن جانبه، قال السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية سابقا، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدى مبادرة الحزام والطريق هي المرة الثانية التي يشارك فيها الرئيس في لقاءات تخص تلك المبادرة وهي تعكس تقبل وتقدير مصر لها، حيث كانت من أوائل الدول التي انضمت لتلك المبادرة.

 

وأوضح شلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس التقى بنظيره الصيني تشي جين بينج في سبعة لقاءات قمة مما يعكس مدى التطور الكبير الذي لحق بالعلاقات المصري الصينية التي بدأت عام 1914، منذ تولي الرئيس السيسي الحكم حيث كانت الصين من أوائل الدول التي زارها في سبتمبر 2014.

 

وأضاف أن مصر انضمت للمبادرة لإدراكها للبعد الثنائي والدولي له، حيث على الجانب الثنائي ستسهم مبادرة الحزام والطريق في ازدهار منطقة محور قناة السويس ومشروعات مصر فيها، أما على المستوى الدولي ستنهي المبادرة احتكار التجارة العالمية لهذا السبب تتعرض لبعض الشكوك من جانب دول الغرب، إلا أن عدد من الدول الغربية انضمت لها وعلى رأسها إيطاليا.

 

وأشار إلى أن تلك الفعاليات الدولية من أهم جوانبها الإيجابية أيضا أنها تتيح الفرصة لعقد لقاءات بين الرؤساء بشكل ثنائي على هامشها، وهو ما يستثمره الرئيس السيسي في زياراته للمنتديات الدولية بشكل فعال بعقد لقاءات ثنائية مع عدد من قادة الدول للتباحث بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث التقى اليوم بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ومن قبله الرئيس الصيني، وكذلك التقى بوفود من الشركات الصينية.

 

دفع التعاون الاقتصادي بين الدولتين

فيما قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين هي الزيارة السادسة خلال خمس سنوات، والتي تأتي في إطار سياسة مصر الخارجية وثوابتها بتعدد الملفات والعلاقات مع كل الدول الكبرى دون الاعتماد على قطب واحد في السياسة الخارجية.

 

وأوضحت بكر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الجانب الاقتصادي هو أحد المحاور التي ترتكز عليها العلاقات المصرية الصينية، حيث يستهدف الرئيس السيسي دفع التعاون في هذا الشأن بين الدولتين، مضيفا أن مشاركته في منتدى مبادرة الحزام والطريق تعود بالنفع على المستوى الثنائي والإقليمي.

 

وأكدت أن الزيارة شهدت حفاوة في الاستقبال من الجانب الصيني بما يعكس مدى تطور وتميز العلاقات المصرية الصينية، موضحا أن مصر سيكون لها دور بارز في طريق الحرير عبر محور قناة السويس وهو الأمر الذي سيصب في الصالح العام المصري، والإقليمي أيضا.

    Dr.Radwa
    Egypt Air