إن كنا قد سعدنا بأداء نجوم الزمن الجميل
في الغناء والتمثيل ففي حياتهم الشخصية أيضاً مواقف عديدة وطرائف لو تناولها
سيناريست لأصبحت فقرات جميلة في فيلم كوميدي، لما بها من لقطات تمثيلية متقنة
ومقنعة وتكون النهايات دائماً ساخرة .. "الهلال اليوم" طافت في كنوز الماضي لتأتي لكم بنوادر نجوم
الفن التي رصدتها لهم الكواكب قديماً في عيد الربيع.
غرام في شم النسيم
روت الفنانة تحية كاريوكا ذكرياتها في
عيد الربيع بأنها في بداية مشوارها الفني تحسنت ظروفها المالية، فأقامت في بنسيون به
تليفون، وذات يوم قبل عيد شم النسيم دعيت لمكالمة تليفونية، فحملت السماعة وأصغت
إلى صوت ناعم جذاب هز وجدانها، وكان صاحب الصوت يحدثها بما في قلبه من جرح أحدثه
كيوبيد الحب منذ أن رآها ترقص على المسرح، واختتم حديثه بأنه سينتحر إذا لم تلب
دعوته على الغداء يوم عيد الربيع، وكانت تحية تملك جزء من السذاجة، فقد صدقت هذا
المغرم الولهان ووافقت على قبول دعوته حرصاً منها على حياته، فحدد لها موعداً في
مطعم معروف في شارع الهرم .. ولم تكن تعرف اسم المغرم ولا شكله، وفي الموعد استقلت
سيارة أجرة وظلت طوال الطريق تتخيل شكل العاشق المجهول ورسمت في مخيلتها صورته
كشاب وسيم فارع الطول موفور الصحة والجمال، وعند المكان وقف التاكسي أمام المطعم
لتجد رجلاً تجاوز الستين من عمره وشعره كله أبيض، وقامته تقترب من الأقزام، راح
يصافحها بحرارة شديدة ويؤكد لها أنه لم يكن يتوقع منها الحضور، وشعرت تحية أنها
نالت كفايتها من خيبة الأمل فمنعته من أن يدفع لها أجرة التاكسي واعتذرت عن تناول
طعام الغداء بسبب أوامر الطبيب، وعادت بنفس السيارة إلى البنسيون أمام نظرات ذهول
المغرم المجهول.
كريمة وشم الملوخية
ذاك شم نسيم لا أنساه .. هكذا بدأت
الفنانة كريمة "فاتنة المعادي" ذكريتها عن عيد الربيع، فقد اتفقت مع زوجها الذي سبق
محمد فوزي على أن يمضيا شم النسيم في أوبرج الفيوم، واستيقظا في الفجر وأسرعا في
ارتداء ثيابهما وأقفلا البيت واستقلا السيارة وانطلقا كأسعد زوجين في العالم، وما
أن ابتعدت السيارة عن القاهرة مسافة كيلو متر، إلا وأصيبت السيارة بالسكتة
"الموتورية"، ونزل زوجها والسائق ومن النظرة الأولى أدركا أن السيارة
تحتاج لإصلاح لمدة ساعات، فاقترحت كريمة على زوجها أن يستقلا أتوبيس لاح في الأفق
ويتركا السيارة للسائق يتصرف فيها، وبالفعل ركبا الأتوبيس ووجدا مقعدين به، وما
كادت تهنأ كريمة بالحل السريع حتى دوى انفجار هائل فوق رأسها وزوجها، وقبل أن تفيق
من صدمة الإنفجار وجدت سائل أخضر يتساقط فوق ثوبها، وتحققت منه لتجده كمية هائلة
من الملوخية، ونظرت إلى أعلى لتجد حطام زجاجة على الرف لا يزال تسيل منها
الملوخية، وحاولا أن يتعرفا على صاحب الزجاجة فتهرب كل الركاب وأنكروا معرفتهم بها
.. وانطلق الركاب ينكتون : ملوخية سباتس .. شم الملوخية ، وكادت كريمة تنفجر من
الغيظ والأسى على فستانها الثمين، وبعد أن وصلا إلى الفيوم قضت مع زوجها شم النسيم
، لكنها كانت طوال اليوم تضع يدها على صدرها بمنديل لتحجب علامة خضراء تركتها
"ملوخية النسيم".
شم النسيم في قسم الشرطة
أما الفنانة سامية جمال فقد روت أنها
عاشقة للزهور التي لا تخلو من بيتها، ولحب الزهور موقف طريف أودى بها إلى قسم
الشرطة، فقد كانت في مستهل حياتها الفنية تحرص على قضاء شم النسيم في حدائق
القناطر الخيرية، وفي أحد الأعوام فور وصولها إلى أحد الحدائق لم تتمكن من مقاومة
سحر الورود والزهور، وما كان منها إلا أن أقبلت على إحدى الأشجار تقطف منها وردة
أو اثنتان، وأثناء وقوفها بين الزهور التف حولها مجموعة من الصبية الصغار كانوا قد
تعرفوا عليها، فأرادت سامية أن تسعدهم فبدأت في إهداء وردة لكل منهم، وهنا لمحها
حارس الحديقة الذي أقبل نحوها مسرعاً يتهمها بتخريب الحديقة، حاولت سامية أن تفصح
له عن شخصيتها وأنها أخذت وردة لنفسها وعدة ورود للأطفال الذين تركوها وفروا
هاربين بعد رؤية الحارس، لكن الحارس لم يعبأ بحديثها وأصر أن يصطحبها إلى قسم شرطة
القناطر، وذهب معه مرغمة، وفي القسم جلست حتى أقبل الضابط الذي تعرف عليها .. وبعد
أن روت له سامية سبب إجبارها على الحضور إلى القسم أفهما الضابط أنها بالفعل أقدمت
على عمل غير لائق يضر بمكان عام، ولو فعل كل الناس مثلها فلن تبق هناك حديقة أو
زهور، وأكدت له سامية حسن نيتها وأنها لن تقوم بذلك مرة أخرى، فسمح لها الضابط
بالانصراف وسمح لها بأن تأخذ معها جسم الجريمة .. الوردة.
حب في معرض الزهور
ويحكي الفنان فريد شوقي عن فصل الربيع
وسهامه التي تنعش القلوب، فقد أقيم قبل عيد الربيع معرض للزهور حرص فريد على
زيارته وهو في بداية بداية الشباب، والتقى في المعرض بفتاة أعجب بها كثيراً وتم
التعارف سريعاً، وبعد أن قاما بجولة بين الزهور أعطته رقم تليفونها، وحرص فريد على
الاتصال بها يومياً، وحاول إقناعها بمقابلته مرة أخرى دون جدوى، إلى أن وافقت تحت
الحاحه، وفي الموعد أقبلت الفتاة تصحب معها زميلتها، وكانت صديقتها تفوقها جمالاً،
فنسي فريد الشابة التي أعجب بها وأولى صديقتها الجميلة كل الرعاية والاهتمام، وقد
بادلته الصديقة نفس الاهتمام، ويبدو أن صديقته الأولى شعرت بالغيرة، فاشتبكت مع
صيقتها بمشادة كلامية لفتت أنظار الجميع، وانصرفت بعدها الصديقتان وظل فريد واقفا
في ذهول وهو يقول: الطمع ضيّع ما جمع.