اعتبر السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك خمس ملفات مطروحة للنقاش في لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، والرئيس الأمريكي ترامب، في العاصمة الأمريكية واشنطن، لافتًا إلى أن ملف الإرهاب هو الأول في القائمة، لاسيما وأن مصر نجحت في إقناع أمريكا والعالم الغربي بتكوين تحالف دولي لمكافحة الإرهاب.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن مصر طالبت بهذا التحالف مرارًا وتكرارًا ولكن الغرب تجاهل مطلبها ثم استجاب الآن بعدما اكتوى بنيران الإرهاب، وأكد أن أمريكا لن تجد شريكًا لها أقوى من مصر في هذا الملف.
وأضاف «بيومي» في تصريح خاص لبوابة «الهلال اليوم»، إلى أن الملف الثاني هو الأزمات المشتعلة في سوريا واليمن وليبيا، مؤكدًا أن مصر لابد أن مصر توضح موقفها من هذه الملفات، ومن الواضح أن تأثير مصر قوي بدليل أن أمريكا أعلنت أن ذهاب الرئيس بشار الأسد لا يمثل أولوية الآن، ولكن الأهم هو وصول السوريون إلى توافق حول الحل في بلادهم.
وأشار «بيومي»، إلى أن القضية الفلسطينية هي الملف الثالث في هذه المباحثات، لافتًا إلى أن فلسطين لديها مشكلتين، الأولى أن الحكومة الإسرائيلية الحاكمة الآن تمثل اليمين، والأسوأ من نتنياهو هو الحلفاء، لافتًا إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يميني متطرف، وبالتالي لا يوجد طرف إسرائيلي قادر على الموافقة على إقامة اتفاقية سلام حقيقية، أما المشكلة الثانية فتتمثل في الانقسام الفلسطيني؛ فالوضع الخاص بحماس مقلق للغاية؛ لأنها سلطة غير شرعية انتهت مدتها، ومازالت تفعل ما كان يفعله الإخوان في مصر، ومن المعروف أنها غير مهتمة بالقضية الفلسطينية، فكل ما يشغلها هو إقامة ولاية إسلامية لنحو 2 مليون مواطن فلسطيني.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق: «الملف الرابع هو عملية السلام برمتها، لافتًا إلى أن القمة العربية أكدت على مبادرة السلام حال انصاعت إسرائيل لمبادرة السلام مقابل الأرض؛ فإننا سنلتقي في نقطة ما».
ولفت «بيومي» إلى أن الجانب الاقتصادي يمثل الملف الخامس في القضايا الهامة المطروحة، مشيرًا إلى أن مصر في لقاءاتها تلفت نظر الولايات المتحدة الأمريكية لأن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تراجعت كثيرًا، فبعد أن كانت أمريكا الشريك التجاري والاستثماري رقم واحد في مصر أصبحت الثالث، أصبحت أوروبا في المركز الأول، والعالم العربي في المركز الثاني، وبعد أن كانت أمريكا تصدر لنا بسبعة مليار أصبحت صادراتها بنحو 3.5 مليار.
وأشار «بيومي» إلى أن أسباب تراجع العلاقات الاقتصادية الأمريكية تعود إلى أن مصر لديها مناطق تجارة حرة مع العرب وأوروبا وإفريقيا، أما الولايات المتحدة فهي الشريك الوحيد الذي لا يتبادل مع مصر مزايا تجارية وفقًا لمزايا التجارة الحرة؛ لأن المناخ الأمريكي غير مرحب بإقامة مثل هذه المناطق، ومع ذلك فأمريكا لديها استثناء لكندا والمكسيك وإسرائيل والأردن وعمان والمغرب؛ لذا نتعشم أن يطالب المفاوض المصري بإقامة مناطق تجارة حرة مصرية أمريكية.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الملف الخامس على الطاولة هو جذب الاستثمار، لافتًا إلى ضرورة أن يقوم الجانب الأمريكي بإعطاء إشارة خضراء لكبار المستثمرين في أمريكا للتعاون مع مصر، وهو ما بدأ فعليًا عقب لقاء الرئيس السيسي بعمالقة الاقتصاد الأمريكي.