قطعة جديدة انضمت للقوات البحرية المصرية اليوم، هي الغواصة الثالثة، واحدة من أربع غواصات تعاقدت عليهم مصر من ألمانيا، وصفها عسكريون بأنها استمرار لتحديث القوات البحرية لتأمين الأهداف والمصالح الاقتصادية المصرية، فضلا عن أنها تعطي قوة للأسطولين البحريين الشمالي والجنوبي لتأمين البحرين الأحمر والمتوسط ومصالح مصر بهما.

كانت القوات البحرية قد احتفلت بتدشين ثالث غواصة مصرية حديثة من طراز s43" 209 /1400، والذي يأتي استمرارا لجهود القيادة العامة للقوات المسلحة في دعم  القدرات القتالية لكافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية وتطويرها وفقًا لأحدث النظم القتالية في العالم، وبما يساهم فى تطوير قدرات التسليح البحري ويدعم جهود الدولة المصرية في تأمين سواحلها.

وحضر الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية، مراسم الاحتفال بتدشين الغواصة الثالثة، والتى تم بناؤها بترسانة شركة "تيسين جروب" الألمانية ، بما يعكس عمق علاقات التعاون التي تربط بين مصر وألمانيا وكذا جهود القيادة السياسية للبلدين الصديقين، ودعمها لدفع علاقات التعاون والشراكة فى العديد من المجالات الاقتصادية والعسكرية ‪

وتتميز الغواصات من هذا الطراز بقدرات قتالية عالية، حيث تحمل أنواع مختلفة من التسليح القوى مثل "الصواريخ /الطوربيدات / الألغام"، وتعمل في سرية تامة وعلى مسافات بعيدة ولفترات زمنية طويلة دون الحاجة إلى دعم من الوحدات البحرية الأخرى، كما أنها قادرة على الإبحار لمسافة 11 ألف ميل بحري، وتصل سرعتها إلى 21 عقدة ويتراوح طولها من 73:60 مترًا .

وتبلغ إزاحة الغواصة 1400 طن، ولها القدرة على إطلاق الصواريخ والطوربيدات، كما أنها مزودة بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات.

 

 

تأمين الأهداف الاقتصادية

 قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الغواصة الثالثة التي احتفلت مصر اليوم بتدشينها على أحدث التكنولوجيا وهي استمرار لتحديث منظومات تسليح القوات المسلحة بشكل غير مسبوق، مضيفا أن سياسة التسليح المصرية تقوم على محورين هما التحديث المستمر بأحدث منظومات التسليح وتنويع مصادر السلاح من كافة الدول.

 

وأوضح الحلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الغواصة ألمانية الصنع، وهناك دول متعددة تتعاون معها مصر في هذا المجال تنفيذا لسياسة تنويع مصادر التسليح، مشيرا إلى أن الغواصة الثالثة من طراز s43" 209 /1400"، واستكمال لبناء قوات بحرية حديثة وفاعلة وهو أمر هام لتأمين البحرين الأبيض والمتوسط.

 

وأكد أن هذا يساعد في تأمين الأهداف الاقتصادية سواء في البحر المتوسط كحقول الغاز والبترول التي تقع على مسافات كبيرة في المياه الإقليمية المصرية، وكذلك تأمين خطوط الملاحة البحرية مع ازدواج قناة السويس سواء الملاحة المصرية أو الدول التي تعبر سفنها قناة السويس.

 

وأشار إلى أن الموقع الإستراتيجي لمصر يفرض عليها أن تمتلك قوات مسلحة حديثة ووجود قوات بحرية حديثة ومتكاملة تمتلك قطعا بحرية متنوعة، سواء فرقاطات أو غواصات أو لانشات، فهذا التكامل في القوات البحرية مهم، مؤكدا أن سياسة تنويع مصادر التسليح تنفذ وهذه الغواصة استكمال لتلك السياسة المستمرة.

 

قوة للأسطولين البحريين

وقال اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، إن الغواصة الثالثة التي تسلمتها مصر اليوم هي واحدة من أربع غواصات تعاقدت عليهم مصر مع ألمانيا، مضيفا إن تلك الغواصات تزيد من القدرات القتالية للقوات البحرية المصرية وتقوي الأسطولين البحريين الشمالي في البحر المتوسط والجنوبي في البحر الأحمر.

 

وأوضح فرج، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الأسطول الجنوبي يسهم في تأمين الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وتأمين قناة السويس التي تمثل مصدرا لثلث الدخل القومي المصري، كما يسهم الأسطول الشمالي في تأمين البحر المتوسط ومصادر الغاز فيه وكذلك خط الغاز الطبيعي الذي سينشأ من مصر ليصل قبرص واليونان ثم جنوب أوروبا، لذلك ستعمل الغواصة الجديدة على زيادة تأمين المصالح الاقتصادية المصرية.

 

 وأكد أن هذه الغواصة من طرازs43 " 209 /1400 ""، وهي من أحدث أنواع الغواصات وتعطي قوة للأسطولين البحريين الشمالي والجنوبي، مشيرا إلى أن القوات البحرية المصرية تقع في المرتبة السادسة عالميا، وقادرة على تأمين أهداف الأمن القومي المصري في الجنوب والشمال.

 

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم حرص على تنويع مصادر السلاح بعد أن كانت الدولة تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية فقط في التسليح فكان نحو 75% من أسلحة الجيش المصري أمريكية، مضيفا إن السيسي بدأ سياسة تنويع مصادر التسليح فتعاقدت مصر مع ألمانيا على أربع غواصات، تسلمت ثلاث منها.

 

وأوضح أن مصر تعاقدت أيضا مع فرنسا على حاملات طائرات ميسترال وطائرات الرافال، وكذلك تعاقدت على طائرات مع روسيا.