يعتبر محمد ناجي "جدو" أحد الأيقونات في تاريخ مشاركات مصر
ببطولة كأس أمم أفريقيا، بعد الأداء الاستثنائي الذي قدمه خلال بطولة نسخة أنجولا
عام 2010.
محمد ناجي الشهير بـ"جدو" مواليد 30 أكتوبر 1984 بالبحيرة، بدأ مسيرته
الكروية في فريق ألعاب دمنهور عام 2002، قبل أن ينتقل إلى فريق الاتحاد السكندري
عام 2005 وكانت أول مباراة رسمية له في الدوري المصري الممتاز مع الاتحاد السكندري أمام
نادي الزمالك، وقدم مستوى جيد حيث انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي 1-1.
ظل جدو لاعبا جيدا ولكن غير مشهور ولم ينضم لمنتخب مصر لوجود أسماء لامعة
في مركزة أبرزهم محمد أبو تريكة نجم الأهلي ومحمد زيدان المحترف في الدوري
الألماني وشيكابالا نجم الزمالك، ولكن في ديسمبر 2010 تألق جدو بشدة وسجل العديد
من الأهداف أبرزها هدف في شباك النادي الأهلي.
استدعاء لكأس أمم أفريقيا:
"مصائب قوم عند قوم فوائد".. تعرض الثنائي محمد أبو تريكة للإصابة في الركبة، وهداف الفريق عمرو زكي بالإضافة إلى اعتزال محمد
بركات دوليا عقب الخروج من تصفيات كأس العالم، ليبدأ الجهاز الفني لمنتخب مصر
استدعاء وجوه جيدة.
وكانت المفاجأة استدعاء جدو لاعب الاتحاد السكندري المغمور
بالنسبة للكثيرين حتى أن البعض كانوا يسخرون من هذا الاختيار ويتوقعون أنه فقط استدعاء شرفي، وفي يوم 29 ديسمبر 2009 خاض جدو أول مباراة دولية مع منتخب مصر أمام
مالاوي وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي 1-1 وتوقع الجميع استبعاد جدو خاصة بعد
الأداء المتواضع الذي قدمه وكانت المفاجأة، حيث أدرج "المعلم" شحاتة اسم جدو في قائمة منتخب مصر بدلا من اللاعب الكبير أحمد حسام "ميدو"، ليتعرض جهاز
المنتخب إلى حملة قوية من جانب الإعلام والصحافة.
أول هدف:
واجه منتخب مصر نظيره مالي في آخر بروفة ودية قبل بطولة أمم أفريقيا، حيث
دخل جدو في الشوط الثاني بدلا من أحمد حسن وسجل هدفه الأول بشباك نسور مالي الذي
كان بمثابة هدف الفوز لمنتخب مصر وأول نقطة مضيئة لجدو مع الفراعنة.
بداية مثالية:
في بطولة كأس أمم أفريقيا 2010 اصطدم منتخب مصر في اللقاء الافتتاحي
بمواجهة منتخب نيجيريا، حيث تقدم منتخب النسور بهدف في الدقيقة 12 قبل أن ينجح
الفراعنة في تسجيل هدفين عن طريق عماد متعب وأحمد حسن، بل أن يشارك جدو في
الدقيقة 72 ويؤمن انتصار منتخب مصر بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 87، وكرر جدو
نفس الأمر أمام منتخب موزمبيق بعدما دخل بديلا لشيكابالا في الدقيقة 69 حيث سجل
هدف المنتخب الثاني في الدقيقة 81 بتسديدة "على الطاير" ليكون هذا الهدف
تأشيرة دخول جدو إلى قلوب المصريين.
أهداف حاسمة:
صام جدو عن التهديف أمام منتخب بنين في لقاء الجولة الثالثة الذي كان بمثابة
تحصيل حاصل، قبل أن يأتي لقاء منتخب
الكاميرون في الدور ربع النهائي، حيث أن منتخب الأسود كان يضغط بقوة للثأر من
هزيمة نهائي عام 2008 حيث اتجهت المباراة إلى الأشواط الإضافية بعد التعادل الإيجابي
1-1.
وشارك جدو كبديل في الدقيقة 67 بدلا من محمد زيدان، حيث تمكن أفضل بديل في
البطولة في فض الاشتباك وتسجيل هدف التقدم في الدقيقة الثانية من الشوط الأول
الإضافي بعدما استغل خطأ اللاعب جيرمي في تمرير الكرة وسجل هدفا في شباك كاميني ليسجل
أحد أهم أهداف مصر البطولة، قيل أن يسجل أحمد حسن هدف الحسم بعدها بـ 3 دقائق،
ليصعد الفراعنة لمواجهة الجزائر في لقاء ثأري تمكن فيه كتيبة حسن شحاتة في سحق "محاربو الصحراء" برباعية تاريخية شارك فيها جدو بقوة بتسجيل الهدف الرابع في
الدقيقة 93 بعدما شارك بديلا في المباراة بالدقيقة 59.
هدف التتويج:
جاءت المباراة النهائية يوم 31 يناير أمام منتخب غانا المطعم بلاعبي منتخب
الشباب الذي توج بلقب كأس العالم للشباب عام 2009 بمصر، وكان منتخب النجوم السوداء
بالفعل أصعب منافس لمنتخب مصر وكان الأقرب للتسجيل في وسط اليأس، على مقاعد
البدلاء كانت بارقة الأمل حيث أكد محمود شيكابالا لمحمد ناجي جدو أن المدير الفني
سيدفع بيه في الشوط الثاني وسيسجل جدو هدف الفوز، وبالفعل في الدقيقة 71
شارك جدو بديلا للمصاب عماد متعب وفي الدقيقة 85 قاد جدو هجمة "شبه ميتة" حيث مرر
كرة إلى محمد زيدان الذي مرر بدوره الكرة مرة أخرى لجدو وسط 6 مدافعين من منتخب
غانا ولكن جدو هدم كل الحصون الغانية وسدد كرة متقنة سكنت الشباك وهرول فرحا وسط
صرخة النصر ليتوج منتخب مصر بلقب البطولة للمرة الثالثة وحصد جدو لقب هداف البطولة
برصيد 5 أهداف.
بعد البطولة تغيرت حياة جدو حيث تصارع عليه الأهلي والزمالك قبل أن ينتقل إلى
الأهلي في نهاية الأمر ثم الاحتراف في الدوري الإنجليزي الممتاز.. وعقب عودته للقاهرة يوم 1 فبراير نال استقبالا استثنائيا حتى أنه قال لزميله شادي
محمد "أنا لا أصدق ما يحدث أشعر أنني في حلم"