تحقيق: محمد أبو العلا
أثارت حالة التألق اللافت للنظر، الذى ظهرت على المهاجم الإيفوارى سوليمانى كوليبالى مهاجم النادى الأهلى الجديد، والمستوى الذى ظهر عليه فى مباراة فريقه مع الداخلية فى الجولة الـ٢١ المؤجلة، من بطولة الدورى وإحرازه هدفين بالرأس بشكل مميز للغاية، وتقديم مباراة مميزة هجوميا، فى المشاركة الرسمية الأولى له مع الفريق، مما أثار الكثير من التساؤلات، بين المتابعين والمحللين، ممن كانوا يهاجمون المدير الفنى، بشأن التعاقد مع كوليبالى وهو دون المستوى، واتهامهم له بالتسبب فى التعاقد مع صفقة فاشلة، لعدم ظهور اللاعب فى المباريات منذ تعاقده مع النادى، إلى أن حدث ما لم يتوقعه أحد، يشارك اللاعب فى أولى مبارياته مع الفريق فى بطولة الدورى، ويتألق ويقدم مستوى أكثر من رائع مع الفريق، ويحرز هدفين، ويصدر إزعاجا كبيرا لمدافعى الخصور وحراس مرماهم.
حسام البدرى قال فى تصريحات خاصة أنا الوحيد الذى يحدد التوقيت المناسب، لمشاركة صفقات الفريق الجديدة وأنا المسئول الأول عن الأداء والنتائج وأتحمل المسئولية حينما تذبذب العروض، كما أتحمل المسئولية عند اهتزاز النتائج وسوء العروض.
وزادت شدة النقد تجاه البدرى، من قبل جماهير النادى بشكل ملحوظ، وأيضا من المحللين الفنيين الذين ينتمون إلى القافلة الحمراء.
لكن البدرى نجح فى كسب الرهان واستطاع بخبرته قبول التحدى واثقا من قدراته فى قراءة إمكانات الجدد وخاصة الإيفوارى سليمان كوليبالى الذى ثارت فى الآونة الأخيرة العديد من التساؤلات حول جدية التعاقد معه.
كان القرار الصحيح الذى اتخذه البدرى متحملا الهجوم غير المبرر، من قبل الجماهير والمحللين، فيما نجح كوليبالى فى أول اختبار حقيقى له، وانطلقت قدراته وإمكاناته الفائقة «كالقنبلة» المدوية فى لقاء الداخلية، وتقديمه مباراة هجومية من الطراز الرفيع، الذى يمكن أن نشبه بالمهاجم الأنجولى فلافيو، مهاجم الأهلى السابق، وهدافه الكبير، بعدما كان بعيدا عن المشاركة فى عهد البرتغالى مانويل جوزيه، لكن أصر اللاعب على الظهور بالمظهر المفاجئ للجميع، وحصوله على جميع الألقاب المحلية والإفريقية مع الفريق بعد ذلك، وهو ما يشبه بداية الصاروخ الإيفوارى الجديد، الذى شهد له جميع من انتقدوه من قبل، بالكفاءة الكبيرة، وبحسن اختياره من قبل المدير الفنى.
البدرى نجح ليس فقط فى الرد بقوة وعنف على منتقديه ولكنه نجح أيضا فى كسب الجولة فى مواجهة كل الذين ساندوا اللاعبين الكبار فى مواجهته، وأسكت البدرى الجميع لأنه أثبت أن قراءته لإمكانات اللاعبين هى المحك الحقيقى فى تحقيق أفضل النتائج وليس أى شىء آخر.
كما أنه يعد رسالة غير مباشرة للاعبى الفريق الكبار، أمثال عماد متعب وحسام غالى وأحمد فتحى، عقب ظهور عدد من الأزمات والصدامات، بين الثلاثى والبدرى، وتلويحهم بالرحيل وتلقى عروض خارجية منها الوهمى ومنها الحقيقى.
كسب البدرى الجولة من ناحيتين؛ الأولى فى مواجهة الذين انتقدوه بحجة عدم مشاركة اللاعبين الجدد وإهدار أموال النادى فى صفقات لا طائل منها، والثانية فى الرد بقوة على الذين تعاطفوا مع غالى ومتعب وفتحى وغيرهم فى مواجهته بحجة أنه لا يريدهم فى صفوف الفريق.
كما أن الادارة أصبحت فى موقف لا تحسد عليه بعد قراراها غير المعلن بإقصاء البدرى عن ملف التعاقدات مستقبلا، حتى قرر البدرى فى سابقة لم تحدث من قبل داخل فريق الكرة، بأن يفرض غرامة مالية ضخمة تقدر بـ٥٠٠ ألف جنيه على من يصرح من اللاعبين فى أى وسيلة من وسائل الأعلام بكافة أشكالها.
وعن تألق كوليبالى قال البدرى إنه كان يتوقع ظهوره بهذا المستوى مؤكدا أنه سيصبح مكسبا كبيرا للفريق مستقبلا، وسيثبت للجميع خطأهم فى تقييمه.
وأضاف البدرى بقوله أعتقد أن كوليبالى سيكون نجما بمعنى الكلمة فهو مطيع للغاية وينفذ كل التعليمات، فهو لاعب محترف لأبعد حد، ويعلم جيدا واجباته مشددا على أن المرحلة القادمة ستكون هامة للغاية فى مشوار الفريق بالدورى، فالفريق أمامه ٦ مباريات خلال شهر حاسم لمشوارنا بالدورى، بالتأكيد سيكون هناك تدوير للاعبين، فى الفترة الأخيرة، وكان هناك عدد من اللاعبين الغائبين عن المشاركة بسبب التواجد الإفريقي، تدربوا بشكل جيد ويعلمون أن الفرصة ستأتى لهم.
ومن جانبه عبر مصطفى يونس نجم الأهلى السابق، عن غضبه الشديد ممن يحاول تشويه الفريق وجهازه الفنى، من خلال الإصرار على إظهار المدير الفنى بشكل غير لائق، عن طريق تعمد التقليل من اختياراته الفنية للاعبين، والصفقات الجديدة، وهو ما ظهر عكسه تماما فى الوقت الحالى، البدرى له سياسة تدريبية، ينتهجها مع الفريق منذ اليوم الأول، وهى سياسة تثبيت التشكيل إلى حد كبير، وهى سياسة إيجابية، بشرط تجهيز البديل بشكل دائم، حتى يكون الفريق متكاملا فنيا، وجميع لاعبيه جاهزون دوما للمشاركة بنفس أداء اللاعب الأساسى، وهو ما يفعله البدرى حاليا.
وقال يونس ماذا يريد الذين يوجهون أسهم النقد للبدرى ماذا تريدون منه أكثر من تصدره جدول الدورى بفارق كبير عن أقرب منافسيه فريق المقاصة، ومع ذلك يعطى الفرصة لجميع اللاعبين للمشاركة مع الفريق فى المباريات، عندما تسمح الفرصة لذلك، أعتقد أن البدرى الآن وصل للتوليفة الأساسية للفريق بنسبة ٩٥ بالمائة، الفريق يسير فى الطريق الصحيح مع البدرى، ويجب مساندته وجهازه الفنى .
وأكد الكابتن طه إسماعيل المحاضر الدولى الكبير، معلقا على أداء كوليبالى فى أول مشاركه له مع الفرق، كوليبالى كان مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لى، فى الحقيقة هو لاعب قوى للغاية، ويمتلك مهارة كبيرة داخل منطقة الجزاء، فى اعتقادى هو لاعب صاحب «ستايل» أوروبى لم أرَ مثله فى الدورى المصرى من قبل، فهو يمتلك مقومات بدنية وتكتيكية كبيرة داخل الملعب، ويعلم جيدا ماذا يريد وأعتقد أنه سيكون مرعب المدافعين والحراس إذا ما استمر فى تقديم هذا الأداء القوى مع الفريق، بعد مشاهدتى لإمكاناته البدنية والفنية، يمكن أن أجزم أنه سيكون مهاجم الأهلى الأساسى خلال الفترة المقبلة، وهذا شيء جيد.
وأشاد الكابتن فاروق نجم الزمالك الأسبق والمحلل الفنى، بمستوى الأهلى خلال الفترة الأخيرة، وهو ما ظهر من خلال تأهله إلى مرحلة المجموعات الأفريقية، وتصدر جدول الدورى، ووصوله إلى دور الـ٨ بكأس مصر، أعتقد أن البدرى حقق ما يريد مع الفريق، ورد على كل من شكك فى قدراته على انتقاء الصفقات الجديدة، بداية من حمودى وكوليبالى، فقد شارك الثنائى وأديا أداء مميزا للغاية.
وأعتقد أن كوليبالى مكسب كبير للأهلي، وسيكون إضافة أيضا للدورى المصرى، ما شاهدته منه يكذب ما قيل من قبل، عن ضعف مستواه، فهو من اللاعبين أصحاب الشخصية داخل الملعب، فهو يجيد ألعاب الهواء والكرات الأرضية، ويجيد المراوغة ويمتلك السرعة وهذه سمات المهاجم الجيد التى أعرفها، أعتقد أنه سيشكل طفرة فنية فى أداء الأهلى خلال الفترة المقبلة بجانب مهارات حمودى فى صناعة اللعب، من جانبى الملعب.