الجمعة 28 يونيو 2024

بعد تراجع الدولار أمام الجنيه.. 5 خبراء يوضحون أسباب التراجع ويتوقعون وصول الورقة الخضراء لـ16 جنيهًا

تحقيقات16-5-2019 | 21:20

واصل الدولار الأمريكي، تراجعه أمام الجنيه المصري، حيث انخفضت قيمته بمقدار قرش، اليوم الخميس – في ثاني انخفاض لقيمته -  ليسجل الشراء بالبنك المركزي نحو 16.98 جنيها، والبيع سجل نحو 17.10 جنيها، حسبما أوضح آخر بيان للبنك المركزي المصري.

 

وعن أسباب تراجع سعر الدولار، يقول الدكتور صلاح الدسوقي، أستاذ الاقتصاد وإدارة الأعمال، إن السبب وراء تراجع أسعار الدولار خلال الفترة الحالية يرجع إلى تنشيط السياحة وارتفاع نسبة القروض التي حصلت عليها مصر خلال الفترة الأخيرة عمل على زيادة الدولار في السوق وسط انخفاض الطلب عليه.

 

أضاف "الدسوقي" في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، إنه يجب خلال الفترة المقبلة الاتجاه نحو التطور الاقتصادي وتحويله إلى إنتاجي، وتعميق الصناعة المصرية، وزيادة التصدير للخارج، وخلق بدائل محلية للسلع والأجهزة المستوردة من الخارج، والاستثمار في المشروعات الصناعية، مؤكدا أن ذلك سيعمل على قلة الطلب على الدولار ومن ثم تراجع سعره في السوق المصري.

 

يذكر أن سعر الدولار تراجع أمام الجنيه المصري بنحو 87 قرشا منذ بداية العام 2019 مدعوما بتدفقات النقد الأجنبي من مصادر متعددة.

 

وفرة المعروض


من جانبها، قالت شيرين الشواربي أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن السبب وراء تراجع أسعار الدولار يرجع إلى حصول مصر على قروض كثيرة خلال الفترة الماضية، الأمر الذي عمل على تحقيق وفرة في الدولار، بجانب تراجع نسبة الاستيراد خلال الفترة الحالية، مشيرة إلى أن هناك انخفاضا في معدلات النمو المحلي، وهو ما يتطلب زيادة العمل والإنتاجية خلال الفترة المقبلة.

 

وأضافت الشواربي، في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن استمرار تراجع سعر الدولار خلال الفترة المقبلة يتوقف على قرارات البنك المركزي، وضغوط العرض والطلب على شراء الدولار، مطالبة الشعب بضرورة العمل على زيادة الإنتاج المحلي من أجل عودة قوة الجنيه أمام العملة الخضراء.

 

فيما قال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية والاقتصادية، إن الدولار يعد سلعة تخضع لقانون السوق "العروض والطلب"، حيث شهد خلال الفترة الماضية قلة الطلب وزيادة العرض، وذلك يرجع إلى عدة عوامل، أهمها انخفاض نسبة الواردات من السلع بعدما اتخذ المواطنين سياسة مقاطعة السلع المرتفعة، ومن ثم امتلأت المخازن بالسلع والمنتجات، كما أن حملة "خليها تصدي" التي أطلقها المواطنين لعدم شراء السيارات جعلت الوكلاء يتوقفون عن شراء السيارات لحين بيع ما لديهم.

 

انتعاش السياحة وعودة الاستقرار

 

وأضاف عبده في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن أسباب زيادة المعروض من الدولار  في السوق المصري يرجع إلى انتعاش السياحة وعودة الاستقرار والأمن في مصر، بجانب زيادة الصادرات و ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج، في الشهور الماضية، مشيرا إلى أنه من الطبيعي انخفاض أسعار السلع إلا أن ذلك لن يحدث ما دام لا يوجد مراقبة شديد على التجار، حيث يتعاملوا التجار مع هذا الفترة بمبدأ "منحة ربانية" تعوض الخسائر التي تعرض لها خلال فترة ارتفاع أسعار الدولار.

 

إصلاح اقتصادي

 

من جانبه، أكد عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، إن الإصلاح الاقتصادي الذي انتهجته الدولة، يُعد سببًا في تراجع سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري.

 

أضاف "عامر" في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن عملية الإصلاح الاقتصادي بدأت منذ تحرير سعر الصرف الذي تم في نوفمبر 2016، والذي جاء بعده حزمة إجراءات إصلاحية أخرى، مما أدى لتحسن الاقتصاد المصري.

 

وأشار رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، أن الإصلاحات الاقتصادية أدت بدورها إلى زيادة الإنتاج خلال زيادة الرقعة الزراعية، كما أن الدولة قامت بتخفيض حجم الاستيراد من المواد الغذائية بنسبة 25% خلال الستة أشهر الماضية.

 

وأوضح "عامر"، أن تراجع حج الاستيراد أدى بدوره إلى قلة الضغط علي الدولار، وبالتالي كثر المعروض من الدولار، لافتًا إلى أنه لأول مرة يزداد حجم احتياطي النقد الأجنبي بالمركزي ليتجاوز 48 مليار دولار، متوقعًا استمرار تراجع الدولار ليصل إلى 16 جنيهًا بحلول 30/6/2019.

 

أسباب التراجع

 

وعن أسباب تراجع سعر الدولار بشكل عام، يقول خالد عبد الفتاح، أستاذ التمويل والاستثمار، أن انخفاض الدولار الأمريكي  أمام الجنيه المصري، له عدة أسس يجب أن تتوافر لكي يتم هذا التراجع.

 

أضاف "عبد الفتاح"، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن أهم هذه الأسس تكمن في حدوث تغيير في الميزان التجاري، بحيث أن يرتفع حجم الصادرات المصرية، ويتراجع حجم الواردات.

 

وأشار أستاذ التمويل والاستثمار، أن من ضمن أسباب تراجع قيمة الورقة الخضراء أمام العملة المحلية، هو حدوث طفرة في تحويلات العاملين بالخارج، وبالتالي يتوافر لدى الدولة كم كبير من العملة الأجنبية، في حين تناقص ضغط  الطلب عليها فحينها تتراجع.