الأربعاء 27 نوفمبر 2024

عددها ١٦ قناة.. أربع منها ملتزمة بالمعايير المهنية الفضائيات المسيحية.. الفتنة «على الهواء مباشرة»

  • 5-4-2017 | 12:38

طباعة

تقرير : سارة حامد

ما بين الارتفاع المتواصل الذى تشهده أعدادها، والتساؤلات التى تدور حول تمويلها، والغرض الرئيسى لتواجدها من الأساس، تحول ملف «الفضائيات المسيحية»، إلى ملف يمكن وصفه بالخطير، وذلك على خلفية انحرافها - وفقا لتأكيدات عدة- عن المسار الذى أوجدت من أجله، وتبنيها أجندات سياسية لا تتناسب والواقع المصرى، إلى جانب عدم خضوعها لرقابة من قبل «المصنفات الكنسية».

من جهته قال الإعلامى القبطى إسحق فرانسيس: أداء هذه القنوات لا يتسم بالمصداقية، ويتم الاعتماد على خرافات بهدف تحقيق مكاسب مادية لأصحاب تلك الفضائيات التى تسعى للتجارة فى المقام الأول، كما أن القنوات المسيحية خالية من الإعلانات التجارية تماما وهو الأمر الذى دفع خبراء الإعلام للتسائل عن مصادر تمويلها.

«إسحق» أكمل قائلا: تبرعات رجال الأعمال الأقباط تعتبر المصدر الرئيسى لتمويل تلك القنوات بشكل خفى سواء التى تبث داخل مصر أو خارجها دون الإعلان عن أسمائهم ويعتبرون ذلك ضمن أعمالهم الخيرية للتثقيف الديني، أما القنوات القبطية التى تبث من داخل الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة تعتمد مصادر تمويلها على الأموال التى يتبرع بها الأقباط لصالح الفقراء، حيث تستغل فى غير مصادرها.

وأضاف: مضمون البرامج المسيحية لم يحقق الهدف المرجو منه، والمتمثل فى تثقيف المسيحيين دينيا، بل يتجه إلى الطائفية والمزايدة على معتنقى الأديان الأخرى ما يتسبب فى شحن النفوس وتأجيج الفتن، كما أنه هناك بعض القنوات التى تبث من الولايات المتحدة والتى تحمل فكرا وأهدافا سياسية تضر بالأوضاع المصرية ومنها قناة الطريق والكرمة.

«إسحق» ألمح فى سياق حديثه إلى أن هناك بعض رجال الأعمال الأقباط يستغلون مشروعاتهم الإعلامية الكنسية كأداة ضغط لتحقيق مصالحهم، مفجرا أحد الأسرار أن خلافا نشب بين البابا تواضروس ورجل الأعمال ثروت باسيلي، ترتب عليه تلويح «باسيلى» بتجميد الحصة المخصصة من إحدى شركات الأدوية الشهيرة التى يمتلكها رجل الأعمال وتعد المصدر الرئيسى لإحدى القنوات المسيحية الشهيرة التى تبث إرسالها من داخل الكاتدرائية.

وواصل حديثه: هناك آخرون أيضا استغلوا انتماءهم للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فدشنوا قنوات تتحدث بلسانها فى الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربية ليتلقوا تبرعات من أقباط المهجر تصل لملايين الدولارات، بالإضافة إلى إمتلاك عدد من الأساقفة لقنوات فضائية قبطية كان آخرها قناة يمتلكها الأنبا بولا وقناة مارمرقص التى يمتلكها الأنبا أرميا وقناة أغابى التى يمتلكها الأنبا مرقس.

واتقد «فرنسيس» لجنة المصنفات الكنسية التى يرأسها الأنبا مارتيروسو التى يعتبر دورها مراقبة وتقييم الفضائيات المسيحية، حيث قال: اللجنة لا تقوم بدورها المنوط بها فى مراقبة الخطاب الإعلامى والدينى فى محتواه، وأطالب بأن تخضع أموال القنوات تلك تحت رقابة الجهاز المركزى للمحاسبات، وأن يتم تشكيل لجنة لمتابعة المضمون الإعلامى المقدم من خلالها وعرض المضمون الذى تقدمه كل قناة على تلك اللجنة للموافقة عليه قبل عرضه.

من جهته أوضح هانى الجزيري، رئيس تحرير إحدى الصحف المسيحية، أن نسبه رضائه عن أداء القنوات المسيحية لا تتخطى حاجز الـ٣٠٪، مشيرا إلى أن مضمون قناة « أغابي» الأكثر التزاما بمواثيق العمل الإعلامى الدينى المعتدل، ومشددا - فى الوقت ذاته- على أن هناك بعض القنوات المسيحية تعانى من سقطات فى رسالتها الموجهة ومنها دمج الدين بالسياسة من خلال بث برامج سياسية وإخبارية فى القنوات الدينية والاستمرار فى استخدام أسلوب الوصاية أو الأمر فى الخطاب الدينى الموجه للمسيحيين و التواصل مع الشباب باستخدام أسلوب التنمية البشرية بشكل مبالغ فيه دون مخاطبة عقولهم، ما دفع غالبية الأقباط للنفور من تلك القنوات والتوجه للقنوات الأخرى التى تنقل الأحداث بحيادية وتقنية وجودة أعلى.وفيما يتعلق بمصادر تمويل القنوات تلك، قال «الجزيرى»: القنوات المسيحية تعتمد على التبرعات نظرا لصعوبة إذاعة إعلانات تجارية تحمل دعاية لمنتجات ركيكة أو أغان شعبية أو مشاهد لفتيات بملابس غير لائقة، لذا تمتنع أغلب القنوات عن بث إعلانات تجارية وتعتمد مصادر دخلها على أموال التبرعات، حيث يعمل أغلب موظفيها كخدام دون تقاضى أى أجور، بينما تنفق تلك التبرعات على شراء تقنيات حديثة، إضافة إلى دفع ما يقرب من ١٢ ألف دولار شهريا مقابل البث على القمر الصناعى نايل سات، وأريد أن أشير هنا إلى أن البعض يعتقد أن «أقباط المهجر» يغدقون القنوات المسيحية بالتبرعات، بينما هم أقل تبرعا من أقباط الداخل رغم انخفاض دخول المصريين.

من جانبه قال عز توفيق، مقدم ومخرج برامج بإحدى القنوات المسيحية: العقيدة المسيحية لا يوجد بها خطاب ديني، لكنها تشمل تعاليم الإنجيل التى تدعو إلى السلام والمحبة، وأسفار العهدين القديم والجديد، وهو ما يجب أن تلتزم به القنوات المسيحية فيما تقدمه للمشاهد.

وفيما يتعلق بعدد القنوات المسيحية، قال: يقترب من ١٦ قناة، ولكن لا يتبع المهنية سوى ٣ أو ٤ قنوات فقط وهم القنوات الأكثر مشاهدة وفقا لآراء الشارع القبطي، فى مقدمتهم قناة «ctv و الحرية « ، لعدم تحريضهما على عقيدة الآخر واهتمامهما بمناقشة أزمات ومعاناة الأقباط دون نفاق للدولة، على الجانب الآخر هناك قنوات مسيحية أحمدالله أنها لا تبث من داخل مصر ونسب مشاهداتها منخفضة، لأن هدفها إشاعة الفتن وإحداث انقسامات طائفية، ومنها القناة التى تذيع للقمص المشلوح زكريا بطرس برنامجه من خلالها للتحريض والتشكيك فى الإسلام والمسلمين.

ولفت «توفيق» النظر إلى أن إنشاء القنوات المسيحية أصبح «بيزنس» لجمع أموال التبرعات من الأقباط، ولا تستطيع الكنيسة السيطرة عليها نظرا لعدم وجود قوانين منظمة تخضع تلك القنوات لإشرافها، بينما يشرف الأنبا بيشوى على لجنة الفضائيات التى تبث برامجها من داخل الكاتدرائية المرقسية، لذا يخرج مضمون معتدل إلى حد كبير، موضحا أن عدد القنوات الدينية يتجاوز ٤٠ قناة سواء مسيحية أو إسلامية، مطالبا وزارة الاستثمار و القمر الصناعى النايل سات بالإشراف عليها وفرض عقوبة مالية على المخالفين ووقف بث أى قناةفى حال تكرار الأخطاء.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة