السبت 1 يونيو 2024

قمتان عربية وخليجية طارئتان في مكة نهاية مايو.. وخبراء: تستهدفان توحيد الصف لمواجهة التهديدات الإيرانية.. ومصر جادة ومتمسكة بحماية الأمن الخليجي باعتباره امتدادا لأمنها القومي

تحقيقات19-5-2019 | 15:41

 أكد خبراء ودبلوماسيون أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها كل من الإمارات والسعودية أوجبت عقد القمتين الطارئتين التي دعت لهما المملكة أمس، موضحين أن هاتين القمتين تستهدف توحيد الصف لمواجهة التهديدات الإيرانية، ووضع إستراتيجية لمواجهة هذه التحديات، وأن مصر جادة ومتمسكة بحماية الأمن الخليجي باعتباره امتدادا لأمنها القومي.

كانت المملكة العربية السعودية قد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقادة الدول العربية، لعقد قمتين طارئتين، خليجية وعربية، في مكة المكرمة، نهاية مايو الجاري، في إطار حرص الملك سلمان بن عبد العزيز على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية، في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".

وذلك بعد الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفط بالمملكة".

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ــ خلال استقباله السفير أسامة بن أحمد نقلى سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة أمس، تضامن مصر مع السعودية حكومة وشعبا في التصدي لجميع المحاولات الساعية للنيل من أمن واستقرار المملكة وأمن الخليج بوجه عام، وطلب نقل تحياته إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، وولى العهد الأمير محمد بن سلمان.

وشدد السيسى على متانة الروابط الأخوية والعلاقات الراسخة التى تجمع مصر والسعودية، مشيرا إلى أن التحديات الراهنة المشتركة تفرض ضرورة التنسيق الوثيق من أجل مواجهة جميع التهديدات التي تستهدف الأمن القومي العربي والاستقرار الإقليمي.

حماية الأمن الخليجي

فقال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تداعيات الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج؛ أوجبت الدعوة لعقد قمتين طارئتين بالمملكة العربية السعودية، في مكة نهاية الشهر الجاري؛ لمواجهة التحديات والتهديدات الإيرانية بعد حادثتي استهداف محطتي ضخ للبترول في السعودية وتخريب ناقلات النفط في الإمارات.

وأضاف بدر، في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، أن القمتين "العربية والخليجية" تعقدان في ظروف صعبة وتحديات وتدخلات إقليمية من جانب إيران، وهي التعديات التي يتعين التعاون للاتفاق على رؤية تقنع الأطراف المهددة للأمن العربي والمتدخلة في شئونه بأن هناك موقفا جديا يتعين وضعه في الحسبان.

وأكد أن مصر ترى أنه آن الأوان لاتخاذ مواقف جادة ومقنعة وإلا استمرت التهديدات بصورة متوالية، واستهداف لحدود دول عربية وتصعيد الإرهاب في هذه المنطقة وهو وضع بالغ الحرج، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد دعم مصر لأمن واستقرار الخليج، ومصر جادة ومتمسكة بالأمن القومي الخليجي باعتباره امتدادا لأمنها القومي.

واختتم: إن مصر مع اتخاذ إجراءات عملية تقنع الجميع بفعالية وجدية الموقف العربي، بدءا من دول الرباعي العربي اتصالا بموقف عربي شامل ومتعاون لحماية أمن المنطقة الخليجية والعربية.

توحيد الصف

ومن جانبه، قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمتين التي دعت المملكة العربية السعودية لعقدهما في مكة نهاية مايو الجاري؛ جاءتا في توقت هام في ظل حدث جلل، وذلك بعد الحادثتين المتزامنتين في أجواء من التصعيد في الأزمة بمنطقة الخليج في الوقت الراهن والمخاوف التي تسيطر على الإقليم والمجتمع الدولي بشأن احتمالات نشوب نزاع مسلح في المنطقة.

وأكد الحفني، في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، أن الأمر لا يخص الإمارات والسعودية بمفردهما ولا يخص منطقة الخليج أو الدول العربية فقط إنما يخص المجتمع الدولي ككل، وانطلاقا من المسئولية الملقاة على عاتق الدولتين في مواجهة هذه التهديدات كان من الأهمية الدعوة لعقد هاتين القمتين الخليجية والعربية.

وأشار إلى أن القمتين ستعملان على تدارس الأمر والنظر في كيفية مواجهته وتداعياته على الدول والمنطقتين الخليجية والعربية وتأثيره على المجتمع الدولي، لأنه سيكون له تداعيات على الأمن والاستقرار والبورصات والأسواق العالمية وحركة التجارة، موضحا أن القمتين ستجمعان زعماء دول المنطقة للنظر بشكل مشترك في التداعيات الأخيرة والتنسيق لتوحيد الصف ومواجهة التهديدات الإيرانية لأمن المنطقة.

وأضاف، إن مصر تسعى للسلام والاستقرار وأدوارها في محيطها العربي أو الأفريقي تعكس هذه التوجهات، وعليها مسئوليات كدولة عربية لها وزن في قلب العالم العربي؛ لمواجهة كل ما يتعلق بأي تهديد للأمن العربي والإقليمي، ولها دور هام منذ اللحظة الأولى بدءا من إدانات للأحداث سواء تخريب 4 سفن في المنطقة الاقتصادية للإمارات أو استهداف محطتي ضخ بترول في السعودية.

وأوضح أن أمن مصر لا يرتبط بحدودها فقط إنما يمتد حتى كل الدول العربية بما فيها دول الخليج، مضيفا أن مصر تسعى للتنسيق مع أصدقائها وأشقائها في الدول العربية، فاستقبلت ملك البحرين وولي عهد أبو ظبي الأسبوع الماضي، وتستهدف التشاور وخاصة في أوقات الأزمات، ولها موقف واضح وأثبتته في الماضي.

واختتم: مصر تدعم السعودية والإمارات لمواجهة أية مخاطر، كما تدعم كل الدول العربية والخليجية الشقيقة.

إستراتيجية عربية

وقال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن دعوة المملكة العربية السعودية لعقد قمتين خليجية وعربية في نهاية مايو الجاري مهمة وجاءت في توقيتها لاجتماع الطرفين وبحث تداعيات الأحداث لأن استمرار الوضع بهذه الصورة يضر بالدول العربية.

وأضاف الحلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الأيام القليلة الماضية وقعت أحداث تؤثر سلبا على الأمن الخليجي سواء باستهداف ناقلات النفط في الإمارات أو محطتي ضخ البترول في السعودية، وهما تطورين خطيرين في الصراع ويحدثان حالة من عدم الاستقرار، وهذه الحالة هي تربة خصبة للجماعات الإرهابية.

وأوضح أن ما يجري في منطقة الخليج هو تهديدات وصراع إرادات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، في ظل تصعيد كبير للموقف العسكري بينهما، وكان مستبعد خيار الحرب لأنها مكلفة لكلا الطرفين وللمنطقة بالكامل.

وأكد أن منطقة الخليج تشهد صراع الإرادات في ظل تدخل إيران في الشئون الداخلية العربية وصراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الأحداث توجب وجود تجمع عربي يضع إستراتيجية واضحة للنجاة من هذا الصراع وتلك التهديدات لأن المنطقة العربية هي ملعب تلك الصراعات.

وأشار إلى أن الدور المصري يدعم استقرار وأمن الخليج بكل السبل لأنه جزءا من الأمن القومي العربي الذي يعتبر الأمن القومي المصري جزءا منه، فهي تدعم السلطة الشرعية في اليمن ودعم الفرقاء في ليبيا وسوريا والعراق، ولها موقف واضح ومبكر حتى قبل الانسحاب الأمريكي من اتفاق (5+1) والتوترات الأخيرة بينها وبين إيران.

وأضاف أن موقف مصر لحماية أمن الخليج واضح ومشرف وداعم هذه الدول.