يوافق السبت المقبل، الأول
من يونيو، ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر منذ أكثر من ألفي عام، وتولي الحكومة
المصرية لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة اهتماما خاصا، وذلك بعد اعتماد بابا الفاتيكان
نقاط العائلة المقدسة لمصر ضمن الحج لملياري مسيحي على مستوى العالم، مما يعد تنشيطا
جديدا للسياحة المصرية وإضافة تاريخية لمكانة مصر الحضارية.
وفي هذا الإطار ينظم المتحف
القبطي، يوم الأحد المقبل، معرضا مؤقتا للآثار بعنوان "الرحلة المقدسة"،
يستمر لمدة شهر، ويضم مجموعة من القطع الأثرية التي تحكي رحلة العائلة المقدسة في مصر،
وبعض النماذج التوظيفية المجسمة لمسار الرحلة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الفعاليات
والأنشطة الفنية المختلفة.
وقالت جيهان عاطف، مدير
عام المتحف - في تصريح اليوم الخميس - إنه سيتم، خلال فعاليات المعرض، عرض مشهد تمثيلي
لرحلة العائلة المقدسة ومجموعة متميزة من العروض الموسيقية والتي يقدمها فريق كشافة
الكنيسة المعلقة، كما يستضيف المعرض لوحات فنية للفنان بيشوى رفعت والتي تحكي رحلة
العائلة المقدسة.
وأضافت عاطف أن القسم
التعليمي للمتحف سينظم ورشة عمل فنية وجولات إرشادية للزائرين ومحاضرة تعليمية عن مسار
العائلة المقدسة إلى أرض مصر.
وعن رحلة العائلة المقدسة،
قال الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد
وزير الآثار السابق – في تصريح اليوم – إن الكنيسة القبطية المصرية تبوأت مكانة دينية
خاصة بين الكنائس المسيحية في العالم، لارتباطها برحلة العائلة المقدسة إلى مصر، حيث
كانت مصر هي الملاذ لكل من يبحث عن الأمان ، فلم تكن أرضها غريبة على أنبياء الله فقد
سبق وأن جاءها نبي الله إبراهيم عليه السلام ووفد إليها يوسف عليه السلام، وصدع يوسف
النجار بما أمر، وجاء إلى مصر بالعذراء البتول وطفلها في الرحلة المقدسة.
وأضاف "عبد اللطيف"
أن العائلة المقدسة لم تستقر في مكان واحد في مصر إنما تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء
إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أواسط الصعيد، مؤكدا أن هذه الرحلة المقدسة تعد من التراث
المصري الاستثنائي عالميا، الذي يعكس تراثا مرتبطا بالشعب المصري، فهو مصدر خصب للروايات
عند مسيحيي مصر، وتوارثته الأجيال التي عمدت على تسجيله في عديد من المصادر الدينية
والتاريخية، من بينها الكتاب المقدس والسنكسار والميمار والمخطوطات النادرة التي تحتفظ
بها الأديرة والكنائس القبطية في مصر.
وأشار أستاذ الآثار الإسلامية
والقبطية إلى أن التأثير العميق لتلك الرحلة المقدسة يكمن في الطابع الإنساني للقصص
التي لا تزال تروى عن حياة السيد المسيح، كذلك التفاني في العبادة من كل المصريين والسائحين
فى الكنائس والمزارات التي بنيت، تخليدا وتذكارا لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
وأكد عبد اللطيف أن العائلة
المقدسة دخلت إلى مصر عن طريق صحراء سيناء من جهة العريش والفرما، لترتحل إلى عديد
من المدن المصرية، التي قسمتها المصادر الدينية والتاريخية القبطية إلى ثلاث مراحل
الأولى (العريش – الفرما – تل بسطة – مسطرد – بلبيس – مدينة سمنود – سخا – وادي النطرون)،
والثانية (المطرية – بابليون بمصر القديمة – منف – المعادي)، والمرحلة الثالثة ( البهنسا
– جبل الطير – الأشمونين – فيليس – قسقام – مير – جبل قسقام – جبل درنكة).
وأوضح أستاذ الآثار الإسلامية
والقبطية أنه في بعض المدن قضت العائلة المقدسة أسبوعا أو بضعة أيام، وفي مدن أخرى
شهرا أو أكثر وكانت أطول مدة قضتها هي في جبل قسقام حيث قضت 185 يوما، واستمرت العائلة
المقدسة في مصر حوالي أربع سنوات إلى أن مات الملك هيرودوس وحكم بدلا منه "أرخيالوس".