طالب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل
المملكة العربية السعودية، المجتمعَ الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارسات
الإيرانية ورعايتها للأنشطة الإرهابية في المنطقة والعالم، من تهديد للأمن والسلم الدوليين،
واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام، والحد من نزعته التوسعية.
جاء ذلك في كلمته
الليلة أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته
غير العادية والتي انطلقت أعمالها في قصر الصفا بمكة المكرمة برئاسته .
وقال الملك سلمان
"نجتمع اليوم لبحث ما نواجهه من تحديات استثنائية تهدد الأمن العربي، والأمن والاستقرار
الإقليمي والدولي، وكذلك حرية التجارة العالمية واستقرار الاقتصاد العالمي".
وأضاف "إنه
في الوقت الذي تَبْقَى فيهِ القضيةُ الفلسطينيةُ قَضِيتنا الأولى إلى أن ينالَ الشعبُ
الفلسطيني حُقوقَه المسلوبة وإقامةُ دولته المستقلةِ وعاصمتها القدسُ الشرقية، وفقاً
للقرارات الدوليةِ ذات الصلةِ والمبادرةِ العربيةِ للسلام، فإننا نواجه اليومَ تهديداً
لأمننا العربي يتمثلُ في العملياتِ التخريبيةِ التي استهدفت سفناً تجاريةً بالقربِ
من المياه الإقليميةِ لدولةِ الاماراتِ العربيةِ المتحدة، واستهدفت أيضاً محطتي ضخ
للنفطِ في المملكة العربية السعودية من قبلِ مليشياتٍ إرهابيةٍ مدعومة من إيران، وهو
أمر ليس بالجديدِ على تجاوزِ النظامِ الإيراني المستمر للقوانينِ والمواثيقِ الدولية،
وتهديد أمنِ واستقرارِ دُولناَ والتدخلِ في شؤونها".
وتابع: إنه بالرغمِ
من مكائدِ النظام الإيراني وأعمالهِ الإرهابيةِ التي يمارسها مباشرةً أو من خلالِ وكلائه
بهدفِ تقويضِ الأمنِ العربي ومسيرةِ التنميةِ في بلادِنا العربية، إلا أن دولنا وشعوبَنا
استطاعت - بحمدِ الله - أن تواجه هذه المكائدَ وتحقق تقدماً في مساراتها التنمويةِ
والاقتصاديةِ وتحافظُ على الأمنِ العربي".
واستطرد قائلا
"إن عدمَ اتخاذِ موقفٍ رادعٍ وحازمٍ لمواجهةِ تلك الممارساتِ الإرهابيةِ للنظامِ
الإيراني في المنطقة هو ما قاده للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشكلِ الذي نراه اليوم".
وأكد أن يدُ المملكةِ
العربيةِ السعوديةِ ستظل - دائما - ممدودةً للتعاونِ والتحاورِ معَ دولِ المنطقةِ والعالمِ
في كلِ ما من شأنه تعزيزُ التنميةِ والازدهارِ وتحقيقِ السلامِ الدائمِ لدولِ وشعوبِ
المنطقةِ بما في ذلك الشعبُ الإيراني.
وأردف الملك سلمان
قائلا: "علينا جميعاً السعيَ لجعلِ العالمِ العربي مركزاً اقتصادياً وثقافياً
مؤثراً في العالم، بما يعكسُ مقدراتِ دولنا وشعوبنا الاقتصاديةِ والثقافيةِ والتاريخية"،
داعيا للوقوفِ وقفةً جادةً وحازمةً للدفاعِ عن هذه المكتسبات".