رفضت الصين، بشدة، تصريحات القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي "باتريك شاناهان" حول بحر الصين الجنوبي، واصفة في الوقت ذاته تصريحاته بشأن القضايا المتعلقة بتايوان بـ "الزائفة".
جاء ذلك في تصريحات لنائب رئيس إدارة الأركان المشتركة للجنة العسكرية المركزية الصينية اللفتنانت جنرال "شاو يوان مينغ" خلال مشاركته في القمة الـ18 لحوار "شانغري-لا" (قمة آسيا للأمن) بسنغافورة ونقلتها وسائل إعلام صينية اليوم الأحد.
وقال مينغ - تعليقا على تصريحات شاناهان التي تتهم الصين بتخريب حرية الملاحة ودفع التسلح في جزر بحر الصين الجنوبي وسلاسل صخوره- إن الصين لديها سيادة لا تقبل الجدل على الجزر وسلاسل الصخور والمياه المجاورة في بحر الصين الجنوبي، استنادا إلى الحقائق التاريخية والقانونية.
وأضاف أنه لفترة طويلة، كانت أنشطة الملاحة الطبيعية والتحليق الجوي في منطقة بحر الصين الجنوبي من كل الدول تجري بسلاسة ودون مقاطعة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة دأبت على إرسال سفن حربية وطائرات بالقرب من المجال الجوي والمياه لجزر بحر الصين الجنوبي وسلاسله الصخرية وتنفذ عمليات استطلاع متكرر وعن قرب، واستهدفت التدريبات العسكرية، وهذه الأفعال مضرة بالسلام والاستقرار الإقليميين.
وتابع: إن بلاده تنشر وتقيم "المنشآت العسكرية الدفاعية الضرورية وفقا للوضع الأمني الذي تواجهه الجزر والسلاسل الصخرية في بحر الصين الجنوبي، وهذا هو الحق المطلق لدولة ذات سيادة والرد الضروري على الأفعال الاستفزازية".
وأوضح مينغ أنه بفضل الجهود المشتركة للصين والدول الأخرى على بحر الصين الجنوبي، تعززت الثقة المتبادلة بين الدول الإقليمية على نحو ملحوظ، كما استقر الوضع الكلي لبحر الصين الجنوبي ويتحسن بوتيرة متسارعة، معتبرا أن "الدول بالمنطقة لديها العزم والحكمة والقدرة على احتواء الخلافات، وتعزز السلام سويا، وتجعل من بحر الصين الجنوبي بحرا للسلام والصداقة والتعاون".
وأشار إلى أن عضو مجلس الدولة وزير الدفاع الصيني "وي فنغ خه" عقد محادثات "إيجابية وبناءة" مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، حيث اتفق الجانبان على أن العلاقة العسكرية المستقرة بين الصين والولايات المتحدة بالغة الأهمية، وأن "الجيشين سينفذان بحزم التوافقات التي توصل إليها رئيسا الدولتين وسيعمقان التبادلات والتعاون ويعملان على احتواء الخلاف والمخاطر، من أجل جعل العلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة عامل استقرار للعلاقات الثنائية".
وحول تصريحات القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي "باتريك شاناهان" بشأن تايوان، قال نائب رئيس إدارة الأركان المشتركة للجنة العسكرية المركزية الصينية اللفتنانت جنرال شاو يوان مينغ إن الصين تعارض بقوة "التصريحات الزائفة" حول القضايا المتعلقة بتايوان.
وأضاف مينغ أن الصين ترحب بالرغبة الأمريكية في تطوير علاقة مستقرة بين القوات المسلحة للدولتين، ولكننا "نرفض بشدة" بعض "التصريحات الزائفة" حول تايوان التي أدلى بها باتريك شاناهان، خلال كلمته في الجلسة العامة في حوار "شانغري-لا".
وأكد أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين منذ العصور القديمة، وإن مبدأ صين واحدة يشكل الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية وهو أيضا توافق عام للمجتمع الدولي، إلا أن الجانب الأمريكي ادعى مرة أخرى في حوار شانغري-لا أنه سيوفر الدعم اللازم لتايوان، بحسب ما يسمى بـ"قانون العلاقات مع تايوان".
وتابع أن "سلسلة الأفعال والتعليقات السلبية للجانب الأمريكي حول القضايا المتعلقة بتايوان انتهكت مبدأ صين واحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين الدولتين، وعرضت سيادة الصين وأمنها للخطر وأضرت بالسلام والاستقرار الإقليميين"، مشددا على أنه يجب أن تحقق الصين وحدتها وسوف تفعل ذلك بالتأكيد، وإذا استهدف أحد أن يفصل تايوان عن الصين، فإن القوات المسلحة الصينية ستحمي بكل تصميم وحدة الوطن الأم مهما كانت التكلفة.
ويعقد حوار "شانغري-لا"، المعروف رسميا باسم قمة آسيا للأمن، سنويا منذ عام 2002، وذلك بتنظيم من جانب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.