قال سفير ألمانيا لدى لبنان جورج بيرجيلين، إن الحرب السورية لم تنته حتى الآن، وأنه حتى لو انتهت فهذا لا يعني أن السلام قد عمّ سوريا.. مشيرا في ذات الوقت إلى حرص بلاده على دعم لبنان والوقوف إلى جانبه على مستويات عدة، لا سيما في ما يتعلق بتحديات الأزمة السورية وقضية اللاجئين الناتجة عنها.
وأشار السفير الألماني - في حديث لمجلة (الأمن العام) الصادرة عن جهاز الأمن العام اللبناني في عددها لشهر يونيو الجاري - إلى أن لبنان يحتاج بشكل عاجل إلى إجراء إصلاحات جذرية، وأن بلاده تدعم هذا الأمر، لافتا إلى أن ألمانيا هي ثاني أكبر جهة مانحة في لبنان، وأنها تستثمر في البنية التحتية اللبنانية لخلق آفاق مستقبلية أفضل.
وأوضح أنه منذ عام 2012 ساندت ألمانيا لبنان ببرامج دعم بقيمة 7ر1 مليار دولار، منها 400 مليون دولار خلال العام الماضي وحده، وأن جانبا كبيرا من هذا الدعم يعود بالمنفعة على البنى التحتية للمجتمعات اللبنانية، مشيرا في هذا الصدد إلى التمويل الألماني لبناء المدارس وشبكات الصرف الصحي في العاصمة وإعادة بناء مخيم (نهر البارد) للاجئين الفلسطينيين شمالي البلاد.
وذكر أن ألمانيا تعمل أيضا على دعم القوة البحرية في قوات حفظ السلام الأممية العاملة في الجنوب اللبناني (يونيفيل) لمنع تهريب الأسلحة عبر السواحل اللبنانية، إلى جانب تدريب القوات البحرية اللبنانية لحفظ الأمن البحري والمساهمة في تحديث سفن الجيش اللبناني، وبناء نظام رادار يسمح للبنان بمراقبة مياهه الساحلية.
وأكد أن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين داخل لبنان، يرغبون في العودة إلى وطنهم، غير أن "الخوف من الاضطهاد والتعسف يمنع معظمهم حاليا من ذلك".. مشيرا إلى أن ألمانيا تعمل بالتعاون مع شركاء الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل خلق الظروف المؤاتية لتلك العودة.
وشدد على أن بلاده ترى أن السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام على المدى الطويل في سوريا، يكون من خلال عملية سياسية صادقة لإنهاء الصراع، وذلك عبر تسوية سياسية تقدم رؤية لمستقبل مشترك لجميع السوريين.