قال المحلل السياسي السوداني، يوسف عبد المنّان، إن إعلان قوى "الحرية والتغيير" في السودان تعليق العصيان العام يأتي بسبب عدة عوامل، منها أن "الحرية والتغيير" خسرت الكثير من رصيدها الشعبي جراء الاصرار على تنفيذ العصيان المدني والإضراب السياسي وإغلاق الطرق والتضييق على المواطنين في الأحياء السكنية مما أدى إلى تعثر وصول الخدمات إلى المواطنين مما تسبب في حالة من السخط.
وأضاف عبد المنّان خلال لقاء له ببرنامج "وراء الحدث" على فضائية الغد الاخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أن المواطنين يرون أن تحالف "الحرية والتغيير" هو السبب في مسألة المتاريس التي نصبت في الشوارع، متابعاً أن من العوامل التي كانت وراء تعليق العصيان هي المبادرة الإثيوبية التي حققت قدراً من النجاح بإيقاف التصعيد الإعلامي بين الطرفين، مشيرا إلى أن إعلان "الحرية والتغيير" للعصيان تسبب في أثار سلبية.
وأوضح عبد المنّان أن المشهد السياسي الآن يتجه نحو العودة للعقلانية ولطاولة التفاوض، واصفاً بأنه بمثابة "عودة الوعي" إلى النُخب السودانية، لافتا إلى أن الشارع السوداني بات منقسماً، وكثيراً من السودانيين يرون أن التجارب الحزبية والانتقالية غير مُشجعة كما حدث في عامي 1964 و 1985، كما أن إ هناك قطاع عريض من السودانيين المتحزبين بين الأحزاب السياسية منقسمين إلى تيارات، سواء مع قوى "الحرية والتغيير" أو مناوءة لها.
ورأى عبد المنان أن هذا الانقسام في الشارع السوداني يحتاج إلى إرادة سياسية لجمع هذا الشتات وتوحّد الرؤية الكلية، مؤكداً أن الطرفان سواء "المجلس العسكري" أو "الحرية والتغيير" قدما تنازلاً.