السبت 23 نوفمبر 2024

د. عزة نصر رئيس وحدة الوقاية: اكتـشــاف الســرطـان مبكــرًا = ١٠٠٪ شـــفـاء!

  • 6-4-2017 | 12:13

طباعة

حوار – أحمد جمعة

قالت الدكتورة عزة نصر، رئيس وحدة الوقاية والاكتشاف المبكر بمعهد الأورام القومي، إن الاكتشاف المبكر للأورام السرطانية تساعدنا في علاج الحالات وتصل نسب الشفاء إلى ١٠٠٪، كما أنه يقلل الميزانية التي ينفقها المعهد على الحالة المرضية حال تم تشخيصها في المراحل الأولى للإصابة.

وكشفت نصر، عن تأسيس وحدة مشابهة في فرع المعهد بالتجمع الأول؛ لمناظرة الحالات واكتشاف إصابتها مبكرًا، مؤكدة زيادة الوعي المجتمعي لدى السيدات بأهمية الذهاب لفحص حالتهن، ومدى احتياجها للعلاج.. وإلى نص الحوار.

متى تم تشكيل وحدة الاكتشاف المبكر للسرطان وما هدفها؟

الوحدة أنشئت عام ٢٠٠٣ على يد الأستاذ الدكتور شريف عمر، وكان الهدف الأساسي من ورائها هو أن المعهد القومي «علاجي وأبحاثي» وهذا دوره في الأساس، لكن هناك دورا مهما في خدمة المجتمع والبيئة المحيطة، ولذلك جاء تأسيس تلك الوحدة بالمعهد، وجزء من أهداف الوحدة توعية الناس بمرض السرطان وطرق اكتشافه مبكرًا، واتباع العادات الصحية التي تقي نفسها من السرطان.

ماذا يوفر اكتشاف السرطان مبكرًا؟

نسبة الشفاء تكون أعلى كثيرًا، وتقترب إلى ١٠٠٪، كما أنه يقلل الضغط على المعهد، ويقلل حجم الميزانية المنفقة على علاج المريض. كما نقوم بحملات توعية في الأحياء، وقررنا أن نذهب إليهم، ووقعنا اتفاقيات مع المجلس القومي للمرأة، ونقوم بندوات خاصة في الأماكن التي يكون فيها مستوى الثقافة متوسطا، ونعرفهم ما نقوم به، وكيفية الفحص الذاتي للسيدة، وفي أقل من عام ذهبنا إلى حي الأسمرات والزاوية الحمراء مرتين، والحقيقة أن الهدف الوصول للناس في أي مكان.

كما شاركنا في قوافل علاجية من عدة أشهر في محافظة قنا، وتجد ردا إيجابيا كبيرا، والقافلة بها تخصصات كبيرة جدا، كما نقوم بعدة قوافل داخل الجامعة لإتاحة الفرص للبنات للفحص.

كم عدد المرضى الذين تتعاملون معهم داخل الوحدة؟

أساس وحدة الاكتشاف والعلاج المبكر أننا نتعامل مع الأصحاء وليس المرضى، لأننا نكشف عليهم ونتابعهم، ولو اكتشفنا وجود ورم يتم تحويله إلى العلاج داخل المعهد. ونستقبل يوميًا نحو ١٥ حالة. وفي عام ٢٠١٦، تمت مناظرة ٢٥٠٠ حالة، تم اكتشاف ٤٠٠ سيدة مصابة بورم سرطاني في مراحله الأولى.

ما طرق الاكتشاف المبكر للأورام السرطانية؟

الاكتشاف المبكر بالنسبة للسيدات ينقسم إلى ٣ خطوات، أولا الفحص الذاتي ونشرح لهم كيفية القيام بذلك، كما نقوم بطباعة منشورات توضح هذه الخطوات، الأمر الثاني: الفحص أمام الطبيب، وهنا يستلزم وجودها للمناظرة من قِبل أحد الأطباء لمعرفة العوامل التي تُزيد من نسبة الإصابة والعوامل التي تقلل نسبة الإصابة للسرطان، ونحصل منها على كافة البيانات الشخصية للأسرة والتاريخ المرضي إن كان هناك مرضى سابقون، كي نعرف جميع العوامل التي تؤثر على إصابتها، ثم نُرسلها لعمل أشعة تلفزيونية أو ماموجرام على حسب سن الحالة واحتياجاتها.

لدينا ميزة في الوحدة أننا نوجد جميع أيام الأسبوع ماعدا الجمعة، ونفحص السيدة ونرسلها لعمل الأشعة في نفس اليوم، وتغادر إلى منزلها مطمئنة على نفسها.

ما التشكيل الإداري للوحدة؟

يعمل في الوحدة ٤ أفراد، ٣ طبيبات، بالإضافة إلى السكرتارية والتمريض، ونتعاون تعاوناً وثيقًا مع قسم الأشعة التشخيصية بما فيهم الماموجرام والسونار، ولدينا أحدث الأجهزة في المعهد.

منذ تشكيل الوحدة في ٢٠٠٣ حتى الآن.. هل ترين أن السيدان أصبحن أكثر وعياً؟

السيدات أصبحن أكثر نضجًا فيما يخص سرطان الثدي، وبلغة الأرقام، ففي العام الأول لافتتاح الوحدة بلغ عدد المترددات ١٧٥ حالة، والآن أصبحنا نستقبل ٢٥٠٠ حالة، لكن مازلنا نرى أن العدد منخفض، ونسعى لاستقبال عدد أكبر.

وماذا عن نسبة الإصابة بالمرض؟

بلاشك نسبة الإصابة ارتفعت مؤخرًا، وهذا يعزى إلى أن نسبة الأصابة ذاتها ارتفعت نتيجة العوامل البيئية، كما زادت نسبة الوعي والشكوى من السيدات عن السنوات الماضية التي كانت السيدة لا تذهب إلى الوحدات الصحية.

هل تأثر المعهد بارتفاع أسعار الأدوية مؤخرًا؟

إلى وقتنا هذا، فمعهد الأورام لا يعاني تلك الأزمة والمرضى يتلقون العلاج الكيماوي بانتظام، وجميع البروتوكولات مُفعلة، ويجرى ملاحظات دقيقة لتناول المرضى للعلاج.

ما خطة الوحدة في الفترة المقبلة؟

أولا سوف ننقل في مكان أوسع داخل المعهد بعدما زادت عدد المترددات، ونريد أن نستقبلهن في منطقة بعيدة بعض الشيء عن المريضات لإراحتهم بشكل نفسي، وستكون بها استراحة أوسع وتنظيم أكبر.

كما تتضمن خطتنا المستقبلية، أن يكون لدينا جهاز سونار وماموجرام منفصل تمامًا على الموجود في المعهد، لأن هذا الجهاز يستعمله حاليا المرضى ونريد أن يكون هناك فصل بين المرضى والأصحاء بشكل تام.

الاكتشاف المبكر ليس فقط لسرطان الثدي، وهو أكثر السرطانات شيوعا لدى السيدات، لكن هناك سرطان عنق الرحم، وفي الندوات التي نحضرها نتحدث عنها لزيادة خلفية السيدات المعرفية حول هذا المرض، لمنع تطور الموضوع إلى سرطان.

الأمر الثالث في الخطة، أن نفتح وحدة للعلاج المبكر في معهد الأورام بالتجمع الأول منتصف أبريل الجاري، لخدمة سكان هذه المنطقة، وأقارب المرضى هناك، لتشجيع السيدات على العلاج.

فيما يخص سرطان عنق الرحم.. ما حجم الإصابة بهذا المرض وطرق التشخيص؟

نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم منخفضة، ومن ضمن خطتنا في التوسع إحضار جهاز مبكر للكشف عن الإصابة بسرطان عنق الرحم.

هل تعاني الوحدة عجزا؟

الوحدة ذات طابع خاص ونقوم بالخدمة بأجر رمزي بالمقارنة بالمستشفيات الخارجية، ولا نقترب من أموال المرضى أو التبرعات، ونحاول تحقيق الاكتفاء الذاتي.

بصورة أشمل.. ما حجم تفشي سرطان الثدي في مصر؟

أرى أن الصورة إيجابية جدا في مكافحة المرض، والدلائل على ذلك الاهتمام الحكومي بعلاج المرضى والحملات الإعلامية الداعمة، وكذلك الاستجابة والتفاعل من السيدات، كما أن الخدمات متوفرة لذلك.

ما نصائحك للسيدات لمعرفة إصابتها بسرطان الثدي؟

أي تغيير في طبيعة الثدي لابد أن تكشف عن دكتور، سواء في تغيّر شكل الجلد، أو وجود كتل متحجرة، أو وجود إفرازات، أو تغير حجم الثدي، وأي تغيير في الطبيعة لابد من الملاحظة «مش عاوزين الناس تقلق بس الناس متهملش»، لأن نسبة الشفاء ترتبط بالكشف المبكر.

    الاكثر قراءة