في ريعان الشباب رحل علي إسماعيل ذلك الموسيقار المبدع الذي حمل على عاتقة توزيع الألحان الموسيقية، وإن كانت أم كلثوم قد استعانت برائد التوزيع الموسيقى أندريا رايدر في عدة أغانِ وطنية، فقد استعان الموسيقار محمد عبد الوهاب في معظم ألحانه بالرائد علي إسماعيل، وبرغم أن رايدر حصر نفسه في التوزيع الموسيقي وتأليف الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام ، إلا أن على إسماعيل زاد على ذلك بأن ألف مقطوعات موسيقية من واقع التراث والموروث المصري.

ومن المعروف أن نجاح فرقة رضا بني على عمودين أساسيين وهما مهارة أفراد الفرقة في الرقص الجماعي أو الفردي المعبر عن البيئة الشعبية المصرية، سواء الشعبي القاهري أو البحري والقبلي، والعمود الآخر كانت الموسيقى الرائعة التي ألفها على إسماعيل ليرقص على أنغامها أفراد الفرقة، وقد واجهت فرقة رضا منافسة قوية في منتصف الستينيات، من خلال الفرق الراقصة الروسية الوافدة إلى مصر، ورغم انبهار المصريون بما قدمته الفرق الروسية التي تقدم عروضها مدعمة بالموسيقى الغربية الشهيرة، إلا أن فرقة رضا صمدت وأظهرت تفوقاً ملحوظاً، وذلك بمغازلة الجمهور المصري بما لا تقدر عليه الفرق الأجنبية، وهو الرقصات والموسيقى التي تنبع من قلب المجتمع المصري.

لم يكتف على إسماعيل بما قدمه للشعب المصري من موسيقى راقية بمصاحبة فرقة رضا، بل قاموا أيضاً برحلات شملت أوربا والصين ويوغسلافيا وروسيا لتقديم الفنون الشعبية المصرية، ونجحت تلك الرحلات نجاحاً باهراً، فقبل أن تكون رسالة للعالم الغربي يعرف من خلالها المجتمع المصري، كانت أيضاً للتواصل مع المغتربين العرب في كل دول الغرب، وتقديم الفنون المصرية التي حرموا منها في بلاد المهجر، ونالوا جوائز عديدة والتقوا في رحلاتهم برؤساء الدول الذين حرصوا على مشاهدة عروضهم الفنية.

إن كان علي إسماعيل قد حرص بمساعدة فرقة رضا أن يكون الفن المصري سفيراً للتواصل بين مصر والغرب، فقد حرص محلياً على أن يبعث الحماس في نفوس المصريين ويدفعهم للعمل والبناء من خلال الفقرات الفنية التي كانت تعرض في كل أعياد ثورة يوليو وأيضاً في حفلات أضواء المدينة، وقد نظمت فرقة رضا أيضاً بمصاحبة على إسماعيل رحلات فنية إلى الجبهة المصرية لشد إزر الجنود والترفيه عنهم ، وعن مسيرته الفنية فقد كرم الرئيس جمال عبد الناصر علي إسماعيل وفرقة رضا ، وقد حضر الرئيس بصحبة رؤساء الدول العديد من الحفلات التي قدمتها فرقة رضا بقيادة على إسماعيل موسيقياً .