الأحد 2 يونيو 2024

د. عبد الرحمن ذكرى وكيل المعهد وأستاذ الفيروسات: «الجين» المصرى هضم الجميع عبر تاريخه ولا يذوب فى أحد

6-4-2017 | 12:41

 

 

جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل رفضت التوغل فى العمق المصرى بعد حرب ١٩٦٧ والسبب كما قالت هل تريدون أن ينتهى العنصر اليهودى لأن المصريين يستوعبون الجميع.

هكذا قال د. عبدالرحمن ذكرى وكيل معهد الأورام وأستاذ الفيروسات عندما كنت أحدثه عن الجينوم المصرى والشخصية أو الدم المصرى.

وقال إن ما قالته جولدا مائير ونُقل عنها صحيح، لأن «دم المصريين» يهضم كل شيء، وأوضح لذلك خريطة الجينوم لدينا أكدت وجود ذلك بالفعل لأكثر من عنصر فى خريطة الجينات المصرية، يأتى على رأسها الفرعونى والإفريقى والأوربى والتركى، بمعنى أن مصر هضمت الجميع وهذا هو سر التفرد.

 

قال د. عبدالرحمن ذكرى إن وجود معهد مستقل للأورام وهو الهدف الذى سعى له المؤسسون قبل ٥٠ عاماً لم يكن فقط مكاناً للعلاج، وإنما الهدف أنه يكون معهد بحث أكاديمى وهذه هى الميزة أو الخطوة «الجبارة» التى تمت، وساعدت على النهوض بخريطة البحث العلمى والعلاج فى مجال الأورام والفيروسات مثلما حدث فى تطور علاج فيروس c وسرطان الكبد والثدى والأمراض الوراثية أيضاً.

وأكد أن المعمل الجديد الذى تم افتتاحه مؤخراً كأول معمل متخصص فى أبحاث الجينوم المصرى يمثل نقلة نوعية تساعد فى مجال التشخيص، وأكد أن جينات المصريين لم تتغير دائماً بزيادة السكان والتقدم العلمى.

كان هناك مشروع مصرى للجينوم أين وصل؟

بالفعل لدينا مشروع عملاق عن الجينوم، لأن كل دولة فى العالم لديها خصائص محددة فى الجينات، والآن أصبح من الضرورى أن يكون هناك سجل قومى للجينوم المصرى، لأنه يمكن من خلاله أن يكون لدينا خريطة معروفة بالأمراض خاصة المتوطنة، ولدينا بجانب هذه الخريطة أيضاً خريطة تصاحبها للفيروسات، ومن خلال هذه الخريطة استطعنا عمل مسح وتصور لفيروس c، وللحقيقة أن أول خطة وخريطة للفيروس فى مصر بدأت عام ١٩٩٤ ، ودرسنا الفيروس جيداً ثم كانت آخر خريطة للمرض عام ٢٠١٤، والآن نحن نعمل على خريطة جديدة للمرض بعد العلاج الجديد الذى بدأ تطبيقه للشفاء من فيروس C، وندرس هل الفيروس كما هو أم أنه تغير وتعرض للتحور، فنسطيع من خلال هذه الدراسة الوقوف على أسباب العلاج الصحيح.

كما أن لدينا أيضاً خريطة حول سرطان الثدى لأنه الأكثر انتشاراً بالنسبة للنساء، ويوجد لدينا أيضاً الآن تحاليل للجينات للكشف المبكر عن ذلك أى قبل الإصابة.. كذلك لدينا خريطة لمرض القولون.

هل هذا جديد فى مصر؟

لا ليس جديداً ولكن الدراسة البحثية والعلمية كشفت أن سرطان القولون الموجود فى مصر، يظهر فى نهاية الجزء الخامس بالقولون أى فى الجزء الأسفل منه، والآن انتهينا أيضاً من دراسة حول سرطان الكبد وهذه القضايا الطبية مهمة لمصر لكى تواجه المستقبل وتضع له الخطط لابد أن يقوم ذلك على دراسات علمية مثل خريطة الجينوم.

هل لدينا مثل هذه الخطط المستقبلية؟

حتى الآن لا توجد خطط مستقبلية لمواجهة ما كشفت عنه الدراسات العلمية لخريطة الجينوم المصرية وكيف تواجه هذه الأخطاء مستقبلاً، أى كيفية مواجهة المرض مستقبلاً، ولذلك لابد من التفكير فى الخطط الاستراتيجية لمواجهة الأمراض.

هل جهاز المناعة لدى المصريين أصيب بخلل كبير أو تغيرات كبيرة فى السنوات الأخيرة؟

لا.. لقد كشفت الدراسات التى تم إجراؤها أنه لم يحدث خلل كبير فى جهاز المناعة لدى المصريين ولكن الذى حدث هو زيادة عدد السكان وزيادة الوعى والإدراك لدى الشعب، وبالتالى أدت زيادة الوعى إلى الحرص على الذهاب للطبيب واكتشاف الأمراض مبكراً وبالتالى زادت النسبة، يضاف إلى ذلك سبب مهم آخر هو ارتفاع مستوى الأطباء النوعى والعلمى وكذلك التقدم التكنولوجى الهائل، كل هذه الأسباب مجتمعة ازدادت الحالات التى يعلن عنها، ولكن هذا ليس معناه أن حدثت تغيرات فى الجينات للمصريين، وإنما زادت الوسائل العلمية التى نكشف بها عن الأمراض، وهنا يجب أن نشير إلى نقطة مهمة كثيراً ما نظلم بها أنفسنا كمصريين وهى أن مستوى الطب فى مصر أصبح أسوأ وهذا غير صحيح على الإطلاق، فطلابنا الآن نسبة كبيرة تذهب منهم للخارج به أكثر من الماضى، وسنجد أن هؤلاء الذين سافروا ونسبتهم جيدة سمعتهم العلمية فى الخارج جيدة جداً وبنسبة كبيرة يواصلون عملهم ونجاحهم فى الخارج.

ماذا كشفت لكم خريطة الجينوم المصرى؟

أولاً خريطة الجينوم المصرى خريطة للعلماء فقط سرية أى ليست للعرض على الرأى العام بمعنى أنها قضية أمن قومى وهذا فى كل الدول وليس مصر فقط، ولكن خريطة الجينوم كشفت عن أن الشعب المصرى تدخل فيه عوامل كثيرة من حولنا بمعنى لدينا جينوم وأصول من إفريقيا وأوربا وتركيا وفرعونية وهذه تحديداً نجدها تظهر بوضوح فى مناطق الصعيد بمصر أما التأثير الأوربى فنجده فى محافظات الشمال والمحافظات القريبة من البحار، وكشفت الخريطة أيضاً أن أى دولة تذوب فى المجتمع المصرى بمعنى أن المجتمع المصرى يهضم كل الأعراق.

وهنا أتذكر ما قالته ونقل عن جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل وقالت عن سؤالها لماذا لم تغامر وتدخل حتى العمق المصرى فى المحافظات، فقالت إذا دخلنا العمق المصرى سنذوب وسط المصريين، فهم قادرون على استيعاب وإذابة الآخرين وينتهى العرق اليهودى.

ماذا عن المعمل الجديد للجينوم والهدف منه؟

بالفعل بدأنا فى المعهد منذ عامين فى تأسيس هذا المعمل الجديد وهو معمل بحثى، وهذا ما يميز معهد الأورام عن أى مؤسسة أو مستشفى لاستقبال المرض هو أنه أكاديمية علمية وبحثية بجانب العلاج أيضاً والهدف من المعمل الجديد الذى يقوم على أحدث المعدات والأجهزة فى هذا التخصص أن يكون لدينا فى مصر قاعدة للبيانات التى تخص الفيروسات والأورام أولاً؛ لأن قاعدة البيانات والتحاليل تساعد على دقة التشخيص.

ثانياً: إنه يساعد على الوضع الصحيح للبروتوكول العلاجى للمريض المصرى، لأن العلاج الصحيح يكون طبقاً لجينات المرض نفسه هذه المنطقة أو الدولة بمعنى أن يمكن أن يكون هناك دواء عالمى تم إنتاجه وله فاعلية كبيرة فى العلاج لمرض محدد ولكن عند تطبيقه للعلاج فى مصر مثلاً لا يتم الشفاء بدرجة كبيرة وهنا تأتى أهمية التحاليل الدقيقة لمعرفة العلاج الصحيح وتطويره ليتناسب مع المصريين؛ لأن كل دولة لها مواصفات جينية خاصة بها.