أكد دبلوماسيون أن مباحثات الرئيس
عبد الفتاح السيسي اليوم مع رئيس بيلاروسيا إلكسندر لوكاشينكو تدفع تعاون البلدين
في كافة المجالات وخاصة الاستثمارات والتبادل التجاري والسياحة، موضحين أن الزيارة
ترسخ الشراكة القائمة بين البلدين حيث أن التعاون بينهما يدعم توطين التكنولوجيا
والتصنيع الثقيل، فضلا عن أن مصر هي بوابة بيلاروسيا للدخول للسوق العربية والأفريقية.
وعقب مباحثاته مع نظيره
البيلاروسي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن العلاقات القوية بين مصر وبيلاروسيا
تعكس مستوى التفاهم والتعاون بين البلدين، مضيفا إن المباحثات تطرقت مع رئيس
بيلاروسيا إلى تعزيز العلاقات الثنائية على الأصعدة كافة، معربا عن التطلع لاستمرار
التعاون الثنائي القائم بين الدولتين وتعزيزه في المستقبل لصالح البلدين.
وأضاف الرئيس: أكدنا رغبتنا في تعميق
وتطوير آفاق التعاون بين البلدين، كما اتفقنا على أهمية تعزيز البعد الثقافي في العلاقات
والارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق بين أعضاء البرلمان في البلدين لا سيما في أعقاب
زيارة الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري إلى مينسك في نوفمبر 2018 وتشكيل
مجموعة الصداقة المصرية البيلاروسية.
شراكة البلدين
السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية
الأسبق، قال إن العلاقات المصرية البيلاروسية تاريخية ومستقرة وهناك تعاون بين الدولتين
منذ عهد الاتحاد السوفيتي السابق، فكانت بيلاروسيا من مراكز الصناعة في الاتحاد، وزار
رئيسها مصر عام 2017، مضيفا إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مينسك الحالية تؤكد
عمق العلاقات واستقرارها بين البلدين.
وأضاف القويسني، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الزيارة والمباحثات بين الرئيسين تعزز التعاون في جميع المجالات، مؤكدا
أن الزيارة موفقة للغاية وترسخ شراكات تم الاتفاق عليها سابقا من حيث المبدأ وتأكيدها
الآن والمضي فيها ودفعها للأمام، وهي شراكة مهمة يحتاجها الجانب المصري لتعظيم قدراته
على الإنتاج وترسيخ التكنولوجيا.
وأوضح أن مصر تسعى لتوطين التكنولوجيا
وإعادة هيكلة المصانع القديمة وتعظيم حجم صادراتها للعالم، وإنتاج سلع جديدة للسوق
المحلي وسلع أخرى للتصدير إلى الدول التي تربطها بمصر تسهيلات اقتصادية مثل الكوميسا
ووسط وغرب أفريقيا والمجموعة العربية، وتعتبر بيلاروسيا شريك مناسب في هذا الصدد لامتلاكها
إمكانيات تكنولوجيا عالية.
وأكد أن تعاون مصر وبيلاروسيا يدعم
توطين التكنولوجيا في مصر وإعادة تأهيل المصانع الكبرى، مشيرا إلى أن هذا التعاون سينعكس
على البرنامج الطموح لوزارة الإنتاج الحربي المصرية لتقوية الصناعة وتوسيع الشراكات
التكنولوجية مع الأطراف الفاعلة، وتعظيم إمكانياتنا على إنتاج العتاد الحربي.
وأشار إلى أن بيلاروسيا تسعى للتصدير
إلى أفريقيا والعالم العربي عبر مصر بناء على اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها مصر
مع هذه المجموعات، مضيفا إن مينسك تهتم بدخول المنطقة العربية من خلال بوابة مصر لأنها
سوق كبير وقادر على النفاذ بسلعه إلى جميع الدول الأفريقية.
ولفت إلى أن رومانيا والتي ستكون المحطة
الثانية من جولة الرئيس هي واحدة من الدول التي كان بينها وبين مصر علاقات وثيقة عبر
العهود وهناك تعاون وثيق بين الدولتين، مضيفا أن الرئيس السيسي أدرك أهمية توثيق الشراكات
والعلاقات مع دول أوروبا الشرقية وسبق أن زارها كما بادله رؤساء هذه الدول بزيارات
لمصر.
وقال إن هذه الدول تدعم مصر في مرحلة
ما بعد الإصلاح الاقتصادي بتعظيم قدرات مصر على الإنتاج والتصدير وترسيخ التكنولوجيا
وتطوير العلاقات القديمة المستقرة إلى علاقات أكثر رسوخا، مضيفا أن مصر هي بوابة هذه
الدول لدخول السوق الأفريقية والعربية.
دفع التعاون في كافة
المجالات
ومن جانبه، قال السفير رخا أحمد
حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن نتائج مباحثات الرئيس عبد الفتاح
السيسي ونظيره البيلاروسي إلكسندر لوكاشينكو تدفع التعاون بين الدولتين في شتى
المجالات ومن بينها الاستثمار والتصنيع المشترك، فبيلاروسيا دولة متقدمة في مجال
الصناعات بكافة مستوياتها.
وأوضح حسن، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن تكنولوجيا المعلومات وصناعات الطاقة أحد المجالات
الهامة للتعاون بين البلدين وهناك اتفاقات وقعت قبل ذلك ونحتاج لتفعيلها وتنشيطها
بما يعود بالفائدة على الدولتين، مؤكدا أن بيلاروسيا تحتاج لهذا التعاون لزيادة
مرور البضائع وحركة التجارة لديها.
وأكد أن السياحة هو أحد المجالات
الهامة بين البلدين، حيث شهدت مصر في السنوات الأخيرة زيادة في توافد السياح
البيلاروسيين بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس تدعم أيضا التعاون في مجالات
مكافحة التطرف والإرهاب وتبادل المعلومات عن أي تحركات للجماعات الإرهابية وخاصة
بعد عودة من تلك الجماعات من سوريا ومناطق أخرى والمقدرين بنحو 4آلاف مقاتل من
روسيا.
وأشار إلى أن الدولتين بينهما تعاون
بعد زيارة الرئيس البيلاروسي لمصر في 2017 في مجال الصناعات الزراعية كوسائل النقل
والجرارات وهو مجال مهم تحتاجه مصر، وهناك 7 مصانع مصرية بدأت التعاون، ونحتاج
لزيادة هذا التعاون إلى الصناعات الثقيلة والسكك الحديدية وغيرها، وكذلك مجال
البحث العلمي والتكنولوجي.