قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي، اليوم الأحد إن نظرة الدولة اللبنانية إلى النازحين السوريين القائمة على ضرورة عودتهم إلى وطنهم ليست نظرة عنصرية..مشيرا إلى وجود "مساع جدية" يجري العمل عليها حاليا لعودة النازحين إلى سوريا، باعتبار أن النزوح يهدد وجود لبنان ككل.
وأشار الفرزلي - في كلمة له خلال ندوة ثقافية - إلى تفكك أسر النازحين السوريين داخل الأراضي اللبنانية، والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي ترتبت على أزمة النزوح في لبنان..لافتا إلى وجود أكثر من 50 ألف حالة ولادة سنويا غير مسجلة في قوائم النازحين.
وأعرب عن تخوفه من تضخم الأزمة على نحو قد يدفع الأمم المتحدة مستقبلا إلى المطالبة بتوطين النازحين في لبنان باسم "الإنسانية"..مؤكدا أن الرئيس اللبناني ميشال عون يضع نصب عينيه إنهاء أي طروحات لمسألة توطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين في لبنان، نظرا لكون هذا الأمر يهدد كيان البلاد.
وكشف الفرزلي النقاب عن أن الزيارة الأخيرة التي أجراها عون إلى روسيا واللقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كانت تستهدف السعي لدى القيادة الروسية لعودة النازحين إلى سوريا.
وقال : "إن عون يتحرك لإيجاد حلول لهذا القضية"..مشيرا إلى أن التأخير في عدم عقد لقاء بين الرئيس اللبناني ونظيره السوري للمطالبة بتأمين عودة السوريين إلى بلادهم..مرجعه "عدم وجود نضج داخلي لصناعة هذا اللقاء".
وأكد نائب رئيس البرلمان اللبناني أنه لا يوجد ما يمنع الرئيس ميشال عون من زيارة سوريا لهذا السبب والالتقاء بالرئيس بشار الأسد، مضيفا: "ولكن في الوقت عينه يريد عون أن تنضج الأمور بطريقة تؤدي إلى نتيجة لمصلحة لبنان، لأن الموضوع ليس عقد لقاء قمة فقط من أجل القمة".
يشار إلى أن الأرقام الرسمية الصادرة عن الدوائر اللبنانية والأممية تفيد بوجود قرابة مليون و300 ألف نازح سوري داخل الأراضي اللبنانية، ويتحصلون على مساعدات من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، غير أن مسئولين لبنانيين يؤكدون أن العدد الفعلي يتجاوز ذلك الرقم ليتراوح ما بين مليون ونصف المليون وحتى 2 مليون نازح.
ويعاني لبنان من تبعات اقتصادية كبيرة جراء أزمة النزوح السوري، حيث يعتبر البلد الأكبر في العالم استقبالا للاجئين مقارنة بعدد سكانه الذي يقترب من 5 ملايين نسمة.
وكانت روسيا قد أطلقت خلال العام الماضي مبادرة وصفتها بأنها "استراتيجية" لإعادة النازحين السوريين من الدول المضيفة، وتحديدا دول الجوار السوري المتمثلة في لبنان والأردن وتركيا، باعتبار أن تلك الدول يتواجد بها العدد الأكبر من النازحين السوريين جراء الحرب السورية، وأعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة تبنيها لهذه المبادرة كأساس لعودة النازحين، غير أن المبادرة لم تبدأ العمل بصورة فعلية حتى الآن.