يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس الاتحاد الإفريقي فى فعاليات قمة مجموعة العشرين التي تعد أهم منتدى اقتصادي دولي، يعنى ببحث القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي، حيث تشكل دول مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم وتضم 85 فى المائة من حجم الاقتصاد العالمي و 75 في المائة من التجارة العالمية، وتستضيف اجتماعاتها فى هذه الدورة مدينة أوساكا اليابانية على مدى اليومين المقبلين.
قمة مجموعة العشرين التي ستنطلق غدا الخميس بحضور ومشاركة الرئيس السيسي هي الاجتماع الرابع عشر لمجموعة العشرين المعروفة اختصارا بـ(G20) وهي أول قمة لمجموعة العشرين تستضيفها اليابان، ويشارك في أعمالها قادة الدول العشرين التي تمثل أضخم اقتصاديات العالم، وعدد من قادة الدول الأخرى الذين تمت دعوتهم لحضور القمة، وعدة منظمات دولية وإقليمية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
وتأتي مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة تقدير للدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة وعلى الصعيد العالمى والإفريقي خاصة مع توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال العام الحالي الذي يضم 50 دولة إفريقية، ما يساهم في جعل الصوت الإفريقي حاضرا في هذه القمة، وعلى هامش قمة العشرين من المتوقع أن يعقد الرئيس السيسي العديد من اللقاءات الثنائية مع رؤساء وزعماء وقادة دول.
يسعى قادة دول المجموعة إلى تعزيز التعاون فيما بينهم ومع شركائها من الدول المدعوة للاجتماع لتحقيق أهداف المجموعة، وإيجاد توافق دولي حول القضايا الاقتصادية المدرجة على جدول أعمال القمة بهدف تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي وازدهاره وتطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة وخلق وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم.
وستتناول القمة بالمناقشة موضوعات التجارة وسبل تعزيز حرية التجارة العالمية والاقتصاد الرقمي والابتكار، سيتناول جدول أعمال القمة عددا من القضايا المالية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى، من بينها الطاقة والبيئة والمناخ والاقتصاد الرقمي والتجارة والزراعة والرعاية الصحية والتعليم والعمل ، بالإضافة إلى طرح القضايا التي تهم منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويتوالى وصول قادة دول الريادة الاقتصادية العالمية أعضاء مجموعة العشرين وضيوف المجموعة إلى مدينة أوساكا يوم غد (الخميس) وهم مستعدون لخوض مباحثات صعبة بشأن التجارة الحرة والتصدي للإرهاب والتغيرات المناخية، إلى جانب توقع عقد الكثير من اللقاءات متعددة الأطراف والثنائية، خاصة بين رئيسي الولايات المتحدة الأمريكية والصين الذي يزور اليابان لأول مرة، حيث يتوقع المراقبون السياسيون أن تكون مسألة الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين على رأس جدول اعمال القمة، وأن تلقى بظلالها على اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي مع نظيره الصيني شي جين بينج في قمة العشرين في اليابان.
وتخوض الولايات المتحدة حربا تجارية شرسة مع الصين، طالت شركة (هواوي) التي تعد من أبرز مطوري معدات شبكات 5G في العالم، حيث أدرجتها واشنطن في قائمتها السوداء وتمارس واشنطن الضغط على بكين من أجل كبح كوريا الشمالية بعد فشل اللقاء الرئاسي الثاني الأمريكي الكوري الشمالي من التوصل إلى اتفاق بشأن جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي.
إعلان ترامب عن نيته الاجتماع مع الرئيس الصيني جاء بعد أيام على رسالة وصلته من أكثر من 600 شركة أمريكية، تعرب فيها عن مخاوفها وقلقها بشأن الحرب التجارية مع بكين ، إلى جانب تعرض ترامب لضغوط شديدة بسبب رغبة فى خوض الانتخابات الرئاسية القادمة وبدء حملة الانتخابية، فى ظل ضعف الاقتصاد الأمريكي بسبب تصاعد الحرب التجارية، وتعرض العديد من كبار تجار التجزئة لخسائر مادية ، وتوقع أن يضطر مجلس الاحتياطي الفيدرالى الأمريكي إلى خفض سعر الفائدة.
كانت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي اندلعت عام 2008 وراء إنشاء مجموعة الدول العشرين، التي ترمي لتقديم حلول مستدامة للأزمة والمساهمة في امتصاصها وقد عقدت قمة مجموعة العشرين قمتها الأولى في العاصمة الامريكية واشنطن عام 2008، وستستضيف مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية القمة المقبلة المقررعقدها عام 2020.
وتعد قمة مجموعة العشرين التي ستستضيفها الرياض تاريخية، فهي الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي ، وحاليا يوجد 19 دولة في مجموعة العشرين العضو الـ20 هو الاتحاد الأوروبي، الممثل في المفوضية الأوروبية والرئاسة الدورية للمجلس والبنك المركزي الأوروبي.
والقرارت الصادرة عن اجتماعات المجموعة ليست ملزمة قانونا لأنها منتدى، ومع ذلك فإنها يمكن أن ترسي الأساس لاتفاقات ملزمة قانونا في أماكن أخرى وتعطي دفعة كبيرة لها، وليس لدي مجموعة العشرين مقر عام أو أمانة عامة دائمة لأنها منتدى وليست منظمة، وتقوم بأعمال إدارتها الدولة التى تتولى رئاستها خلال دورة مدتها عام وأمانة مؤقتة لتنظيم الاجتماع وتخطيط مواضيع المناقشة، وقبل انعقاد القمة، يجتمع مسئولون رفيعو المستوى للعمل على ما ستتم مناقشته وأفضل طريقة لتأمين الاتفاق، وهى الطريقة المعروفة باسم "شيرباس" لأنها تجد أفضل وسيلة من خلال التضاريس الوعرة في وقت مبكر، قبل توجيه زعيمهم عند بدء القمة، وفي محاولة لتحقيق بعض الاتساق، مع تغير رئيس كل عام، يعمل الرؤساء السابقون والحاليون والقادمون معا كجزء مما يعرف باسم "الترويكا".
وقبل انطلاق قمة العشرين ذكرت منظمة التجارة العالمية -في تقرير لها صدر قبل يومين- أن دول مجموعة العشرين التي تعتبر الأكثر تقدما في العالم، أقامت 20 حاجزا تجاريا جديدا، في الفترة بين أكتوبر ومايو الماضيين، وأن الحواجز تغطي تجارة قيمتها 335.9 مليار دولار، محذرة من عدة حواجز إضافية قيد البحث.
وذكرت إن اقتصادات مجموعة العشرين، طبقت أيضا 29 من الإجراءات لخفض الحواجز التجارية في تلك الفترة بما يغطي 397.2 مليار دولار، ورغم أن عددها يفوق عدد الحواجز التي أقيمت، فإن إجراءات تحرير التجارة الجديدة، كانت الأدنى على أساس المتوسط الشهري، منذ بدأت منظمة رصدها في مايو 2012 ، مشيرة إلى وجود عدد من القيود التجارية الكبيرة الأخرى تدرس، ما سيؤدي إلى تفاقم التحديات وعدم الثقة في بيئة الاقتصاد العالمي.
وقال روبرتو أزيفيدو مدير المنظمة التجارة -في البيان- "إن التوجه المستقر الذي رأيناه على مدى عشر سنوات، منذ الأزمة المالية، حلت محله زيادة حادة في حجم ومدى الإجراءات المقيدة للتجارة على مدار العام المنصرم"، محذرا من أهن هذا الأمر ستكون له عواقب تتمثل في تراجع الثقة والاستثمار، وتباطؤ نمو التجارة العالمية.