طالب الكاتب الصحفي السعودي مشعل أبا الودع الحربي، المجتمع الدولي، بمحاسبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الجرائم الكثيرة التي ارتكبها في حق الأكراد، ودعمه المتواصل للجماعات الإرهابية، خاصة بعد أن أصبحت تركيا وطنا لجماعة الإخوان الإرهابية.
وقال الحربي – في مقاله بجريدة (السياسة) الكويتية، الذي نشر اليوم الخميس تحت عنوان (أردوغان على خطى الملالي) – "من التدخل في سوريا إلى العراق، والهجوم على النظام المصري، ثم مهاجمة السعودية، ودعم الجماعات الارهابية في ليبيا، يستمر أردوغان في سياسة التدخل في شؤون دول المنطقة، ويبدو أنه يسير على خطى الملالي، بالتدخل في شؤون الدول، لكن نظام الملالي (في إيران) أصبح محاصرا بالعقوبات المفروضة عليه من الولايات المتحدة، لكن لا نعرف لماذا لا تتم محاصرة أردوغان، رغم مخالفته جميع القوانين الدولية والأعراف الديبلوماسية الدولية؟".
وأضاف أن "أردوغان رئيس دمر اقتصاد بلاده، بإقحام نفسه في صراعات خارجية، والهجوم على دول كانت تتمتع بعلاقات طيبة مع تركيا والشعب التركي، ما أثر على المجتمع التركي، وأصبح الاقتصاد في تركيا يعاني بعد انهيار الليرة التركية، وارتفاع التضخم إلى أكثر من 20%، بالإضافة إلى ارتفاع البطالة بسبب اضطرار بعض الشركات والمحلات التجارية إلى تسريح العمالة بعد انخفاض الليرة التركية وارتفاع الأسعار، فضلا عن تراجع عائدات السياحة؛ حيث لم تعد تركيا وجهة للسائحين، وهو ما أثر كثيرا على الاقتصاد التركي، الذي يعتمد بشكل أكبر على السياحة".
وأكد الحربي أن أردوغان فشل في جميع الملفات في الداخل التركي، وفي السياسة الخارجية، وأصبح منبوذا في أغلب دول العالم، بسبب تصريحاته المسيئة إلى الدول، ودعمه لجماعات إرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، التي فتح لها تركيا، وهذا في حد ذاته مخالف لجميع القوانين الدولية، ويقوض من جهود الدول في مكافحة ومحاربة الجماعات الإرهابية، لكن أردوغان يرى نفسه فوق كافة القوانين الدولية.
وأشار إلى أن أردوغان استغل قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي؛ لابتزاز المملكة العربية السعودية، لكنه فشل رغم محاولاته باستمرار إثارة القضية في تصريحاته البلهاء، وهو ما فعله أيضا في قضية وفاة محمد مرسي، بعد أن حاول استغلال الموضوع في أمور انتخابية داخلية، من خلال إظهار نفسه المدافع عن حقوق الإنسان، لكن العالم يعرف أوضاع حقوق الإنسان في تركيا، ويعرف كيف وصل الحال في الداخل التركي من اعتقالات، وفصل من الوظائف، وأصبحت السجون ممتلئة على آخرها، بل لم يعد للأتراك حقوق داخل بلدهم، لأن تركيا أصبحت وطنا لجماعة الإخوان الإرهابية.
وأضاف الحربي: "فشل أردوغان في سوريا، واتجه إلى ليبيا للتدخل في الأزمة الليبية، ووصل الأمر إلى اعترافه أمام وكالات الأنباء الدولية بدعم حكومة الوفاق، والمليشيات المسلحة في طرابلس بالسلاح، رغم قرار مجلس الأمن الدولي بحظر السلاح في ليبيا، لكن أردوغان لم يلتزم بالقوانين والقرارت الدولية، ولانعرف أين مجلس الأمن الدولي من خرق قراراته بدعم أردوغان المليشيات المسلحة في ليبيا بالسلاح، والمقاتلين الذين نقلهم أردوغان من سوريا إلى ليبيا، وكان يهدد بنقلهم إلى سيناء في مصر".
وأكد الكاتب الصحفي السعودي، أن المجتمع الدولي مازال يقف موقف المتفرج من تصرفات أردوغان، دون معاقبته أو فرض عقوبات دولية عليه، رغم أنه يسير على خطى الملالي الإيراني.