توافقت الأيام لتجعل من يوم 30 يونيو
يوماً مجيداً في تاريخ مصر، فهو عند الأجيال الحالية عيداً لاستعادة مصر من أيدي
جماعة الإخوان الذين وصلوا إلى سدة الحكم، ففي مثل هذا اليوم من عام 2013 خرج
المصريون جميعهم إلى الشوارع والميادين رافضين حكمهم، يناجون الله ويدعونه بكلمة
واحدة هزت أرجاء ميادن التحرير وهي "يارب"، والمحلل لثورة 30 يونيو
يجدها ثورة بيضاء، لم ترق فيها قطرة دم واحدة، ففيها خرج المصريون مسالمين متوسلين
لله كي يخلصهم من حكم كادت مصر تذهب فيه إلى الهاوية.
ومع اللحظات الأولى لثورة 30 يونيه وقفت
القوات المسلحة مع تطلعات الشعب المصري، وأصدرت بياناً طالبت فيه مؤسسة الرئاسة
باحتواء الأزمة والخروج منها، ومن قبل كانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد
التقت مع الرئيس المعزول، بقصر القبة يوم 22 يونيو 2013 وأطلعته على رفضها لتهديد
وترويع الشعب المصري، ورفضها الإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية، وفي ليلة
الثاني من يوليو 2013 خرج المعزول بخطاب مطول لا يفهم منه سوى فرض سطوتهم على
مقاليد الحكم ضاربين بمطالب الشعب عرض الحائط وغير مبالين ببيان القوات المسلحة
التي منحته 48 ساعة لاحتواء الأزمة .
مع غروب شمس الثالث من يوليو 2013 غرب حكم
الإخوان عن مصر، فقد ألقت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً بلسان المشير عبد
الفتاح السيسي، قابله المصريون بالفرح والإبتهاج لينتهي عصر الإخوان ولتبدأ مصر
عهداً جديداً بعد معاناة طويلة.
ويعتبر 30 يونيو أيضاً من الأعياد
السابقة الخالدة في تاريخ مصر، ففي مثل هذا اليوم من 49 عاماً اكتمل بناء حائط
الصواريخ لقوات الدفاع الجوي المصري، ولم تغرب شمس ذلك اليوم قبل أن تلوي مصر ذراع
قوات الصهاينة بإسقاط طائرتي فانتوم وطائرتي سكاي هوك وأسر ثلاثة طيارين منهم.
بدأت إسرائيل الرد على حرب الإستنزاف
في يونيو 1969 بهجمات جوية استهدفت مواقع القوات المسلحة غرب القناة، مع تدمير
كتائب الصواريخ المصرية وعناصر المدفعية المضادة للطائرات، ومع وصول الإمدادات
الأمريكية لإسرائيل في 25 ديسمبر 1969 وكانت طائرات فانتوم وسكاي هوك، شنت إسرائيل
بـ 192 طائرة منها هجوماً على مصر استمر ثمان ساعات، لتصبح بعدها جبهة القتال
المصرية خالية من صواريخ الدفاع الجوي، ولم تقف شراستهم وطغيانهم عند ذلك الحد، بل
بدأوا في يناير 1970 بعمليات قصف في العمق المصري، استهدف المنشآت المدنية في
القاهرة وانشاص والإسماعيلية والسويس ودهشور والتل الكبير، وسقط المئات من
المدنيين الأبرياء جرحى وشهداء طغيانهم.
اجتمع الرئيس جمال عبد الناصر في 9 و
16 أبريل 1970 بوزير الحربية الفريق محمد فوزي واللواء محمد علي فهمي قائد قوات
الدفاع الجوي وبعض قادة لواءات وكتائب الصواريخ للتخطيط لإنشاء حائط الصواريخ،
وبدأ التنفيذ الفوري تحت وابل الهجمات الصهيونية، ليستمر العمل ليل نهار من خلال
الشركات المدنية الهندسية وعناصر المنهدسين العسكريين، ليكتمل بناء الحائط خلال 40 يوماُ ، في 30 يونيو من نفس العام، وأشادت بحائط الصواريخ المصري المعاهد الإستراتيجية
العالمية وهو يعتبر ملحمة كفاح وأعجاز، فقد استخدم لإنشائه 30 مليون متر مكعب من
أعمال الحفر والردم، و3 ملايين متر مكعب من الخرسانات، مع إقامة شبكة طرق ومدقات
طولها 2000 كيلو متر.
اعتبر 30 يونيو أيضاً منذ ذلك اليوم عيداً
لقوات الدفاع الجوي المصري، ويحتفي بهذا العيد سنوياً، ومواكبة للحدث تنشر الهلال
اليوم مجموعة من الصور النادرة لحفل قوات الدفاع الجوي الذي أقيم يوم السبت 30
يونيو 1979، أي منذ 40 عاماً، وحضره الفريق أول كمال حسن علي وزير الدفاع آنذاك
والفريق حلمي عفيفي قائد الدفاع الجوي والفريق محمود شاكر قائد القوات الجوية،
وأحيا الحفل نخبة من نجوم الفن منهم المطربة شهر زاد ومحمد ثروت ومها صبري
والمنولوجست فكري الجيزاوي.