الأربعاء 15 مايو 2024

مصر الحقيقية

7-4-2017 | 13:17

مصر الحقيقية فى العيادات الخارجية لـ «القومى للأورام»

كثيراً، ما كنت أمر أمام المعهد القومى للأورام، ومن ثم لم يشغلنى ما يحدث بداخله، ورغم الموضوعات الصحفية التى كانت تُنشر فى «المصور» عن هذا المعهد، إلا أن الأمر كان يتوقف عند نشر هذه الموضوعات.

لكن مؤخراً دعانى الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، لزيارة هذا المعهد بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائه، وإعداد هذا الملحق لكى يعرف المصريون الدور الذى يقوم به هذا المعهد فى مكافحة مرض السرطان المتوحش.

وبالفعل ذهبت إلى المعهد القومى للأورام والتقيت فى المرة الأولى بالدكتور محمد لُطيف عميد المعهد، وقيادات المعهد، وتجولت فى الأقسام المختلفة للمعهد، ورغم أن المعهد يعمل بلوائح حكومية، إلا اننى رأيت أقساماً فى قمة النظافة، وبخاصة الحمامات التى يستخدمها المرضى، رأيت الصيدلية الإكلينيكية التى تقوم بتحضير محاليل «الكيماوى» لمرضى السرطان.

رأيت أيضاً فى هذا المعهد الذى تم انشاؤه فى ١٩٦٧، جامعة مصرية علمية فى مكافحة أمراض السرطان.

الأرقام التى سمعتها من الدكتور محمد لُطيف، عن ميزانية المعهد، تحتم ضرورة زيادة الدعم الحكومى لعلاج مرضى السرطان، خاصة أن معظمهم من الفقراء، كما أن المعهد يحتاج إلى مزيد من التبرعات من القادرين لمواجهة أعباء الأعداد المتزايدة من مرضى السرطان، ولتوفير التمويل اللازم، لانطلاق المبنى الجديد للمعهد «٥٠٠٥٠٠» بمدينة الشيخ زايد.

ذهبت إلى المعهد فى جولة ثانية مع الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، فى أواخر الأسبوع الماضى.

هذه الجولة ركزت فيها على العيادات الخارجية التى تم انشاؤها حديثاً، فى هذه العيادات الخارجية، رأيت الزحام الشديد للمرضى المصابين بالسرطان وذويهم يتعلقون بآمال الشفاء.

رأيت الأطفال المرضى المصابين بالسرطان، ورأيت أيضاً فى هذه العيادات الخارجية، مصر الحقيقية، مرضى من كافة محافظات مصر، رأيت الفقراء والغلابة من المرضى، الأطفال والشباب والشيوخ والرجال والنساء.

المعهد لم يغلق الباب فى وجه أى مريض.. المعهد يستقبل كافة المرضى وذويهم، بل خصص أماكن إنسانية راقية لانتظار أهالى المرضى.. رأيت قاعات مخصصة للرسم لكى يقضى بها الأطفال المرضى بعض الوقت.

رأيت الدكتور جابر نصار، حريصاً على سماع أية شكاوى للمرضى وذويهم أثناء جولته بالعيادات الخارجية.

لم أر فى العيادات الخارجية سوى المصريين الطيبين، الذين لم يجدوا ملاذاً لعلاجهم من هذا المرض اللعين إلا فى المعهد القومى للأمراض.

لم أشم سوى روائح المسك الطيبة لهؤلاء المصريين الفقراء الذين ينتظرون أدوارهم بالعيادات الخارجية، رغم المرض اللعين الذى أُصيب به هؤلاء الطيبون، فلم يفقدوا الأمل فى الشفاء لقول الله تعالى «وإذا مرضت فهو يشفين» لم يفقدوا الأمل فى الشفاء، لأنهم يجدون معاملات إنسانية فى المعهد القومى للأمراض، ويجدون الدواء مهما كان سعره، ولم يحدث أن تم حجب أى دواء عن أى مريض لارتفاع سعره.

خلال جولتى بالعيادات الخارجية للمعهد القومى للأورام مع الدكتور جابر نصار والدكتور محمد لُطيف، لم أنهزم نفسياً وسط هذه الأعداد الكبيرة المصابة بمرض السرطان، مهما كانت خطورته، لأننى رأيت أن هؤلاء المرضى آمنون، وأنهم سوف يجدون العلاج، دون أن يمِن عليهم أحد، ولكننى تمنيت أن يجد هذا المعهد المزيد من الدعم الحكومى والمزيد من التبرعات، وتمنيت أيضاً أن يتنافس الأغنياء والأثرياء ورجال الأعمال على التبرع للمستشفى الجديد للمعهد والمعروف باسم «٥٠٠٥٠٠».

تمنيت أن يذهب المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء لزيارة العيادات الخارجية فى المعهد القومى للأورام، حتى يرق قلبه للمزيد من الدعم المالى لهذا المعهد، وحتى يرى أيضاً مصر الحقيقية، ويرى المصريين الطيبين.

فى العيادات الخارجية للمعهد القومى للأورام، لم أملك إلا الدعاء للمرضى الطيبين، الذين يتوافدون بالآلاف، طالبين من الله الشفاء.

من أجل هؤلاء المرضى الطيبين، كان هذا الملحق من «المصور» الذى يحكى قصة المعهد القومى للأورام خلال خمسين عاماً فى علاج المصريين الطيبين من السرطان اللعين، قصة هذا المعهد الذى يعد باب الأمل لعلاج الفقراء من مرضى السرطان.

كان خروج هذا الملحق للنور حتى يدرك كل المصريين أهمية دعم هذا المعهد ومشروعه المستقبلى فى مستشفى «٥٠٠٥٠٠».

وأتمنى أن يرعى الرئيس عبدالفتاح السيسى المعهد، الرجل ذو القلب الكبير العطوف، الذى يحتضن جميع المصريين ويذرف الدمع تعاطفاً مع الحالات الإنسانية، أعتقد أن رعاية السيسى لمعهد الأورام ستفتح باب التبرع للمعهد، لكى يستطيع أداء دوره الذى أخذ يتسع ويستطيع تلبية المطالب المتزايدة للعلاج فيه.

أتمنى أن يفعلها السيسى، ويدعو إلى التبرع للمعهد.

 

    Dr.Radwa
    Egypt Air