الإثنين 10 يونيو 2024

جهود مصرية حثيثة لحل الأزمة الليبية واجتماعات بالقاهرة بدءا من الغد.. وخبراء: مصر تسعى بكل الوسائل للحفاظ على وحدة ليبيا وجمع الفرقاء على حل سياسي

تحقيقات12-7-2019 | 20:30

أكد دبلوماسيون وخبراء سياسيون أن مصر تبذل كل جهدها لجمع الفرقاء في ليبيا وإنهاء الانقسام، لإيجاد حل سياسي للأزمة، والحفاظ على وحدة ليبيا بكل السبل، موضحين أن اجتماعات القاهرة التي يشارك فيها وفد البرلمان الليبي تستهدف لم الشمل وإنقاذ السلطة التشريعية من الانقسام، حيث سيعقد غدا اجتماع مع أعضاء بمجلس النواب المصري في إطار المبادرة المصرية لمنع الانقسام.

وبدأ توافد أعضاء مجلس النواب الليبي علي القاهرة للمشاركة في اجتماع برعاية اللجنة الوطنية المعنية بليبيا في إطار الجهود المصرية لتوحيد روئ النواب الليبيين تجاه حل سياسي يقوده البرلمان الليبي، حيث يتواصل وصول عدد من نواب البرلمان الليبي المُنتخب إلى القاهرة منذ الأمس يمثلون كافة التيارات السياسية داخل ليبيا ويمثلون جغرافياً الشرق والجنوب والغرب الليبي.

 

حل الأزمة سياسيا

السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق، قال إن الجهود المصرية لحل الأزمة الليبية مستمرة وتستهدف حل الأزمة سياسيا بشكل بعيد عن أية تدخلات خارجية، وأن تضع القوى الليبية رؤيتها للحل؛ لأن التفاوض السياسي الرشيد بين كل الأطراف سيؤدي إلى إعلاء مصلحة ليبيا.

 

وكشف "العرابي" في تصريح لـ"الهلال اليوم"، عن تفاصيل اجتماع يستضيفه مجلس النواب المصري غدا، مع وفد البرلمان الليبي بمشاركة الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس، وعدد من أعضاء لجنة الشئون العربية، وحضور نحو 75 نائبا من الجانب الليبي يمثلون كافة الأطراف، موضحا أن مخاطبة البرلمان المصري لنظيره الليبي تؤكد الاهتمام السياسي بحل الأزمة عبر كافة الوسائل، ويأمل الجميع أن يمثل الاجتماع بداية لمرحلة الاستقرار لليبيا.

 

وأكد أن التدخلات الخارجية لا تعمل من أجل المصلحة الليبية وإنما تشكل تهديدا للأمن القومي في المنطقة، وتعمل من أجل صالح جماعة معينة مرفوضة من المجتمع الليبي، مضيفا أن حوار القوى الليبية محاولة لوضع أرضية مشتركة لحل سياسي يضع المصلحة الليبية فوق كل شيء.

 

وأشار وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الاجتماع في البرلمان المصري يؤكد التأييد الشعبي الكبير لأية جهود سياسية تنبع من الشعب الليبي وليس من أطراف خارجية لا تستهدف مصلحة الشعب وإنما تسعى لأغراض سياسية، موضحا أن دور مصر مستمر لحل الأزمة الليبية منذ سنوات ويستهدف توحيد الجيش الليبي وجمع الفرقاء السياسيين.

 

وأضاف أن مصر تعتبر ليبيا جزء من أمنها القومي ولم تبتعد عن الأزمة، وترى أنه آن الأوان للحل لأن الاقتتال الليبي الداخلي من شأنه زيادة التوتر ودفع قوى خارجية للتدخل بما قد يؤدي للتقسيم وهو أمر ترفضه مصر والشعب الليبي، مؤكدا أن الجميع يدرك أنه آن الأوان لوضع الخلافات جانبا وتضييق هوة الخلاف وبدء عملية سياسية تحمي التراب الليبي وتبقي على وحدته.

 

إنهاء الانقسام

وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الاجتماعات التي تستضيفها القاهرة الأسبوع المقبل تأتي في إطار الجهود المصرية لإنهاء الانقسام في ليبيا، لأن هذه الاجتماعات تضم معظم نواب البرلمان الليبي، وهو الاجتماع الثاني من نوعه بعد اجتماع سابق مطلع العام الجاري.

وأكد حسن، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تسعى لحل الأزمة الليبية عبر جمع أكبر عدد من الفرقاء والأطراف الليبيين، لإيجاد حل وسط، لأنه لا يمكن الوصول لإنهاء الأزمة الليبية عبر السبل العسكرية، وهو ما أكده المبعوث الدولي لليبيا غسان سلامة، وتؤكده مصر دائما.

وأشار إلى أن الجبهة الغربية الليبية بها قوى وميليشيات قوية تدعمها قطر وتركيا ودول أوروبية، موضحا أن اجتماعات القاهرة مهمة وخطوة لضم كل الفصائل المتصارعة في ليبيا، لأن جمع كل الفصائل والعشائر للوصول إلى حل للأزمة سياسيا التي تمثل جزءا هاما من الأمن القومي المصري.

وأوضح أهمية العودة للاتفاق الدولي واتفاق الصخيرات وأن تلتزم به كل الأطراف للوصول لحل للأزمة.

 

الحفاظ على وحدة ليبيا

ومن جانبه، قال الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولي الليبي، إن اجتماعات وفد البرلمان الليبي في القاهرة والتي ستبدأ من غد السبت باجتماع في مجلس النواب المصري تأتي في إطار سعي مصر الحثيث للم شمل الليبيين، مضيفا إن مصر عملت على العديد من القنوات لجمع الليبيين على كلمة واحدة سواء على المستوى السياسي أو على مستوى المؤسسة العسكرية وتوحيدها.

وأوضح الزبيدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك العديد من المؤتمرات والاجتماعات أقيمت في مصر في هذا الشأن، موضحا أن المبادرة الحالية تسعى خلالها مصر لجمع شتات البرلمان بعد الانقسامات التي وقعت فيه، لأنه انقسم على نفسه بعد تأييد بعض النواب لحكومة الوفاق ووقوفهم ضد الجيش وإنشاء مكتب لمجلس النواب في العاصمة طرابلس.

وأكد أن هذا أدى لشرخ في السلطة التشريعية فبعدما كان الانقسام في السلطة التنفيذية فقط الآن وصل إلى السلطة التشريعية فأصبح هناك برلمانان أحدهما في طرابلس والآخر في طبرق، مضيفا إن نواب الإخوان في ليبيا بحكم تبعيتهم للتنظيم الدولي للإخوان هم من رفضوا الدعوة المصرية.

وأشار إلى أن مصر تسعى بكل الوسائل إلى الحفاظ على وحدة ليبيا وعدم تقسيمها وتحرص على سيادة وأمن واستقرار ليبيا، مضيفا إن هذا الحرص نابع من عدة اعتبارات الأول هو أن مصر هي الدولة الأم في النظام الإقليمي العربي، كما أن أي اضطراب أو خلخلة للأمن في ليبيا سينعكس على الوضع في مصر.