وسط المرض وانعدام استقرار وارتفاع الأسعار يعيش أصحاب المعاشات، بين الهموم والضغوط، يبحثون عن حقوقهم في كل المؤسسات، بلا جدوى ، لا يرغبون سوى في سماع أصواتهم وإعادة فتح ملفاتهم، يبحثون عن أموالهم المفقودة بفرمانات الروتين القاتل.
أعدادهم تخطت الـ9 ملايين عائل، بمتوسط خمسة أفراد للأسرة، ما يعني 45 مليون مواطن، تهاجمهم قوانين ركيكة وجب تغييرها، مثل المادة 20 من القانون 130 لسنة 2009، والتي تعمل على انخفاض رواتبهم إلى النصف، دون حوار مسبق مع القيادات العمالية؛ لمعرفة احتياجاتهم المالية والاجتماعية والصحية.
تنوع نضال أصحاب المعاشات، ما بين التفاوض والاحتجاج الجزئي، ولكن دون استجابة، تساءلوا: متى يتم تسديد ديون صنايق المعاشات، والمقدرة بـ612 مليار جنيه، لماذا لا يتم تحديد الحد الأدنى للمعاشات، على نحو ما ورد في المادة 27من الدستور، هل هناك مكاسب شخصية على حساب حقوق الملايين؟
«الهلال اليوم» التقت مجموعة من أصحاب المعاشات للتعرف على مشكلاتهم وكيف يعيشون بمعشهم الضئيل فى ظل ارتفاع الاسعار الرهيب، البداية مع الحاج إبراهيم محمد الديب، من مواليد بورسعيد 1934، مصاب حرب 1956، قال: "جئت اليوم لأعبرعن رأيي، يمكن ألاقي حد يسمعني، إحنا عايشين فى غلاء أسعار وفينا المرضى والعجزة، مش لاقين حتى نجيب العلاج، لا قادرين نسدد الإيجار اللى وصل 400جنيه وعارفين نعيش عيشة البني آدمين.. دي أخرتها يا مصر؟".
وطلب الحاج إبراهيم من الرئيس السيسى أن ينظر لأصحاب المعاشات بعين الرحمة، طالما رئيس التأمينات لا حاسس ولا بيشوف، نحن قدمنا أروحنا من أجل الدفاع عن البلد وبناءها، الأيدى العاملة كلها هى أساس بناء مصر، فأنا مثلا كنت أعمل في أحد المصانع التى تأممت سنة 1962، عملت غفيرًا براتب 130مليم، بما يعادل 13 قرش يوميا، كنا عايشين مستورين لكن دلوقتى مش عارفين نجيب حتى العلاج.
وتحدثت لنا أم محمود، 65 سنة، عاملة نظافة بإحدى المدارس، قالت والدموع تنهال من عينيها: "أنا بعمل على باب الله، والرزق من عند الله، معاش زوجي الله يرحمه 500 جنيه، بيروحوا فواتير كهرباء وماية، عندى 4 أبناء منهم واحد معاق، محتاج 3 عمليات لكني مش قادرة على أسعارها.. ملناش غير ربنا يتولى أمرنا، أصحاب المعاشات بيتمنوا الموت لأنهم مايتين بالحيا".
وأوضحت سعاد الهواري، رئيس نقابة أصحاب المعاشات بالغربية ورئيس المنظمة المصرية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية، نحن كأصحاب المعاشات لدينا 162 مليار جنيه على هيئة صكوك -أوارق ومستندات-، ولدينا حوالي 17% أرباح في مدينة الإنتاج الإعلامي وشركة أوراسكوم وعثمان أحمد عثمان ومصانع الطوب والأسمنت، ومن المؤسف أن معظمنا أحيل للتقاعد بمعاشات متدنية، لا تكفي لتحقيق حياة كريمة، أموال المعاشات مسروقة، دخلت ميزانية الدولة ونحن نرفض ذلك، وطالبنا بتعين مجلس إدارة مع وزيرة التضامن، يشكل من أصحاب المعاشات؛ لإدارة أموالنا والحفاظ عليها، لكن لا حياة لمن تنادي.