قال المحلل السياسي والاستراتيجي الدكتور محمد الزنط، إن القصف العسكري الأمريكي لسوريا في الساعات الأولى من صباح اليوم، يحمل أبعادًا تكتيكية واستراتيجية كبيرة.
وأضاف أن ترامب يريد توصيل رسالة لحلفائه من دول العالم بأنه جاد في كل وعوده، وقادر على حمايتهم فعلا بالقوة العسكرية؛ فالقصف الأمريكي لسوريا رسالة قوية إلى كل من روسيا وسوريا وكوريا الشمالية وإيران مفادها بأن من يحاول تعدى الخطوط الحمراء منهم فسيكون الرد الأمريكي قاسِ جدًا، وأن أمريكا لديها الكثير مما تستطيع فعله.
وتابع لـ"الهلال اليوم"، أن القصف الأمريكي أيضا رسالة إلى باقي دول العالم الخارجي بأن الكلمة والسيادة والحكم في العالم كله من الآن يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها فقط.
وأعلن أن الضربة سيكون لها تبعات سياسية في بعض الدول، مثل روسيا والتي دعم رئيسها فلاديمير بوتين، ترامب في الوصول إلى الحكم، بالإضافة إلى أنه أخبرهم بأنه رجل جيد وسياسي ولكنه اليوم يوجه صفعة قوية على وجه بوتين في سوريا، لافتًا إلى أن القصف الأمريكي رسالة مفادها أيضًا إعلان فشل الوكلاء في الحرب على المنطقة وكان عليهم التدخل المباشر.
وتساءل الزنط: "هل سيكون هناك تغيير لترامب من الموقف السوري السابق أم أنه عقاب تكتيكي نتيجة إشاعة انتشار ضرب الجيش السوري لشعبه بالكيماوي واستخدام الأسلحة الكيماوية كما صرح قبل الضربة العسكرية؟".
وأشار الزنط إلى أن ترامب ربما يهدف وراء هذا القصف إلى عمل مناطق آمنة في سوريا، في مقدمة لتقسيمها، وقيام الدولة الكردية، مختتمًا: "علينا أن ننتظر الرد الروسي والذي سيحدد مستقبل المنطقة خلال الساعات المقبلة، حيث إن هناك جنود أمريكية على الأرض تحارب في العراق وليسوا بعيدا عن الحرب من حلفاء الرئيس السوري كروسيا وإيران، خلال الساعات المقبلة ستحدد مصير المنطقة العربية والشرق الأوسط".