الخميس 23 مايو 2024

بعد تعرض مومياء «سقنن رع» للبصق.. تعرف على لمحات عن محارب الهكسوس

تحقيقات23-7-2019 | 12:09

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعد الواقعة المسيئة من جانب سائح عربي حينما قام بالبصق على مومياء الملك المصري "سقنن رع" المحفوظة بالمتحف المصري، والذي قاد الحرب ضد الهكسوس.

السلطات المصرية لم تقف مكتفة الأيدي جراء هذا التصرف، فسرعان ما أصدر وزير الآثار المصري، قرارا بفتح تحقيق عاجل حول فيديو يسيء لمومياء الملك سقنن رع، وذلك بعد رفع مذكرة له بهذا الشأن.

وقالت "نيفين العارف"، المستشار الإعلامي لوزارة الآثار، إنه جار التحقيق في واقعة بصق زائر جزائري بالمتحف المصري بالتحرير على مومياء الملك سقنن رع.. حيث يظهر به شخص مجهول الهوية، وهو يقوم بالبصق على المومياء خلال قيامه بجولة داخل قاعة المومياوات الملكية الموجودة في الدور العلوي بالمتحف.

وأضافت، أنه فور علمها بالواقعة قامت بتحرير مذكرة موجهة لوزارة الآثار، ليتم التحقيق في الواقعة بشكل قانوني، ومن المنتظر أن يتم تفريغ كاميرات القاعة المراقبة بشكل محكم للوقوف على ملابسات الواقعة.

وأكدت وسائل إعلام مصرية أن مقطع فيديو منسوب لمشجع جزائري "يسب ويبصق" مومياء الملك سقنن رع، والمحفوظة في المتحف المصري بالتحرير بقاعة المومياوات، وخلال الـ 24 ساعة الماضية، انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي مع موجة غضب من المصريين تجاه هذا التصرف.

 الملك "سقنن رع"، من أهم ملوك مصر، حيث أنه بدأ ملحمة الجهاد ضد الهكسوس اللذين كان يحتلون البلاد، فهو أحد ملوك الأسرة السابعة عشر الفرعونية، وابن الملك سانخت ان رع تاعا الأول ويسمى أيضا سقنن رع تاعا الأول والملكة تتي شري وتواريخ حكمه غير مؤكده ولكن يعتقد أنه تولى الحكم في 1560 ق.م أو 1558 ق. م.

تزوج سقنن رع تاعا الثاني من الملكة إياح حتب وأنجب منها كامس أخر ملوك الأسرة السابعة عشر وأحمس الأول أول ملوك الأسرة الثامنة عشر.

وقد عاصر "سقنن رع" احتلال الهكسوس لمصر، فكان حاكما قويا في طيبة بالوجه القبلي، بينما كان الملك أبوفيس ملك الهكسوس يحكم في أواريس بالوجه البحري، الذي كان يجمع الضريبة من أجزاء مصر المختلفة.

بداية الحرب بين "سقنن رع" وبين الهكسوس، أشارت إليها إحدى الوثائق والتي روت لنا وثيقة قصة منسوبة إلى عصر سقنن رع تخبرنا كيف بدأ الخلاف بين ملك الهكسوس عاقنن رع أبوفيس والملك سقنن رع، حيث أرسل أبوفيس من أواريس الواقعة في شمال الدلتا رسالة إلى سقنن رع يخبره في بحيرة طيبة تزعجه وتقض مضجعه بالرغم من انه بينه وبين طيبة 500 ميل، ويأمره بأن يجد أى وسيلة للقضاء عليها، فكانت هذه الرسالة بمثابة إعلان للحرب، ومنذ ذلك الوقت بدأت المعركة تحتدم بين الطرفين.

 

 وتميز "سقنن رع" بقوة البنية ولُقب بـ "الشجاع"، لكونه أول ملك قاتل الهكسوس نحو 30 عامًا حتى قُتل، أثناء أحد المعارك ضد الهكسوس بهجمة غادرة قام بها عدوان أو أكثر.

 كان قتله بطريقة الغدر، حيث جاء العدو متسللًا من خلفه وتم طعنه بخنجر تحت أذنه اليسرى فغاص بعنقه، هذه التفاصيل عرفها علماء الآثار مؤخرًا حينما تم دراسة الجمجمة الخاصة بالملك، فقد أظهرت مومياه وجود ثقوب في الجمجمة نتيجة الضرب بالحرب والبلاطي على رأسه ووجدت أسنانه تضغط على لسانه من شدة الألم.

وتم العثور على المومياء الخاصة به ضمن الكشف المشهور الذي حدث عام 1880 في الخبيئة القريبة من معبد "الدير البحري 2"، ووجدت المومياء في حاله سيئة لأن عمليه التحنيط لم تتم بالوجه الأمثل، وبعد موته لم يترك أبناءه الجهاد ضد الهكسوس بل أكملوا ملحمة القتال إلى أن أنهاها الملك أحمس الأول والمعروف بطارد الهكسوس.