الأحد 16 يونيو 2024

«ثورة يوليو».. نهضة اقتصادية وحصانة شعبية.. وخبراء: شيدت لمصر ظهيرا اقتصاديا قويا.. وألغت التدخلات الخارجية.. واستردت الكرامة والحرية للمصريين

تحقيقات23-7-2019 | 18:14

أكد خبراء أن ثورة الثالث والعشرين من يوليو من عام 1952 منحت المصريين انتصارا عظيما في كافت المجالات ومكنتهم من حقوقهم كاملة وجعلت منهم مصدر السلطات، وخلقت مجانية لجميع طوائف الشعب، وخلصتهم  من الاستعمار والعبودية.

وتمر اليوم الذكرى الـ67 على بيان الثورة الذي استيقظ المصريون على صوت الرئيس الأسبق محمد أنور السادات خلال إعلانه، وهرع الآلاف من المصريين إلى الشوارع لتأييد ضباط الجيش لتكون نهاية عصر الملكية وبداية عصر جديد، تكون للشعب فيه الكلمة بعيدًا عن الإقطاع والعبودية، وليمتلك الشعب ناصية كلمته بعد سنوات طويلة من الذل والجشع والفساد.

حركة الجيش في ثورة 23 يوليو قام بها ضباط شرفاء رفضوا الذل والهوان، رفضوا الفساد الذي يضعف الجيش وتسبب في هزيمة 1948 في فلسطين، ورفضوا أن يستمر خير البلاد في جيوب الإقطاعيين وبقاء الشعب فقيرًا.

نهضة اقتصادية

وقال وائل النحاس الخبير الاقتصادي، إن ثورة الـ 23 من يوليو من عام 1952 حققت نهضة اقتصادية حديثة حافظت من خلالها على مقدرات الأوطان وأنشأت ما يعرف بالاقتصاد الحكومي وكان مزدهرا في الفترة التي أعقبت الثورة ثم تراجعت وضعفت حتى وصلت للعصر الحالي، فأغلب الشركات الحكومية والقطاع العام تعاني من أزمات كبيرة.

وأضاف الخبير الاقتصادي لـ«الهلال اليوم» أن ثورة يوليو قضت على النظام الملكي وأقامت الجمهورية وهي صاحبة الفضل الرئيسي لما عليه مصر الآن، أما ثورة الثلاثين من يونيو من عام 2013 نجحت في تصحيح مسار ثورة الخامس والعشرين من يناير من عام 2011 وحافظت على اختطاف البلاد من طائفة الفاشية الدينية.

ولفت إلى أن ثورة الثلاثين من يونيو غيرت نظام قائم سعى لاختطاف البلاد والهيمنة على مقاليد الحكم وتبني نظرية المؤامرة الدينية ودعم مليشيات الإرهاب.

حماية حقوق الشعب

وقال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن ثورة 23 يوليو كان لها ستة أهداف وجميعها تحققت بالكامل، ولا تزال هذه الأهداف حاضرة حتى الآن، مضيفا إن ثورة 30 يونيو هي استكمال لأهداف ثورة 23 يوليو، فالثورتان استهدفتا القضاء على الفساد وإقامة حياة ديمقراطية وعدالة اجتماعية.

وأكد العمدة لـ"الهلال اليوم"، أن ثورة 23 يوليو استهدفت القضاء على الاستعمار والاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، مضيفا إن هذه الأهداف تحققت،  لكن أهدافا أخرى لا تزال موجودة في أذهان الدولة المصرية مثل تحقيق العدالة الاجتماعية وإقامة حياة كريمة ورفع مستوى الخدمات التي تقدم للمواطن في مجالات كثيرة على رأسها الصحة والتعليم.

وأضاف إن ثورة 23 يوليو نجحت في القضاء على الاستعمار وساعدت حركات التحرر لدى الشعوب العربية والإفريقية، مضيفا إن الشعب المصري على وعي كبير وساند الضباط الأحرار في ثورتهم لقناعته بقدرة القوات المسلحة على تحقيق الاستقرار وتلبية مطالبه في العدالة الاجتماعية.

وأشار إلى أن ثورتي 23 يوليو و30 يونيو سلميتان قامتا في سبيل حماية حقوق الشعب ومقدراته لأن الفساد والمحسوبية كانا قد تفحشا في النظام السياسي، فتحرك الجيش في 23 يوليو وأيده الشعب، وجاءت 30 يونيو لتؤكد على ذلك فكان الشعب المصري بالمرصاد لمحاولات اختطاف الدولة المصرية وعملت القوات المسلحة على تلبية نداء الشعب وحماية ثورته.

وأوضح أن نتائج ثورة 23 يوليو لم تكن على المستوى الداخلي فقط بل امتدت للمستوى الإقليمي والدولي، حيث ساندت حركات التحرر العربية والإقليمية وتشكيل تحالف عدم الانحياز عالميا، والمساهمة في نشر الدعوة الإسلامية من خلال الأزهر، مضيفا إن مصر ساندت الشعوب في سوريا وتونس والكويت والجزائر واليمن والسودان لتحقيق الاستقلال، وكذلك في أمريكا الجنوبية وأفريقيا.

الكرامة والحرية

كما هنأ النائب تامر عبدالقادر، عضو مجلس النواب، المصريين بحلول الذكرى الـ 67 لثورة 23 يوليو 1952، مؤكدا أنها حررت مصر العبودية والاستعمار وحققت العدالة الاجتماعية وانتصرت للفقراء وحافظة على كرامة المصريين.

وأكد عبدالقادر، أن ثورة 23 يوليو مثلت الانطلاقة الحقيقية لاسترداد العزة والكرامة والاستقلال والحرية للمصريين، بالإضافة إلى أنها كانت البداية الفعلية للقضاء على الفساد والظلم والاستبداد الذي عانت منه مصر والمصريين على يد قوات الاحتلال خلال سنوات متوالية.

ولفت إلى أن ثورة 23 يوليو، ستظل دائمًا فخرا تاريخيا يحتفل به المصريين بعدما أرست مبادئ الحرية والعدالة والمساواة بين المصريين، وفتحت الثورة الباب لأبناء الفقراء والبسطاء للالتحاق بالوظائف القيادية فأصبح وزيرا وأكاديميا بالجامعة وسفيرا بالخارجية وقاضيا وضابطا.

وأوضح أن المشاهد التى أفرزتها الثورة أكدت على التلاحم الكبير بين الشعب المصري وقوات الجيش والشرطة للدفاع عن الوطن والقضاء على الفساد والاحتلال البريطاني.