أشرف وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، اليوم الخميس بمقر الوزارة، على جلسة خاصة بحضور كافة رؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية لتكريم رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي، رئيس الدبلوماسية التونسية.
وألقى الجهيناوى، وفقا لبيان صادر عن الخارجية، كلمة رثى فيها الرئيس الراحل معددا مناقب الفقيد ومستعرضا المحطات الكبرى التي ميزت مسيرته السياسية والدبلوماسية الحافلة وما تقلده الفقيد من مسؤوليات مهمة وسامية منذ الاستقلال وصولا إلى انتخابه رئيسا للجمهورية سنة 2014.
وأشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن الحزن والأسى الذي تشعر به الأسرة الدبلوماسية على فقدان رئيسها الباجي قايد السبسي، دفع وزارة الشؤون الخارجية إلى تأجيل الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية في شكلها المعتاد، والاستعاضة عنها بعقد لقاء داخلي لتمكين منتسبي العائلة الدبلوماسية من التعبير عن مشاعرهم وعرفانهم لما قدّمه الرئيس الراحل لتونس طيلة مسيرته السياسية ورعايته الموصولة للدبلوماسية التونسية بعد الثورة.
وقال الجهيناوى إن الرئيس الباجي قايد السبسي، على غرار الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة يعد علامة فارقة في تاريخ تونس ونبراسا مضيئا للدبلوماسية التونسية، ستستحضر ذكراه وإنجازاته الأسرة الدبلوماسية يوم ٣ مايو من كل سنة، ذكرى تأسيس وزارة الشؤون الخارجية، الذي كان الفقيد أول من أذن به كمناسبة وطنية سنوية يمنح خلالها وسام الاستحقاق الدبلوماسي للمتميزين من الدبلوماسيين.
وأضاف أن الرئيس الراحل رجل دولة قلّ نظيره وسيحفظ له التاريخ أنه لبّى نداء الواجب الوطني بكل مسؤولية وشجاعة، في ظرف دقيق كانت فيه تونس مهدّدة في استقرارها وأمنها، مبرزا الدور المحوري والحاسم الذي لعبه الرئيس الباجي قايد السبسي في تنظيم أول انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة في تاريخ تونس ما جعل من التجربة الديمقراطية التونسية محل إعجاب وانبهار من شعوب المنطقة والعالم.
ولفت الجهيناوى إلى إسهامات الرئيس الراحل في المجال الدبلوماسي وما حققه لتونس من إشعاع ما مكنها من استعادة مكانتها ودورها على الساحتين الدولية والإقليمية، وتطوير علاقاتها مع مختلف البلدان والتعريف بها كتجربة ديمقراطية ناجحة، لافتا إلى أن الرئيس الراحل كان يحظى بتقدير واحترام كبيرين، باعتبار معرفته بدقائق الأمور على الساحة الدولية وما يتميز به من ثقافة موسوعية وسرعة بديهة وقوة شخصية.
وأكد أنّ تونس ستواصل التقدم بثبات في مسيرتها واستكمال تحقيق تطلعات شعبها والنجاح في المواعيد والاستحقاقات القادمة، المتمثلة أساسا في عضوية تونس في مجلس الأمن للفترة 2020 -2021، واستعدادها لاستضافة قمة الفرنكوفونية سنة 2020، فضلا عن النجاح الباهر وغير المسبوق للقمة العربية التي حرص القادة العرب، رغم دقة الأوضاع في المنطقة والخلافات القائمة، على حضور أعمالها تقديرا منهم للرئيس الباجي قايد السبسي ولتونس.
وتولى عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية نيابة عن زملائهم وممثلين للبعثات التونسية في مختلف الجهات التي تنتمي إليها تونس ( العربية والإفريقية والأوروبية والأمريكية والأسيوية) إلقاء كلمات تأبين في وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، مشيدين بدور الفقيد البارز في دعم علاقات الصداقة والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لتونس وتعزيز حضورها في مختلف الفضاءات الدولية والإقليمية.
كما تم تنظيم معرض صور في بهو وزارة الشؤون الخارجية يخلد للمحطات الكبرى في مسيرة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
يشار إلى أنه واعتبارا للظرف الاستثنائي الذي تعيشه تونس، تنعقد الدورة 37 للندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية في شكل جلسة داخلية بمقرّ الوزارة اليوم الخميس بإشراف وزير الشؤون الخارجية على أن يتولى رئيس الجمهورية اختتام أعمالها بقصر قرطاج غدا.