الجمعة 28 يونيو 2024

«عنك».. قرية تحاصرها القمامة وتفتقر الخدمات.. وآمال الأهالي تتجدد بـ «حياة كريمة»

تحقيقات3-8-2019 | 17:06

هي قرية اجتمعت فيها مخاطر الفقر والجهل والمرض، قرية "عنك" بمحافظة أسيوط والتابعة التابعة لمركز القوصية، واحدة من القرى الأكثر فقرا في محافظة تعتبر من أفقر محافظات الجمهورية، لذا فهي المحافظة الأكثر استفادة من مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي.


كغيرها من قرى المحافظة، تعاني القرية من نقص في كافة الخدمات والمرافق الأساسية، بدءا من النظافة حيث تنتشر القمامة على جانبي الطريق المؤدية للقرية وداخلها، فضلا عن افتقارها مياه الشرب النقية أو خدمات الصرف الصحي أو مدارس بالقرية سوى مدرسة واحدة تخدم قريتي "عنك" و"الحبالصة" وتعمل على فترتين وبها تكدس شديد بسبب ارتفاع كثافة الفصول.


فالقرية وفقا لتقديرات غير رسمية يقطنها نحو سبعة آلاف مواطن، حيث أشار تعداد مصر عام 2006 إلى أن عدد سكان القرية بلغ 3 آلاف و905، وتعاني من عدم وجود مركز للشباب أو محطة للصرف الصحي، أو مدرسة للتعليم الأساسي، أو مكتب شؤون اجتماعية لخدمة كبار السن وأصحاب المعاشات، فضلا عن نقص مياه الري بترعة القرية، كما تفتقر القرية المياه النقية، وتهدد المياه الجوفية البيوت.


انتشار المخلفات والقمامة كانت واحدة من أبرز شكاوى الأهالي، حيث أن بعض الأهالي يقومون بحرقها ما يؤدي لانتشار الدخان الملوث والروائح الكريهة ويهدد صحة الأطفال وكبار السن، إلى جانب كون تلك المخلفات مصدرا لانتشار الحشرات والحيوانات الزاحفة كالثعابين والعقارب، كما أن الوحدة الصحية بالقرية بلا عدد كاف من الأطباء  وتعاني نقص الأدوية أيضا، كما أن المستشفى المركزي بعيد عن القرية.


ويمثل عدم وجود مركز للخدمات البريدية بالقرية أزمة كبيرة خاصة لكبار السن من أصحاب المعاشات الذين يضطرون إلى الذهاب إلى مكاتب البريد بالقرى المجاورة لصرف معاشاتهم، ما يشكل مشقة عليهم وخاصة في ظل كبر سنهم وحالتهم الصحية.

وقد سعى الأهالي إلى بناء محطة للصرف الصحي بالقرية وبالفعل اشتروا قطعة الأرض ووضعوا حجر أساس المحطة منذ عام 2012 وحتى الآن لم تنجز، كما أن القرية بحاجة إلى جمعية زراعية لخدمة المزارعين وصرف الأسمدة، وهو أمر حيوي في ظل الطبيعة الزراعية للقرية.

                        

وتعمل مبادرة حياة كريمة في القرية وغيرها من القرى في عدة مجالات تتمثل في توفير سكن كريم من خلال بناء أسقف ورفع كفاءة المنازل الموجودة والتي تحتاج إلى تطوير، ومد وصلات مياه ووصلات صرف صحي للمنازل المحرومة من هذه الخدمات، وتوفير الكشوفات الطبية والعمليات الجراحية وتوفير العلاج اللازم للمرضى بالمجان.


وكذلك توفير أجهزة تعويضية تشمل سمّاعات ونظارات وكراسي متحركة وعكازات، وتجهيز الفتيات اليتيمات للزواج، ، وعقد أفراح جماعية لمساعدة المحتاجين، وإقامة مشروعات متناهية الصغر لتوفير دخل ثابت للمواطنين بما يعود بالنفع عليه وعلى الاقتصاد الوطني.


وتستهدف المبادرة أيضا تفعيل دور التعاونيات الإنتاجية في القرى، وإنشاء حضانات منزلية لترشيد وقت الأمهات في الدور الإنتاجي، وتقديم دعم عيني بشكل دوري للأسر الأكثر احتياجًا.


وقد حددت مبادرة حياة كريمة نحو 38.62 مليون جنيه للمشروعات في مجال الخدمات التعليمية، في محافظة أسيوط، و34.9 مليون جنيه في مجال الخدمات الصحية، و48 مليون جنيه في مجال الخدمات البيئية والدفاع المدني، و56.45 مليون جنيه في مجال مياه الشرب والصرف الصحي، و6 ملايين جنيه لمشروعات الري، وكذلك 105 مليون جنيه كاعتماد إضافي لمشروعات الصرف الصحي.