أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) تقريرا حول إنتاج الأسماك الصغيرة التي تعيش في المياه العذبة في القارة الإفريقية، سلطت من خلاله الضوء على أهميتها، مؤكدة أنه بإمكانها تحسين الأوضاع الغذائية هناك بفضل ما تحتوي عليه من فيتامينات وعناصر غذائية مفيدة لصحة الإنسان غير إنها لا تحظى بأهمية تذكر في أسواق الغذاء هناك .

وأعربت (الفاو) - في تقريرها - عن أملها في زيادة الوعي بأهمية الأسماك الصغيرة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي بهدف النهوض بأنظمة الصيد في القارة السمراء.

وأشار التقرير إلى أنه إذا ما حظت هذه الأسماك الصغيرة بالمزيد من الاهتمام فسيسمح ذلك لإفريقيا بزيادة حجم أنشطتها في مجال الصيد داخل أراضيها.

وأضاف أن نسبة هذه الأسماك الصغيرة تمثل ثلاثة أرباع عمليات الصيد في إفريقيا إلا أنها لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه نظرا لثمنها الزهيد، غير أن معدلات إنتاجها بالإضافة إلى التقنيات البسيطة التي يتم صيدها من خلالها يجعلها عنصرا أساسيا في هذه المناطق التي تعاني عجزا شديدا في الموارد الغذائية .

وأشار إلى أن مبدأ التحقق من كون هذه الأسماك الغنية بالفيتامينات متاحة للاستهلاك الآدمي يعتمد على تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية في المجتمعات الإفريقية، موضحا أن هذه الأسماك ينظر إليها كما لو كانت من الفضلات ويتم صيدها في أغلب الأحيان بطرق غير قانونية، وذلك وفقا للقواعد المعمول بها من أجل حماية الأسماك الأكبر حجما .

وأوضح تقرير (فاو) أن هذه الأسماك الصغيرة بمقدورها إنتاج كتلتها الحيوية على نحو أسرع من أقرانها بمعدل ضعفين بل وخمسة أضعاف في بعض الأحيان، وذلك خلال فترة زمنية لا تتجاوز العام الواحد.

وفيما يتعلق بالنظام البيئي، ذكر التقرير أن الضغط الذي تتم ممارسته على هذه الأسماك الصغيرة أقل بكثير من الأسماك الكبيرة التي تجذب انتباه العاملين في قطاع الصيد وصناع القرار السياسي وتسهم في قيام المناقشات التي تميل دوما إلى التشاؤم، فيما يتعلق بملف الصيد غير المنتظم في المياه الإفريقية.

من جهته ، قال جيب كولدينج أستاذ الأحياء لدى جامعة برجن بالنرويج والقائم على إعداد التقرير، إن تغيير اتجاه الصيد في إفريقيا نحو السلالات الصغيرة من الأسماك يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى جعل حصاد صيد الأسماك أكثر توازنا، مشيرا إلى أنه بذلك يمكن لصيد الأسماك الصغيرة من البحيرات والأنهار الإفريقية أن يساهم في القضاء على ظاهرتي الجوع وسوء التغذية هناك. 

وأضاف أن إفريقيا هي القارة الوحيدة التي تحظي بعدد كبير من البحيرات الطبيعية والاستوائية تصل مساحتها إلى 1,3 مليون كيلومتر مربع من مواردها من المياه العذبة.