دعا الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى بناء مفهوم إقليمي - أفريقي يتم الاتفاق على عناصره ومعاييره بشأن حقوق الإنسان، وذلك استنادًا إلى الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والتراث المُشترك بين هذه الشعوب من القيم والثقافات المتقاربة.
جاء ذلك في المقال الافتتاحي الذي كتبه رشوان في العدد الرابع من دورية دراسات في حقوق الإنسان التي تصدرها الهيئة العامة للاستعلامات في إطار جهود شاملة تقوم بها الهيئة للاهتمام بقضايا حقوق الإنسان ورفع الوعي بالمضمون العلمي الحقيقي لحقوق الإنسان.
وأضاف رشوان أن صياغة مثل هذا المفهوم يساعد في تنسيق الجهود للارتقاء بحماية حقوق الإنسان في الدول الأفريقية على أسس عادلة تتناسب مع طبيعة الثقافة السائدة فيها، كما يسهم في مواجهة حملات التحريض والإدانة المسيسة التي تستهدف دول وشعوب العالم الثالث خاصة الشعوب الأفريقية وهي الحملات التي تسعى إلى فرض مفاهيم واعتبارات مصطنعة لتحقيق أهداف سياسية، في الوقت الذي يسجل التاريخ أبغض الممارسات العنصرية والتمييزية ضد هذه الشعوب من جانب السياسات والشعوب التي تنصب نفسها اليوم راعيًا وحكمًا في مجال حقوق الإنسان.
واستعرض رشوان -في مقاله- العديد من الإجراءات التي شهدتها مصر مؤخرًا في مجال دعم حقوق الإنسان، خاصة ما تضمنته التعديلات الدستورية الأخيرة بشأن ترسيخ تمثيل المرأة في البرلمان بنسبة 25% كحد أدنى من عدد الأعضاء، وكذلك الاهتمام بتمثيل ذوي الإعاقة والشباب والمسيحيين والمصريين في الخارج، إضافة إلى صدور قانون دور العبادة وتوفيق أوضاع مئات المباني والكنائس غير المرخصة، والاهتمام بالعديد من الحقوق الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية في مصر مثل حملات الرعاية الصحية، ومبادرة "حياة كريمة" وغيرها من المبادرات التي تكفل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لأعداد كبيرة من المواطنين.
الفنون .. وحقوق الإنسان
وقال رئيس هيئة الاستعلامات إن العدد الجديد من دورية "دراسات في حقوق الإنسان" تضمن معالجة غير مسبوقة لعلاقة الفنون والإبداع في مصر بقضايا حقوق الإنسان أسهم فيها عدد من ألمع المبدعين والنقاد في مصر، حيث تناول الكاتب الروائي عماد العادي "صور حقوق الإنسان في الأدب بين الزمان والمكان" حيث أكد على أن الرواية تعد الأبرز في مواجهة الاعتداءات على حقوق الإنسان فهي قارئ ممتاز لحياة الناس ومعبر عن همومهم وأحلامهم وطموحاتهم، كما أن الأدب سيظل ضد كل إساءة لإنسانية الإنسان أو تَعد على حقوقه، فيما أكدت الدكتورة الشيماء إبراهيم أن الفن يسهم في تهذيب الذوق العام وتقريب وجهات النظر بين الشعوب.. ويساعد على خفض السلوك العدواني ومحاربة الفساد، وأكدت على الارتباط الوثيق بين ازدهار الفنون ومناخ من الحرية.
وقدم كمال القاضي صورًا إبداعية ونماذج مهمة من الأفلام التي دافعت عن الحق الإنساني بكل تفاصيله وجوانبه، فكان التناول لأفلام: البريء، والبؤساء، وجعلوني مجرمًا، وأريد حلًا وغيرها من الأفلام التي غيرت العديد من القوانين ونظرة المجتمع في الاعتراف بالعديد من حقوق الإنسان، بينما طرحت المخرجة المبدعة إنعام محمد علي موضوعًا يتعلق بــ"دور الدراما التليفزيونية في معالجة قضايا حقوق الإنسان"، حيث تؤكد على تأثير الدراما التليفزيونية الجاذب وخاصة التي تعرض في حلقات يومية، ومن ثم فهي تؤكد على أن من حق المتلقي وجبة درامية متكاملة العناصر تكون غنية بالخبرات والمعارف والقيم والمُتعة.
وتناول الفنان محمود الحديني تجربة عدد من العروض المسرحية التي عرضت من خلال المسرح القومي وطرحت العديد من القضايا الاجتماعية والوطنية وحقوق الإنسان والنضال ضد الاستعمار، فيما طرح الدكتور مدحت الكاشف موضوعًا غاية في الأهمية وهو عن الرقابة وحرية الإبداع، حيث يرى أن الجهاز الرقابي يعمل من منطلق الحفاظ على حقوق المجتمع والحفاظ على قيمه وثقافته.
وتناولت الدكتورة نسرين البغدادي العديد من الأعمال الفنية التي طُرحت من خلال السينما والمسرح ومسرح الطفل باعتبار أن الفن أحد المصادر المشكلة للوعي والمعرفة، وأوضحت أن الفن يفتح آفاقًا إبداعية أمام المجتمعات تبني قلاعًا من الوعي والإدراك والمسؤولية، الأمر الذي يسمح للعالم أن يتسع للرأي والرأي الآخر.
وأشار رئيس هيئة الاستعلامات إلى أن دورية "دراسات في حقوق الإنسان" تصدر كل ثلاثة شهور باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وتتضمن أحدث الدراسات والتقارير المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان محليًا وإقليميًا ودوليًا، ويرأس تحريرها المستشار عبد المعطي أبو زيد رئيس قطاع الإعلام الخارجي بالهيئة، وتتولى إدارة التحرير الدكتورة غادة حلمي أحمد، ويتم توزيعها مجانًا على الجهات المعنية بحقوق الإنسان، ومختلف الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات الصحفية، والسفارات العربية والأجنبية بمصر، ومكاتب هيئة الاستعلامات بالخارج، وتنشر على منصة دراسات في حقوق الإنسان hrstudies.sis.gov.eg، إضافة إلى نشرها على الموقع الإلكتروني لهيئة الاستعلامات على الإنترنت.
وأوضح أن هذا العدد من الدورية تضمن دراسات عديدة منها "واجبات الأفراد في منظومة حقوق الإنسان" التي أعدها المستشار سناء خليل، و"حماية الحق في المساواة والقضاء على التمييز في مصر" وأعدها المستشار هاني جورجي رئيس الإدارة العامة لحقوق الإنسان بمكتب النائب العام، والذي أكد من خلالها على أن الحق في المساواة أمام القانون ومكافحة التمييز بين المواطنين هما وجهان لعملة واحدة، ومن ثم فقد جاءت الدساتير المصرية جميعها ترد المواطنين جميعًا إلى قاعدة موحدة، حاصلها مساواتهم أمام القانون، باعتبارها قوامًا للعدل وجوهر الحرية والسلام الاجتماعي.
كما تضمن الإصدار عددًا من التقارير المتنوعة عن حقوق الإنسان عالميًا وإقليميًا ومحليًا، ومنها تقرير عن الدورة (64) للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، وبيان الوقائع والنتائج، وتقرير عن الشبكة الأفريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان أعده المستشار أشرف سرور رئيس محكمة الاستئناف، إلى جانب تقارير أخرى والأبواب والمتابعات الثابتة بالدورية.