كتب : محمد جمال كساب
حالة من المتعة الروحية والفكرية الشيقة تقدمها مسرحية «شامان» فهي تدعو لتطهير النفس من الآثام ونشر الطاقة الإيجابية حيث تعرض بغرفة الغد للمخرج المتميز سعيد سليمان صاحب التجارب الرائعة التي ترتكز علي الدراما الطقسية بالمضمون الهادف الذي يتماشي مع مشاكل مجتمعنا الآنية.
يقول المخرج سعيد سليمان: مسرحية «شامان» استطاعت أن تتصد نجاحاً نقدياً وجماهيرياً كبيراً، وتتناول في قالب طقسي حالة من المتعة بتواجد الجمهور في قلب العمل الفني بالاعتماد علي الشكل الأوبرالي في التوزيع والموسيقي، والإنشاد الديني، الصوفي، الرقص، الغناء، التمثيل لمخاطبة الوجدان والإحساس والعقل لدي المتلقي.
حيث إن «شامان» ساحر وعراف ومعالج نفسي وطارد للأرواح الشريرة من خلال الطقوس والعقائد الدينية الموجودة في منطقة الشرق الأقصي. وأسعي للتركيز علي تواجد هذا «الشامان» بداخل كل منا من أجل تحفيز الطاقة الإيجابية وبث الأمل والتفاؤل في نفوس الناس.
فكل منا يحتاج ليغير نفسه حتي ينصلح حال المجتمع بعيداً عن الكبت والضغوط التي تقابلنا فعلي مستوي العرض يتم تقديم المشاكل وتضخيمها والوصول إلي حلول جذرية لها لتعرية النفس البشرية وتطهيرها من مساوئها.
ويضيف سليمان المسرحية واجهت صعوبات في استمرار البروفات أكثر من خمسة أشهر من التدريبات الشاقة علي التمثيل، الرقص، الغناء، العزف الموسيقي. لأكثر من 19 ممثلاً منهم نور أنور، مصطفي الزيات. وديكور صبحي عبدالجواد، ملابس نهاد السيد، ألحان هاني عبدالناصر، مخرجان منفذان داليا حافظ، وليد الزرقاني، وتم إهداؤها إلي روح الناقدة الكبيرة الراحلة د. نهاد صليحة والفنان الراحل أيمن فاروق.
ويشير المخرج إلي انه يشارك في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي يوم 8 أبريل الجاري بمسرحية «الإنسان الطيب» إخراجه وبطولة نجلاء يونس، هاني عبدالناصر، وبعض ممثلي مسرحية «شامان» إنتاج مسرح الطليعة 2016 وتطرح تساؤلا هل يستطيع الإنسان الطيب أن يعيش في مجتمع قاس يعتبر الطيبة ضعفا وبالفعل يتغلب هذا الإنسان علي المجتمع والناس بنقاء نفسه ويعيش في سلام وأمان.
وتحكي الممثلة والمطربة نور أنور بطلة مسرحية شامان عن دورها فتقول: أنا سعيدة بمشاركتي بهذه التجربة الجميلة والممتعة والمختلفة حيث رشحني المخرج سعيد سليمان وعقد لنا اختبارات تحليل نفسي لمعرفة شخصية كل ممثل والأمراض التي نعاني منها وأخبر كل منا بالصفة الغالبة عنده مثل التسلط، الحقد، الاحباط، الكراهية، وجسدت صفة «الأنانية» والانكفاء علي الذات وهذا ما يتلاءم معي حيث إن هذه المشكلة يعاني منها المجتمع الذي يعيش كل فرد فيه بمعزل عن الآخرين.
ويقول الممثل مصطفي الزيات أجسد صفة «كراهية الذات» سواء في الشكل الخارجي والداخلي وهي قريبة مني جداً وكانت الصعوبة في أن يمثل الشخص صفة موجودة بداخله.
وتصف نهاد السيد مصممة الملابس التي - جاءت بشكل مبهر ومميز - تجربتها المسرحية قائلة استخدمت لها ملابس متنوعة حسب مراحلها الثلاث، فالأولي السوداء للتعبير عن مشاكلهم النفسية ثم عندما يظهر قرين الإنسان استخدمت الأسلوب الوحشي السريالي بالأقنعة المختلفة للوجوه لتأكيد حالة الصراع الداخلي للإنسان وأخيراً البيضاء التي ترمز للصفاء الداخلي والطمأنينة الروحية لنشر السعادة في المجتمع.