السبت 15 يونيو 2024

الرئيس يستعرض تحديات أفريقيا أمام قمة السبع.. خبراء: الكلمة شاملة ووضعت خريطة طريق لشراكة عادلة بين القارة و«G7».. وعرضت رؤية الاتحاد الأفريقي على أجندة صانع القرار الدولي

تحقيقات25-8-2019 | 17:24

كلمة تاريخية ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام قمة الدول الصناعية السبع اليوم، جاءت شاملة وواضحة ووضعت خريطة طريق لشراكة عادلة بين دول القارة وبين تلك الدول، حسبما وصفها خبراء، موضحين أن كلمة الرئيس وضعت رؤية الاتحاد الأفريقي على أجندة صانع القرار الدولي، برؤية أفريقية خالصة.


وأكد الرئيس في كلمته اليوم بجلسة الشراكة بين مجموعة السبع وأفريقيا، أن الطريق للخروج من الأزمة في ليبيا معروف، ولا يحتاج سوى للإرادة السياسية وإخلاص النوايا، للبدء في عملية تسوية سياسية شاملة، تعالج كافة جوانب الأزمة، وفي القلب منها قضية استعادة الاستقرار، والقضاء على الإرهاب وفوضى الميليشيات، وإنهاء التدخلات الخارجية في ليبيا، وضمان عدالة توزيع موارد الدولة والشفافية في إنفاقها، واستكمال توحيد المؤسسات الليبية على النحو الوارد في الاتفاق السياسي الليبي.


وأضاف إن التحول الرقمي يعد من أهم محفزات النمو الاقتصادي، وبناء اقتصاديات تنافسية ومتنوعة، وإقامة مجتمعات حديثة داعمة للمعرفة والابتكار وجاذبة للاستثمارات، ولذلك نعول على شركائنا في المجموعة، ومؤسسات التمويل الدولية، لتعزيز قدرات القارة في هذا المجال، وصولاً لحلول مبتكرة للتحديات التي تواجهنا، وفى مقدمتها البطالة، خاصة في ظل الزيادة المستمرة في أعداد الشباب الأفريقي المنضم إلى سوق العمل سنوياً.

 

خريطة طريق لشراكة عادلة

السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام قمة مجموعة السبع جاءت واضحة وشاملة ووضع خريطة الطريق بحثا عن شراكة عادلة وأسس جديدة لعلاقات تجمع مجموعة الدولة الصناعية السبع الكبرى وأفريقيا، مضيفا إن الرئيس تحدث بشكل واضح وصريح على أهمية التسويات السياسية لقضايا النزاعات من أجل تحقيق التنمية لأهدافها وخلق المناخ المواتي لمواجهة الهجرات غير الشرعية ومكافحة الإرهاب.


وأوضح حجازي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس تحدث بشكل واضح عن ليبيا وأن استخدام الميليشيات المسلحة ودعم قوى إقليمية لأنشطة الجماعات الإرهابية سبب لاستمرار النزاع في ليبيا، ودعا لتضافر الجهود الدولية لعزل تلك الجماعات ولتسوية الأزمة تسوية سياسية التي لن تتأتي إلا من خلال مؤسسات الحكم الوطني في ليبيا ووقف دعم الميليشيات المسلحة.


وأضاف إن الرئيس أكد أهمية دعم قدرات المرأة الأفريقية وتمكينها ودعم دور الشباب والقضاء على البطالة بين الشباب الأفريقي التي تخلق المناخ المواتي لانتشار الإرهاب والأفكار المتطرفة التي تدعم الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن الرئيس استعرض دور مصر الأفريقي واستضافتها للمؤتمر الأول لمكافحة الفساد بالقارة ودعم مصر لإقليم الساحل والصحراء لمواجهة الأوضاع المضطربة في الإقليم.


وأشار إلى أن الحديث اليوم بجلسة الشراكة بين مجموعة السبع وأفريقيا كان حديثا شاملا للقضية وسبل معالجتها وربط بين القضايا التنموية واستقرار الأوضاع الأمنية، مضيفا إن الرئيس دعا لتسوية النزاعات والأوضاع الأمنية وإتاحة فرص التنمية الاقتصادية للمرأة والشباب كفيل بأن يفتح المجال نحو القضاء على الأفكار المتطرفة والإرهابية.


ولفت إلى أن الرئيس دعا لمبادرة عادلة لتبادل تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي الذي رآه الرئيس أحد أسس الانطلاق نحو التنمية المستدامة، مؤكدا أن إشادة الرئيس بالمرأة الأفريقية كانت واضحة وصريحة، فالرئيس يبدي إيمانه بالمرأة الأفريقية وقدرتها على الانطلاق بعملية التنمية ومواجهة التحديات ويدعو دائما لتمكينها وإتاحة الفرص لها.

 

رؤية أفريقيا على أجندة صانع القرار الدولي

ومن جانبه، قال الدكتور رمضان قرني، خبير الشئون الأفريقية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بجلسة الشراكة بين مجموعة السبع وأفريقيا أعطت أولوية لتمكين المرأة الأفريقية، باعتبارها أحد القضايا المحورية في أجندة 2063 من جانب، ومن قبل الاتحاد الأفريقي من جانب آخر، حيث أشار الرئيس إلى التحديات التي تواجه تمكين المرأة خاصة ما يتعلق بالتحدي التنموي والتكنولوجي.


وأوضح قرني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن قضية مكافحة الفساد حظيت على نصيب مهم في كلمة الرئيس السيسي من زاوية جديدة وهي إبراز الجهود الأفريقية في مجال مكافحة الفساد، مضيفا إن الرئيس أشار في كلمته إلى تنظيم أفريقيا لأول منتدى قاري لمكافحة الفساد والذي استضافته مصر في يونيو الماضي.


وأكد أن كلمة الرئيس اليوم وضعت رؤية الاتحاد الأفريقي لمستقبل القارة على أجندة القرار الدولي ولكن برؤية ونهج أفريقي خالص، مشيرا إلى أن الكلمة لا تنعزل عن ثلاثة عوامل مهمة، الأول الخاص بالدور المصري المحوري الذي أصبح واضحا في القارة الأفريقية بطرح العديد من الرؤى بشأن قضايا القارة، وكذلك بالطرح المصري للتنمية والتكامل الإقليمي والتعويل على منطقة التجارة الحرة كدافعة لنمو وتقدم القارة.


وأشار إلى أن البعد الثاني يتعلق بالمشاركة المصرية والزخم المصري القوي في العديد من المنتديات الدولية المرتبطة بأفريقيا، مثل قمة أفريقيا- أوروبا، والتيكاد، والمنتدى الصيني الأفريقي، وغيرها وكذلك تنظيم مصر للقمة العربية الأوروبية وجعل قضايا القارة الأفريقية محور مهم فيها.


وأشار إلى أن مصر تحاول أن تضع قضايا القارة الأفريقية على أجندة صانع القرار الدولي، حيث كانت القارة حاضرة بقوة في كلمات الرئيس بالأمم المتحدة سواء ملفات الأمن والإرهاب والهجرة غير الشرعية والأزمة الليبية والصومال والتنمية الاقتصادية.


وأضاف إن العامل الثالث هو أن أفريقيا أصبحت جزء من المنظومة الدولية وعنصر فاعل في العلاقات الدولية، وكانت أجندة 2063 أحد الملامح الرئيسية في هذا التحرك، مؤكدا أن مشاركة 5 دول أفريقية رئيسية في قمة السبع هو تكريس وترجمة وعملية لهذا الواقع الأفريقي على الساحة الدولية.

 

عوائد اقتصادية وسياسية

ومن جانبه، قال حسام الخولي، الأمين العام لحزب مستقبل وطن، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يشارك في قمة السبع بفرنسا ممثلا عن القارة الأفريقية في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام الحالي، مضيفا إن قمة السبع هي واحدة من أقوى القمم والمحافل الدولية لأنها تضم أكبر سبع اقتصاديات في العالم.


وأوضح الخولي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مشاركة الرئيس تضيف للقمة في ضوء الدور المصري بالمنطقة والقارة الأفريقية، مضيفا إن ملف الشراكة بين الدول السبع الصناعية الكبرى والقارة الأفريقية له أولوية خلال أعمال القمة الحالية في بياريتز، وهو الملف الذي دارت حوله كلمة الرئيس السيسي اليوم.


وأضاف إن ملف الهجرة غير الشرعية واحدة من ملفات القمة، وهو الملف الذي نجحت مصر في مواجهته بشكل كبير ولها تجربة رائدة فيه، مشيرا إلى أن هذه المشاركة تحقق عوائدا اقتصادية وسياسية كبيرة على مصر والقارة الأفريقية ككل.


وأشار إلى أن أفريقيا تحتاج للتنمية والنهوض الاقتصادي، وفي الوقت نفسه هي تمتلك مقومات من مواد خام وثروات تؤهلها لتكون من الاقتصاديات القوية، إذا شهدت اهتماما بالتنمية والتطور التكنولوجي وفي كافة المجالات أيضا.