السبت 23 نوفمبر 2024

رئيس الأركان الجزائري يؤكد ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت

  • 26-8-2019 | 15:07

طباعة

أكد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس الأركان الجزائري ضرورة تنظيم انتخابات رئاسية شفافة في أقرب وقت لتجنب الدخول في مراحل انتقالية تكون عواقبها وخيمة .

وقال الفريق قايد صالح في كلمة له خلال زيارته لولاية وهران (شمال غرب) اليوم الاثنين إن "المرحلة المفصلية التي تمر بها بلادنا ، تتطلب التحلي بالحكمة والروية والتبصر ، وهي مرحلة تعهد فيها الجيش بدعن الشعب ومؤسسات الدولة ومسار الحوار ، وفقا لمقاربة مدروسة بعناية ، مؤكدا في كل مرة ثبات مواقفه حيال الوطن والشعب، ومحذرا من المساس بالمصالح العليا للوطن التي لا تقبل المساومة بأي حال من الأحوال".

وأضاف أن "هذه المبادرة ترتكز على ترجيح الشرعية الدستورية، من خلال تنظيم انتخابات رئاسية شفافة في أقرب وقت لتجنب كل المراحل الانتقالية الوخيمة العواقب، التي تروج لها بعض الأطراف التي لا غاية لها سوى تحقيق مصالحها الضيقة ومصالح أسيادها، هذه الأطراف التي بدأت تنكشف على حقيقتها، ولدينا معلومات مؤكدة حول تورطها، سنكشف عنها في الوقت المناسب".

وأشار إلى أن المبادرة التي تدعو إلى تبني الحوار العقلاني النزيه والجاد، قد حظيت بدعم أغلبية مكونات الشعب الجزائري، لأنه السبيل الأمثل الكفيل بالحفاظ على المصالح العليا للوطن، وهو ما أكد عليه الرئيس عبد القادر بن صالح .

وأشاد رئيس الأركان الجزائري بالجهود الوطنية المخلصة التي تبذلها الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، منوها بالنتائج المشجعة المحققة في وقت قصير، كما قدم الشكر لكل الذين لبوا نداء الوطن، انطلاقا من إخلاصهم الصادق، وإيمانهم الثابت بأن الجزائر التي سقيت أرضها الطاهرة بدماء الملايين من الشهداء ستعرف كيف تخرج من أزمتها وكيف تنتصر. 

وجدد الدعوة لكل الشرفاء، الذين تحدوهم النوايا الطيبة والغيرة على الجزائر، إلى الوقوف وقفة رجل واحد وتلبية نداء الوطن وعدم التخلف عن الركب، للمساهمة في إثراء هذا الحوار الوطني، بما يضمن تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب وقت ، في ظل الشفافية والنزاهة واحترام الإرادة الشعبية في اختيار رئيس للجمهورية يعمل على خدمة بلده وشعبه بكل إخلاص وتفاني، وتكون له كامل الصلاحيات لتجسيد التطلعات المشروعة للشعب، والسير بالبلاد نحو المستقبل المنشود.

وقال الفريق قايد صالح إن "هذه الانتخابات ستكون فرصة حقيقية لتجسيد الإرادة الشعبية وترجمتها على أرض الواقع من خلال انتخاب رئيس يحظى بالشرعية اللازمة وبثقة الشعب، المصر على هذا المطلب الملح وعلى موقفه الثابت بخصوص تحضير وإجراء الانتخابات الرئاسية، في أقرب وقت ، بل أن المنطق يفرض الشروع في التحضير لها خلال الأسابيع القليلة القادمة".

وأضاف أن "الوقت ليس في صالحنا كما أكدنا على ذلك مرارا، ولأن كل ما نقوله مبني على معلومات مؤكدة ومعطيات موثوقة تؤكد كلها أن هذا هو الخيار الأسلم والأنجح للخروج من الأزمة الحالية، وعليه، أجدد الدعوة مرة أخرى إلى ضرورة التعجيل بتنصيب الهيئة الوطنية المستقلة لتحضير وتنظيم ومراقبة الانتخابات الرئاسية، التي تعد ضمانا أساسيا لتجاوز الوضع الراهن".

وأشار إلى أنه مازال هناك البعض الذين باعوا ضمائرهم لخدمة مصالح العصابة (مصطلح يستخدمه رئيس الأركان في إشارة للدائرة المقربة بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة) و تعمل بكل الوسائل المتاحة على عرقلة عمل الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، لاسيما من خلال محاولة فرض شروط تعجيزية وإملاءات مرفوضة جملة وتفصيلا.

وأوضح أن أتباع العصابة يعملون على الترويج لفكرة التفاوض بدل الحوار والتعيين بدل الانتخاب وممارسة الألاعيب المفضوحة عبر التركيز على قضايا هامشية لا فائدة ترجى منها، إضافة إلى محاولة بث أفكار مسمومة ترهن الرئيس القادم وتفرض عليه تطبيق أجندات معدة مسبقا، وقال "إنه إجراء غير مقبول لكونه يتناقض تماما مع أحكام الدستور الواضحة في هذا المجال، ويحد من صلاحيات الرئيس المنتخب، رغم أنه بعد انتخابه سيكون قد حاز على شرعية الصندوق وحظي بثقة الشعب الذي اختاره على أساس برنامج محدد، كل هذه الألاعيب تهدف إلى التشويش على مسار الحوار وتوجيهه إلى ما يخدم المصالح الخاصة للعصابة".

وأعرب الفريق قايد صالح عن تقديره لرجال العدالة على الجهود التي يبذلونها في مكافحة الفساد، مجددا تعهد الجيش بدعمهم وتقديم لهم الضمانات الكافية لأداء مهامهم النبيلة، بعيدا عن أي شكل من أشكال الضغوطات، مضيفا أن "العدالة التي تعد أساس دولة القانون، قد استرجعت لله صلاحياتها وحريتها ودورها الحقيقي، ورجالها مصممون ومصرون على تطبيق القانون بحذافيره ضد العابثين، من خلال معالجة كافة الملفات دون استثناء، بما فيها تلك التي بقيت حبيسة الأدراج وفي طي النسيان".


    الاكثر قراءة