أشاد خبراء سياسيون بالرؤية التي طرحها الرئيس عبد
الفتاح السيسي أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدين أن الخطاب أمس كان
شاملا وتناول كل القضايا الأفريقية وأكد الريادة المصرية في صياغة الحلول لكل
الأزمات التي تحيط بالشرق الأوسط والقارة الأفريقية، موضحين أن الرئيس وجه دعوة
لتمثيل عادل للقارة بمجلس الأمن ورفع اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب
لدعم الانتقال السلمي للسلطة وعمليات التنمية في البلد الشقيق.
تمثيل عادل للقارة بمجلس الأمن
الدكتورة أماني
الطويل، مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قالت
إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لمست كل القضايا
سواء الأفريقية أو العربية وتحقيق السلام في المنطقة، مضيفة إن الرئيس دعا لتمثيل عادل
ومتوازن لأفريقيا في مجلس الأمن.
وأوضحت في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا المطلب قديم ومطروح منذ أكثر من عقد، لأن
أفريقيا هي القارة الوحيدة التي ليس لها ممثل في مجلس الأمن، ومنذ عام 1963 حينما ازداد
أعضاء مجلس الأمن من 11 إلى 15 عضوا، لم يتم أي تطوير في منظومة مجلس الأمن أو الأمم
المتحدة وهي أمور أصبحت ملحة لتلبية احتياجات العالم في الوقت الراهن في ظل المعاناة
من عدم الاستقرار خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأضافت إن
الرئيس تعرض لمسألة مهمة وهي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، دعما
للنظام السوداني الجديد واتجاهات الخرطوم في التفاعل مع المجتمع الدولي على نحو إيجابي،
مشيرة إلى أن الرئيس أكد حق الشعوب في التنمية، وتناول ملف سد النهضة مؤكدا حق إثيوبيا
في التنمية وحق مصر في الحفاظ على حصصها التاريخية في مياه النيل.
وأكدت أن كلمة
الرئيس في هذا الشأن دعت إثيوبيا إلى المرونة وعدم اتخاذ قراري أحادي الجانب، ودعا
المجتمع الدولي للالتزام بمسئولياته في هذه الأزمة الحساسة المهددة للاستقرار الإقليمي،
لأن قضية المياه بالنسبة لمصر هي قضية وجود وحياة، مضيفة إن الرئيس كشف عن عقد منتدى
للسلام والاستقرار في أسوان ديسمبر المقبل.
ثوابت
السياسة الخارجية المصرية
ومن
جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن كلمة الرئيس
عبد الفتاح السيسي أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت شاملة وتضمنت محاور
السياسة الخارجية المصرية تجاه المنطقة العربية والقارة الأفريقية وعرضت الأوضاع داخل
مصر وتطوراتها، مضيفا إن مصر عضو مؤسس للأمم المتحدة ولعدد من المنظمات الإقليمية.
وأوضح فهمي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس ركز في البداية على تولي مصر لرئاسة
الاتحاد الأفريقي وعلى مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية وأن مصر مركز الاتحاد
الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية، مضيفا إن الرئيس أكد على عدد من الملفات الأفريقية
على رأسها السودان.
وأشار إلى
أن الرئيس وجه دعوة لرفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب بعد الإنجاز الذي حققته
الخرطوم في ملف الانتقال السلمي للسلطة، مضيفا إن الملف الثاني الذي عرضه الرئيس هو
ملف تطوير الموارد البشرية ومؤسسات التمويل الأفريقية، لأن القارة واعدة في جذب مزيد
من الاستثمار وتعزيز ترتيبات التكامل الإقليمي.
وأضاف إن الملف
الثالث كان بشأن منتدى أسوان للسلام والتنمية المرتقب عقده في ديسمبر المقبل، بعد ما
قطعته مصر من أشواط في هذا الملف، مضيفا إن الرئيس تناول القضايا العربية وعلى رأسها
القضية الفلسطينية لأنه بدون حل يستند لقرارات الشرعية الدولية ستظل الأزمة قائمة،
وطالب بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن الرئيس
استعرض أيضا الأزمة الليبية حيث شدد على ضرورة الالتزام بالتطبيق الكامل لقرارات مجلس
الأمن والبعد عن فوضى الميليشيات، وكذلك الأمر فيما يخص سوريا وضرورة الحل السياسي
ووحدة وسلامة الأراضي السورية، مضيفا إن الرئيس أكد ضرورة الحل السياسي أيضا في اليمن.
وأشار إلى
أن الرئيس طالب بإتباع منطق شامل في مكافحة الإرهاب وتفعيل قرارات مجلس الأمن وخاصة
رقم 2354، مضيفا إن الرئيس استعرض قضية تجديد الخطاب الديني، وأزمة سد النهضة وانعكاساته
السلبية على الاستقرار وعلى مصر، ووجه في هذا الملف رسالتين هامتين هما أن نهر النيل
بالنسبة لمصر قضية وجود وأنه بالنسبة لإثيوبيا قضية تنمية.
ولفت إلى أن
الرئيس شدد على حق الشعوب في الحفاظ على مقدراتها ودعم مصر للدول في التنمية، مضيفا
إن الخطاب كان شاملا ومتنوعا وتناول كافة القضايا الداخلية والإقليمية الخاصة بإفريقيا
والمنطقة العربية.
ريادة مصر
في صياغة حلول للأزمات
فيما قال ماجد
أبو الخير، وكيل لجنة العلاقات الأفريقية بمجلس النواب، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح
السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس كانت شاملة واستعرضت كل أزمات المنطقة
ورؤية مصر وخططها للتعامل مع كل تلك المشكلات، مضيفا أن الرئيس أكد حق الدولة الفلسطينية
في حل عادل يتوافق مع الشرعية الدولية.
وأوضح أبو
الخير، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس أكد ضرورة حل الأزمة الليبية
بحل سياسي شامل وتوحيد المؤسسات الوطنية، وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا، مضيفا أن الرئيس
تناول قضية سد النهضة وأكد حق الجانب الإثيوبي في التنمية ورغبة مصر في المشاركة في
هذه التنمية وإيجاد حلول بالدراسة لعملية إدارة السد.
وأكد أن الجانب
الإثيوبي يتخذ موقفا أحاديا لا يرعى مصالح دول المصب، ودعى الرئيس لتدخل المجتمع الدولي
للوصول إلى اتفاق في هذا الملف الذي يعتبر قضية وجود وحياة، مضيفا أن الخطاب كان شاملا
وأكد ريادة مصر وقدرتها الدبلوماسية على إيجاد حلول فعالة لمشاكل المنطقة.
وأشار إلى
أن مصر دولة رائدة في القارة الأفريقية والشرق الأوسط وتمتلك حلولا وإرادة لتنفيذ تلك
الحلول، مضيفا إن الرئيس خلال مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد مجموعة
كبيرة من اللقاءات مع قادة دول العالم بعضها كان اقتصاديا وبعضها ذات أهداف سياسية،
بما يؤكد أن الزيارة حققت العديد من المكاسب.
وأضاف أن الرئيس
السيسي يخاطب العالم بلغة فاعلة وبرؤية واقعية، حيث التقى مجموعة كبيرة من رجال الأعمال
والشركات الكبرى في أمريكا بما يؤدي للمزيد من التعاون في الوقت المقبل.