أكد الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر تتعامل بحرص شديد مع التغيرات الإقليمية وترفض التورط العسكري في أي من النزاعات الموجودة في المنطقة.
جاء ذلك في كلمته مساء اليوم الأربعاء في مؤتمر بعنوان "مصر في شرق أوسط متغير" والذي عقده معهد الشرق الأوسط بواشنطن بالتعاون مع المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بمشاركة عدد من الخبراء من مصر والولايات المتحدة على هامش الاجتماعات الرفيعة المستوي للجمعية العامة بمدينة نيويورك.
وقال كمال، إن مصر تتبنى الحل السلمي القائم على استعادة الدولة ومؤسساتها المختلفة كأساس لحل عدد من الصراعات مثل سوريا وليبيا واليمن، مؤكدًا أن مصر تسعى لعمل تحالفات وتعاون مع عدد من الدول العربية الشقيقة من أجل حل هذه الصراعات.
وأضاف "هناك اهتمام مصري بشرق المتوسط، والتعاون من أجل تطوير الغاز من أجل شعوب المنطقة"، مشيرًا إلى تشجيع مصر أن تكون هناك مبادرات من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا للمساهمة في حل نزاعات المنطقة، وعدم ترك النزاعات فقط للقوى الإقليمية ذات المصالح التي تتعارض مع مصالح جموع دول المنطقة.
واستعرض أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أهم التغيرات الاستراتيجية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة الأخيرة وموقف مصر منها، وتراجع الاهتمام الأمريكى بمنطقة الشرق الأوسط، وزيادة دور القوى الإقليمية كبديل، فضلًا عن تراجع الاهتمام بالصراع العربي الإسرائيلي، وزيادة الاهتمام بإيران، وزيادة أهمية مناطق جغرافية أخرى مثل شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر كمناطق أصبحت مصدر للصراع، من ناحية ومصدر للتعاون بين الدول المختلفة.
من جانبه، تحدث الخبير بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط جيرالد فيرستين، عن التغيرات في المنطقة، قائلًا "عندما تنظر للتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، يجب أن ترى أن منظور الولايات المتحدة الأمريكية للشرق الأوسط تغير، وأن هذه المشكلة التي جاءت عن طريق الشعور أنه لا يمكن الاعتماد على أمريكا كلاعب أساسي في هذه المنطقة".
وأضاف أن الولايات المتحدة كانت تعتقد أن غزو العراق شيئ مهم وسيفتح الباب لتقديم الديمقراطية في المنطقة، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط الذي كان مصدر رعب لها، هذا التخيل سقط وأخفق، وتولد شعور بعدم الرضا بعد ردود الأفعال في المنطقة، وهي أمور تحدث عنها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأن هناك شعور بالإجهاد لدى الأمريكيين".